ملف الأسرى أزمة جديدة تهدد الهدنة في اليمن

2022.05.07 - 08:35
Facebook Share
طباعة

 في الوقت الذي أعلن فيه  التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن أمس الجمعة إنه نقل أكثر من 100 من الأسرى المفرج عنهم إلى اليمن بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إطار مبادرة إنسانية لدعم هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة، نفت جماعة أنصار الله ما يدعيه التحالف مؤكدة على أن ما تم نقلهم ليسوا أسرى.

وأعلن التحالف الشهر الماضي أنه سيطلق سراح 163 سجينا من جماعة أنصار الله الحوثية، لكن مسؤولا في الجماعة أكد في وقت لاحق على إن القائمة تضم أفرادا لا ينتمون إليها.


وقال التحالف إن 108 معتقلين نقلوا جوا من السعودية إلى عدن في جنوب اليمن، حيث يوجد مقر الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، وتسعة إلى العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إعادة 117 شخصا.


وقالت جماعة أنصار الله إنهم على اتصال مع الصليب الأحمر، وإنه تم الإفراج عن 126 محتجزا وليس 163 مثلما أعلن "النظام السعودي".


وقال التحالف إن 37 أسيرا نقلوا برا عبر الحدود السعودية اليمنية. وذكرت وسائل إعلام رسمية سعودية أنه تم تسليم تسعة "مقاتلين أجانب" إلى سفاراتهم، لكنها لم تحدد جنسياتهم.


وانتقدت حركة "أنصار الله" بشدة موقف الأمم المتحدة من إعلان التحالف السعودي الإفراج عن 163 محتجزاً، قال إنّها تشمل أسرى من الحركة، فيما نفت الأخيرة صلتها بهم، باستثناء 5 فقط.


ويأتي ذلك بعد إعلان المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الترحيب بمبادرة التحالف السعودي "إطلاق سراح عدد من المحتجزين".

وقال رئيس الوفد المفاوض في حركة "أنصار الله" محمد عبد السلام، في تغريدةٍ عبر "تويتر": "على الأمم المتحدة ومبعوثها عدم اللهاث وراء الدعاية السعودية السوداء وتبييضها وتجميلها، ولا سيّما في قضايا باتت واضحة ومدعاة للسخرية".


وأضاف: "عليه [في اشارة إلى المبعوث الأممي] القيام بدوره بمسؤولية وحيادية، أمّا المواقف الرمادية ومجاراة المعتدي فلن تؤدي به إلا إلى ما أدّت بأسلافه".

بدوره، أكّد نائب وزير خارجية صنعاء حسين العزي، في تغريدةٍ عبر "تويتر"، أنّ "الأمم المتحدة تفتقر إلى أبسط شروط الوسيط المحايد، وتبدو عاجزة عن تسمية الأشياء بمسمياتها".


وتابع العزي: "لقد أفرجنا عن مجموعة كبيرة وحقيقية من الأسرى، ولكن من الواضح أن فوبيا أميركا وباقي دول العدوان منعت المبعوث الأممي من الحديث عن هذه الخطوة".


جاء ذلك بعد إعلان لجنة شؤون الأسرى في صنعاء أنّ عدد الأسرى المفرج عنهم من قبل السعودية بلغ نحو 126، وهم ليسوا من أسرى الحرب، باستثناء 5، مشددةً على عدم السماح للمملكة بتسييس ملف الأسرى واستغلاله.


وكانت حكومة صنعاء أفرجت مؤخراً عن 42 أسيراً من أسرى التحالف السعودي. وبعد ذلك، تقدّمت الحكومة بعرض جديد لقوى التحالف السعودي عبر الأمم المتحدة يقضي بالإفراج عن 200 أسير من كل طرف.


وقبل يومين أعلنت جماعة أنصار الله أن التحالف يتمادى في الأعمال العدوانية التي من شأنها تقويض الهدنة الإنسانية والعسكرية التي أعلنت عنها الأمم المتحدة مطلع الشهر الماضي.


وأكدت الحركة أن طيران التحالف قام ‏بعد خرق الهدنة بطائرة تجسسية شن غارة جوية في منطقة حرض/م حجة، محذرين بأن من شأن هذا التمادي في الأعمال العدوانية تقويض الهدنة الإنسانية العسكرية المهددة أساسا بعدم تنفيذ بنودها فيما يخص إعادة فتح مطار صنعاء الدولي وتسهيل وصول السفن القادمة نحو ميناء الحديدة.

وكانت قوات صنعاء قد اعلنت في وقت سابق من اليوم، عن إسقاط طائرة تجسسية صينية النوع تابعة لسلاح الجو السعودي أثناء قيامها بخرق الهدنة والقيام بـ”أعمال عدائية”، في أجواء مديرية حرض في محافظة حجة المحاذية للأراضي السعودية.


وفي الـ 27 من آذار/ مارس الماضي، جرى الاتفاق مع التحالف السعودي على صفقة لتبادل الأسرى عبر الأمم المتحدة تشمل الإفراج عن 2223 أسيراً.  يذكر أنه في الـ 2 من نيسان/أبريل الماضي، دخلت الهدنة حيّز التنفيذ بين التحالف السعودي وحكومة صنعاء.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 2