سفينة "Sea-Eye 4" توصل 106 طالب لجوء إلى بر الأمان

2022.04.08 - 07:46
Facebook Share
طباعة

 تمكن طاقم سفينة الإنقاذ الألمانية غير الحكومية Sea-Eye 4 من إيصال 106 طالب لجوء إلى شاطئ مدينة أوغوستا في جزيرة صقلية، وذلك بعد أن أنقذ طاقم السفينة المهاجرين في وسط البحر الأبيض المتوسط في عمليتين منفصلتين.


بعد خمسة أيام من الانتظار لتخصيص ميناء إنزال، تمكنت سفينة الإنقاذ Sea-Eye 4 يوم الأربعاء 6 نيسان/أبريل من إنزال 106 مهاجر غير قانوني تم إنقاذهم. ووصلت السفينة إلى ميناء مدينة أوغوستا الإيطالية في صقلية بعد إجراء اختبارات كورونا لجميع الركاب، حيث نزل الجميع بأمان إلى الشاطئ في مساء الأربعاء.


لكن هذا لم يكن سهلاً ففي الأول من نيسان/ أبريل انتظرت السفينة ليومٍ كامل قبالة سواحل مالطا مطالبةً بتخصيص ميناء آمن لها، لكن مالطا الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي لم تسمح للسفينة بدخول موانئها، وبحسب المسؤولين بالسفينة أخبرتهم السلطات المالطية أنها ليست مسؤولة عن العثور على ملاذ آمن، لتنتقل السفينة يوم السبت 2 نيسان/أبريل إلى قبالة صقلية.


وبعد ثلاثة أيام من الانتظار قبالة جزيرة صقلية، خصصت السلطات الإيطالية يوم الثلاثاء (5 أبريل) لسفينة Sea-Eye ميناء أوغوستا.


هارالد كيشلات الطبيب وعضو مجلس إدارة منظمة "الأطباء الألمان" وصف الوضع بقوله: "ظل اللاجئون الذين أنقذتهم Sea-Eye 4 على متن قوارب لم تكن مناسبة لأعالي البحار لعدة أيام، عانوا من انخفاض درجة الحرارة ودوار البحر والصدمات، لذا من غير المسؤول وغير الإنساني حرمان هؤلاء الأشخاص من الوصول إلى ميناء آمن لفترة طويلة دون داع"، فوفقاً لـSea-Eye فإن منظمة "الأطباء الألمان" هي المسؤولة عن الرعاية الطبية للذين تم إنقاذهم على متن السفينة.


وكان طاقم Sea-Eye 4 قد أنقذ المهاجرين الـ106 الأسبوع الماضي في عمليتين منفصلتين. خلال الرحلة الأولى، في 29 آذار/ مارس نقلتSea-Eye 4 على متنها 32 شخصاً أنقذتهم سفينة شحن، وفي اليوم التالي أنقذت السفينة نفسها 74 شخصاً من زورق مطاطي بعد تلقيها عدة مكالمات استغاثة.


طريق البحر القاتل


في بيانٍ صحفي، انتقدت Sea-Eye طول الانتظار الذي تعاني منه سفن الإنقاذ المدنية والمنقذون. كما أعربت المنظمة عن أسفها لأن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لم تتوصل بعد إلى اتفاق حول كيفية توزيع استقبال "بضعة آلاف من الناس".


وفي إشارة إلى الترحيب السريع وغير البيروقراطي لملايين الأشخاص الفارين من أوكرانيا، انتقدت المنظمة أيضاً ما وصفته "بالمعاملة غير المتساوية للأشخاص الفارين".


وقال جوردن إيسلر، رئيس Sea-Eye: "لكل الناس الحق في طلب الحماية واللجوء داخل الاتحاد الأوروبي، يجب ألا يكون لون البشرة أو الجنس أو الأصل أو الدين أو المعتقدات السياسية سببًا للسلطات الأوروبية والسياسيين لإحداث فرق. حقوق الإنسان لا لبس فيها في هذا الصدد."


وجهة النظر هذه أكدها في وقت سابق المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، قائلاً: "لقد أثبتت أوروبا قدرتها على استضافة 4 ملايين لاجئ من أوكرانيا بسخاء وفعالية، وعليها الآن النظر بشكل عاجل في كيفية تطبيق ذلك على اللاجئين والمهاجرين الآخرين الذين يطرقون أبوابها وهم بحالة مزرية".


في نهاية الأسبوع الماضي، توفي حوالي 90 شخصًا في وسط البحر الأبيض المتوسط في واحدة من أسوأ حوادث تحطم السفن التي تحمل مهاجرين في السنوات الأخيرة، بحسب منظمة أطباء بلا حدود. وأنقذت سفينة تجارية أربعة ناجين، ليرتفع عدد القتلى في المتوسط إلى 417 هذا العام، بينما غرق في 2021 أكثر من 1500 شخص في المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى الشواطئ الأوروبية، فيما يرجح أن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير.


113 بانتظار الميناء الآمن على متن Geo Barents


في غضون ذلك، لا تزال سفينة إنقاذ المهاجرين الأخرى "Geo Barents" تنتظر ميناء لإنزال 113 مهاجراً تم إنقاذهم على متنها، بينما وبحسب تغريدة لمنظمة "أطباء بلا حدود" التي تدير السفينة يوم 5 نيسان/أبريل فإن "الرياح والأمواج القوية التي يصل ارتفاعها إلى مترين تجعل الوضع على متن Geo Barents أكثر صعوبة بمرور الوقت".


وأضافت المنظمة: "بعد تجربة الاقتراب من الموت وأسبوع على متن السفينة، يحتاج 113 ناجياً بشكل عاجل إلى مكان آمن للنزول وتلقي المساعدة".


وكذلك على غرار Sea-Eye نددت منظمة "أطباء بلا حدود" بما وصفته بـ: "إهمال الدول الأوروبية وسياسات الهجرة".


وبحسب "أطباء بلا حدود" أدت هذه الممارسة إلى مقتل أكثر من 100 شخص الأسبوع الماضي في وسط البحر الأبيض المتوسط. ودون حسبان حادث الأسبوع الماضي، تم العثور على أربعة أطفال وسبع نساء ميتين يوم الخميس 31 آذار/مارس على متن قارب مطاطي محمّل فوق طاقته، وفقاً للمنظمة.


بالنسبة إلى سفينة Sea-Eye 4 التي تديرها منظمة Sea-Eye الألمانية ومقرها في مدينة ريغنسبورغ في ولايا بافاريا، كانت المهمة في وسط البحر الأبيض المتوسط ​​هي الأولى من نوعها هذا العام، وقالت المنظمة إن المهمة كانت معقدة بسبب سوء الأحوال الجوية.


ووفقاً لرئيس مجلس الإدارة جوردن إيسلر فإن Sea-Eye 4 في طريقها الآن إلى عاصمة صقلية باليرمو للتحضير لمهمتها التالية، والتي من المقرر أن تبدأ في عيد الفصح يوم 17 نيسان/أبريل الجاري.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7