أسبانيا وإيطاليا للجزائر در للبحث عن الغاز الطبيعي

2022.03.01 - 01:34
Facebook Share
طباعة

يبدو أن بعض الدول الأوربية اتجهت أنظارها إلى دولة الجزائر كبديل للدب الروسي في مجال الغاز، وذلك على أثر العقوبات التي وقعتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية على روسيا والتي قد تمتد إلى مجال الطاقة، حيث تعد روسيا المنبع الأساسي لمد دول الاتحاد الأوروبي بالنفط والغاز.
على خلفية ذلك؛ زار وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، الجزائر أمس الاثنين، لإجراء محادثات حول زيادة إمدادات الغاز من الدولة الواقعة شمال أفريقيا، للتعويض عن النقص المحتمل في الإمدادات الروسية بسبب غزو أوكرانيا.
يأتي ذلك بعد تأكيد رئيس سوناطراك التنفيذي توفيق هكار، أمس، أن شركة الطاقة الجزائرية مستعدة لتزويد أوروبا بكميات إضافية من الغاز، من الفائض المتوفر لديها عبر خط أنابيب "ترانزميد" الذي يربط الجزائر بإيطاليا.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي قد دعا إلى أن تتحرك بلاده بسرعة من أجل تنويع مصادرها من الطاقة لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي.
وتستورد إيطاليا 95 بالمئة من الغاز الذي تستهلكه، بنسبة 45 بالمئة من روسيا، وبحسب رئيس الوزراء الإيطالي فإنه يمكن زيادة الإمدادات من الجزائر ومن أذربيجان وتونس وليبيا أيضاً.
وتشير بيانات استهلاك الغاز خلال العام 2021 إلى أن الجزائر ضاعفت إمداداتها إلى إيطاليا تقريبا، وانتقلت الكميات من 12 مليار متر مكعب في 2020، إلى 21.16 مليار متر مكعب في 2021، ما يمثل 28.4 بالمائة، مقابل 29.06 مليار متر مكعب صادرات روسية إلى إيطاليا بحصة 37.8 بالمائة.
وحسب بيانات الاستهلاك الشهرية خلال يناير/ كانون ثان للعام 2022، فإن الجزائر تخطت روسيا كأول مورد للغاز إلى إيطاليا، حيث بلغت الصادرات 1.5 مليار متر مكعب مقابل 1.2 مليار مكعب صادرات روسية.
وخلال اليومين الماضيين، أعلنت السلطات الاسبانية اعتزامها ضخ كميات من الغاز الجزائري على مدار الشهرين القادمين لتأمين الإمدادات الفرنسية في ظل أزمة الغاز العالمية والعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، إضافة إلى تحويل ناقلات غاز مسال من الجزائر إلى دول أوروبية في حال تم تسجيل نقص في الإمدادات.
وأفادت وسائل إعلام إسبانية نقلا عن مصادر حكومية أن وزارة التحول البيئي، أعلنت استعداد مدريد لتزويد دول أوروبية بالغاز في ظل الأزمة الحالية عقب العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، مشيرة إلى أن المستفيد الأول من هذه العملية سيكون فرنسا التي ستستفيد مما يشبه إنقاذ وضمان إمداداتها لمدة شهرين.
وتأتي تلك الأنباء وسط تشكيك حول إمكانية الجزائر وقدراتها في تعويض إمدادات الغاز الروسي لأوروبا، نظراً إلى الفرق الهائل في انتاج الدولتين.
من جانبه قال وزير الطاقة الجزائري السابق عبد المجيد عطار لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الجزائر تصدر 22 مليار متر مكعب من الغاز كحد أقصى عبر خط أنابيب "ترانزميد"، وهو ما يترك قدرة استيعاب لعشرة مليارات متر مكعب أخرى".
وأضاف:" إن الجزائر لا يمكنها "تعويض التراجع في واردات الغاز الروسية" منفردةً، لكن يمكنها أن تقدم مليارين أو ثلاث مليارات متر مكعب إضافية كحد أقصى.
وأشار إلى أن الجزائر يمكنها أن ترسل كميات أكبر من الغاز على المدى المتوسط، أي "في غضون أربعة أو خمسة أشهر"، لكن أشار سيتعين على البلاد أولاً أن "تطور احتياطيات جديدة" من الغاز الصخري.
جدير بالذكر أنه في منتصف شباط/فبراير الماضي، أفادت تقارير بأن حلف الناتو يدرس إمكانية بناء خط أنابيب غاز يربط كاتالونيا الإسبانية بألمانيا ويقلل من اعتماد أوروبا الوسطى على الغاز الروسي رغم أنها تعد مورد غاز موثوقا به.
من جهته قال المحلل في الصندوق الوطني لأمن الطاقة إيغور يوشكوف: "الآن المورد الرئيسي للغاز لإسبانيا هو الجزائر. حتى عام 2021 كانت الدولة الواقعة في شمال إفريقيا ترسل الوقود إلى جنوب أوروبا عبر ممرين رئيسيين. وفي نوفمبر 2021، اندلع صراع بين الجزائر والمغرب. وانتهت بقطع العلاقات الدبلوماسية بينهما بشكل كامل".
وأضاف المحلل في تصريحات صحفية أن "ضخ الغاز بين الجزائر وإسبانيا يتم اليوم فقط من خلال خط مباشر من الجزائر إلى المغرب"، وفقا لما نقلته صحيفة "غازيتا.رو".
وتابع قائلا: "تبلغ الطاقة الإنتاجية لخط الأنابيب المباشر الجزائر - المغرب - إسبانيا حوالي 15-18 مليار متر مكعب سنويا. وفي حال تنفيذ Midcat سيتم إضافة 7-10 مليارات أخرى. لكن مجموع هذه الإمدادات ما يزال يشل نصف قدرة "نورد ستريم -2" (السيل الشمالي-2)". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5