المظاهرات تتسع في ادلب وفصائل الشمال قد تقتتل فيما بينها

عمر قدور

2022.01.26 - 12:05
Facebook Share
طباعة

تشهد منطقة شمال سورية وشرقها أحداثاً أمنية وعسكرية كبيرة، فقد سُجلت عمليات توتر أمني بين الفصائل المسلحة المدعومة تركياً في المنطقة، والعنوان العريض هو المعابر التجارية، ومخاوف من اتساع طموحات بعض قادة تلك الفصائل، يُضاف إلى ذلك حملة واسعة من الاعتقالات والمداهمات نفذها تنظيم تحرير الشام بحق العديد من المشايخ وطلاب العلوم الشرعية، وسط تزايد وتيرة التظاهرات النسائية المنددة بسياساتها.
فصائل الشمال قد تدخل نفق الاقتتال
فيما يعزز تنظيم تحرير الشام الإرهابي من سلطته ونفوذه في ادلب، وقع توتر عسكري في مدينة الباب، بين ميليشيا ما تُسمى فرقة السلطان مراد وبين ما يُسمى بالفيلق الثالث، وذلك بسبب إصرار السلطان مراد على فتح معبر أبو الزندين التجاري مع مناطق سيطرة الحكومة السورية.
و في معلومات وكالة آسيا نيوز، فإن التوتر تصاعد بين الجانبين، بعد عدة ساعات من الإعلان عن تشكيل ما يُسمى بهيئة ثائرون التي تضم فرقة السلطان مراد إلى جانب فرقة الحمزة وفرقة المعتصم.
في هذا السياق قالت مصادر خاصة وصفت نفسها بالمطلعة لوكالة آسيا بأن هناك مخاوف من تعاود فرقة السلطان مراد فرض نفسها عبر تحالف مع فرقتي المعتصم والحمزات، لتشكل جسماً عسكرياً مناوئاً ومنافساً لما يُسمى بالجيش الوطني.
وتضيف المصادر أن المخاوف تتزايد لدى أوساط الجيش الوطني بسبب قيام السلطان المراد بإعادة ضم الفرقتين السابقتين لها في جسد وتشكيل واحد ما يعني بأن لديها نوايا لتحرك قادم، فضلاً عن وجود مخاوف من أن يكون لدى السلطان مراد ميول تشبه تلك التي أعلن عنها قائد فرقة سلمان شاه محمد الجاسم الملقب بأبو عمشة، أي التقارب مع تنظيم تحرير الشام أو الاستقواء به.
الأوساط المراقبة باتت تعتبر أن قضية المعابر التجارية قد تكون شرارة المواجهة بين "هيئة ثائرون" و "الفيلق الثالث"، مع وجود قضايا خلافية أخرى، فضلاً عن مخاوف من أن تتسبب هذه الأحداث بخلق انشقاقات داخل غرفة عزم.
فيما تُعتبر فرقة السلطان مراد بأنها ذراع تركيا في الشمال، إضافةً إلى أن الغالبية الساحقة من مقاتليها هم من السوريين التركمان، وهي تحظى بثقة أنقرة، فضلاً عن وجود تقارير سابقة كانت قد تحدثت عن إرسال فرقة السلطان مراد لمئات المقاتلين إلى ليبيا، ما يؤكد قرباه وموثوقيتها نم تركيا بحسب مصادر لآسيا نيوز، وختمت المصادر بإثارة مخاوف أبرزها دخول تشكيلات الشمال في نفق اقتتال وخلافات وصراعات فيما بينها، الأمر الذي قد يستغله تنظيم تحرير الشام الذي يضع عينه على بسط نفوذه إلى مناطق درع الفرات وغصن الزيتون وفق تعبيرها.
استنفارات ومظاهرات في ادلب
تستمر الأوضاع الأمنية المتوترة في ادلب وريفها، إذ لم تتوقف المظاهرات النسائية ضد تحرير الشام لليوم السابع على التوالي، حيث أكد مراسل آسيا نيوز في الشمال السوري خروج مظاهرات نسائية في بلدة السحارة مطالبةً بالإفراج عن المعتقلين في سجون الهيئة، وسط رفع شعارات مناهضة لمتزعم الهيئة الإرهابي أبو محمد الجولاني نفسه.
حول ذلك قالت مصادر محلية في بلدة السحارة لآسيا نيوز: بأن المظاهرات يغلب عليها الطابع النسائي وهي لفتة ذكية من معارضي الهيئة من الرجال، إذ سيتم إحراج تحرير الشام عبر تلك المظاهرات، والحرج سيكون عبر إقدام عناصر الهيئة تفريق النساء أو اعتقالهن، مما سيشعل غضباً شعبياً عارماً في ادلب، وسيصور الهيئة على أنها تنتهك أعراض نساء ادلب وفق قول تلك المصادر.
إلى ذلك علمت آسيا نيوز حدوث استنفار كبير بالمضادات والمصفحات لأمنيين هيئة تحرير الشام بين سرمدا و ادلب وحواجز منتشرة مع تفتيش وتدقيق، وسط تضارب في المعلومات حول ذلك الاستنفار، إذ تقول بعض التقارير أن هناك مخاوف من تسرب بعض قادة داعش الهاربين من الحسكة وأحداث سجن غويران إلى داخل ادلب، مما سيعطي تنظيم حراس الدين دفعة معنوية، وقد يكون هذا التطور في مصلحة عودة التنظيم مجدداً في ادلب لمنافسة الهيئة.
فيما تقول معلومات أخرى بأن تحرير الشام متخوفة من عمليات أمنية، أو اندلاع مظاهرات في بلدات وقرى ادلب بالتزامن مع اتساع رقعتها في عدد من الأرياف والبلدات وغلبة الطابع النسائي عليها.
وفي سياق متصل أكدت مصادر أهلية بأن تحرير الشام اعتقلت عدداً من كوادر معهد طلائع الإيمان للعلوم الشرعية في إدلب بسبب انتقادهم لسياسة الهيئة في المنطقة، وسط أنباء باتت مؤكدة عن اعتقال الشيخ أبو أسامة المغربي من المعهد، يأتي ذلك بعد اعتقال الهيئة في فترة سابقة للشيخ أبو جابر وسط ادلب وهي في طريقه إلى عفرين بسبب اتهامه بالضلوع في دور تأليبي ضد سياسة الهيئة بين الأوساط الشعبية.
كذلك فإن قرية دير حسان شمال ادلب لا تزال تعاني من تشديد أمني لتحرير الشام عليها وحصار أكثر مما مضى بسبب خروج أهالي القرية في مظاهرات مناوئة للهيئة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 3