تحرير الشام تغربل التنظيمات في ادلب وعينها على ريف حلب

عمر قدور

2022.01.19 - 05:59
Facebook Share
طباعة

 تتسارع التطورات المقلفة في الشمال السوري، لاسيما ما يخص انتشار ظاهرة الاحتجاجات الشعبية ضد تنظيم تحرير الشام رغم سطوته، فيما ينشغل هذا الننظيم بغربلة الجماعات المتشددة والتخطيط لمد نفوذه في ريف حلب. 


بدأت المحسوبيات وانتهت بالمظاهرات


لم تصل قرى ريف ادلب الى حالة التظاهرات الاحتجاجية ضد تنظيم تحرير الشام الارهابي، الا بعد سنوات من مراكمة القهر الناتج عن محسوبيات قادة الهيئة وكثرة الاتاوات والمكوس والضرائب، فضلا عن الظلم الممارس عبر الاعتقالات والابتزاز وفق ما قالته مصادر محلية لمراسل اسيا نيوز في الشمال السوري. 


في هذا السياق تؤكد مصادر اسيا في بلدة السحارة ان الناس لم تعد تحتمل السكوت عما تتعرض له، مشيرة انه وبرغم سطوة وقسوة الهيئة، الا انها لم تعد تخيف الناس، الذين لم يعد لديهم شيء ليخسروه، لذلك رأينا الاهالي يخرجون في تظاهرة تندد بالهيئة وظلمها. 


وفي سياق متصل اكدت مصادر اسيا نيوز في سرمدا ان تحرير الشام قامت باغلاق محلات الاهالي بالشمع الاحمر،  على اتستراد ‎سرمدا ‎الدانا الجديد لإجبارهم على دفع ثمن تزفيت وفتح الأتستراد، فيما لم تدفع المحلات التابعة لأمراء الهيئة  درهم واحد علماً أنهم استولوا على معظم المحلات على الطريق العام وثمنها أصبح ضعفين بحسب مصادر اهلية من هناك. 


وفي ظل الجوع والفقر المنتشر بادلب، تسبب قيام تحرير الشام باستجلاب مئات السيارات الاوروبية لادخالها الى ادلب، باثارة السخط العام لدى الاهالي، وسط تساؤلات عمن سيستفيد من من تلك السيارات والغالبية العظمى من الاهالي يتضورون جوعا. 


الوضع المأساوي في ادلب انعكس على اصحاب المواشي ابضا حيث قال احد مربي المواشي لمراسل اسيا بان كثيرا من المربين يقومون ببيع مواشيهم وبارخص الاسعار بسبب عدم قدرتهم على شراء الاعلاف، فضلا عن المكوس التي تفرضها تحرير الشام على كل رأس ماشية، ما ادى بطبيعة الحال الى ارتفاع اسعار اللحوم بشكل جنوني ايضا. 

الهيئة تقرب تنظيمات وتحارب اخرى


بدأ تنظيم هيئة تحرير الشام باتباع استراتيجية الغربلة منذ عام من الان فيما يخص التنظيمات المتشددة المتواجدة في مناطق نفوذها. 


فقد وصل الى وكالة اسيا معلومات خاصة تفيد بأن عددا من قيادات تنظيم حراس الدين في ادلب بدأوا اضراباً عن الطعام قبل أيام في سجون تحرير الشام.


وفي المعلومات ان هؤلاء اعلنوا اضرابهم بسبب المعاملة السيئة التي يتلقونها، اضافة لشعورهم بانهم باتوا ورقة مساومة للهيئة. 


وفي سياق متصل كشفت اوساط تصف نفسها بالمعنية في شؤون الجماعات المتطرفة شمال سورية، عن معلومات تقول بأن بعض المقاتلين الاجانب الذين يحملون الجنسية الفرنسية رفضوا عرضا قدمته تحرير الشام لهم، ويقضي باطلاق سراحهم من السجن مقابل اخراجهم من سوريه و نقلهم إلى إحدى دول غرب أفريقيا. 


وتربط تلك الاوساط بين رفض هؤلاء المقاتلين لذلك العرض وبين الاضراب الذي نفذه السجناء في سجون الهيئة، خاصة ان هؤلاء الفرنسيين هم مقاتلون من حراس الدين. 


على صعيد اخر اشارت معلومات اسيا نيوز الى ان مايعرف بفصيل العمشات قد رفع الجاهزية  القصوى واستنفر كافة عناصره، مع استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة من قبل هيئة تحرير الشام بحال تعرضهم لهجوم عسكري من قبل لجنة رد الحقوق والمظالم، وسط تساؤلات عن دور الهيئة القادم، وما اذا كانت ستتخذ من التوتر بين العمشات وبقية الفصائل ذريعة للتمدد الى ريف حلب الشمالي الشرقي. 


ومن ضمن الجماعات التي عادت لتحوز ثقة تحرير الشام، جماعة انصار الاسلام، التي  عادت للعمل في بعض المحاور في جبهات إدلب وذلك تحت رعاية هيئة تحرير الشام، وما تزال الأخيرة تعتقل قادة بارزين في الجماعة كانوا يقودون التيار المتشدد داخلها والذي كان يعارض ويعادي الى حد ما تحرير الشام ويرفض الانخراط في غرفة العمليات التي تقودها، مايعني بحسب المصادر ان الهيئة قد تكون نجحت في ترويض هذه الجماعة وتطويعها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 1