حفل افتتاح طريق الكباش والجدل الذي أثاره

اعداد سامر الخطيب

2021.11.27 - 10:50
Facebook Share
طباعة

 أثار حفل افتتاح طريق الكباش في مصر، اهتمام النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وعدد من الدول العربية، حيث أثنى البعض عليه وانتقده اخرون. كما جدد الجدل حول موقف الإسلام من التماثيل والآثار

وتصدر هاشتاغ #طريق_الكباش مواقع التواصل في مصر، إذ أثنى كثيرون على المهرجان الضخم واعتبروه "صورة مشرفة للحضارة المصرية القديمة". وفي المقابل اعتبر آخرون أن حفل الافتتاح "يأتي على حساب المواطن المصري الذي يعاني من الفقر"، على حد قولهم.
في 25 نوفمبر 2021، افتتحت مصر طريق الكباش للجمهور بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مدينة الأقصر وسط ضجة كبيرة، بعد أن أنهت أعمال الترميم التي استغرقت أكثر من سبعة عقود. وضمت المسيرة مشاركين بالزي الفرعوني، وأوركسترا سيمفونية، وتأثيرات ضوئية، وراقصين محترفين، وقوارب على النيل، وعربات تجرها الخيول.
مع بداية الاحتفال، كانت هناك ثلاثة مراكب "مقدسة" مصممة بالطراز الفرعونى تسير في قلب نهر النيل وسط أضواء مبهرة، وصممت تلك "المراكب المقدسة" في نهر النيل لترمز إلى ثالوث طيبة المقدس، آمون وموت وخونسو، وهي رموز الاحتفال بعيد الإبت لدى المصريين القدماء.
وكان يتعين على الكهنة القيام بتلك الطقوس مرتين سنويا: الأولى في عيد الحصاد، والثانية في عيد جلوس الملك. وبذلك يعدّ هذا الطريق، الذي يطلق عليه اسم طريق المواكب الملكية، أقدم طريق احتفالي ديني في التاريخ.
وبعيدا عن النقاش حول الحفل ذاته، ثار جدل بين مغردين عرب ومصريين على تويتر حول موقف الإسلام من الآثار والتماثيل، حيث انقسم المستخدمون بين كثيرين لا يرون غضاضة أو تعارضا بين الإسلام والاحتفاء بأثار الحضارات القديمة، وبين مستخدمين رأوا في مظاهر الاحتفال بالآثار "عودة إلى الوثنية"، على حد تعبيرهم.
و اعتبر بعض المغردين العرب من غير المصريين أن "الوثنية عادت إلى مصر"، على حد تعبيرهم. ما دفع ذلك بعض المستخدمين المصريين للرد، مستنكرين أي تلميح بوجود قديم أو حديث لـ"الوثنية" في مصر، ومدافعين عن "حرية بلادهم في اتخاذ قراراتها".
ويأتي هذا الجدل بعد يوم من تصريحات للدكتور مختار محسن، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن "فتاوى الاعتداء على الآثار جاءت نتيجة للفكر المشوه والتطرف العنيف". قال أيضا إن "الآثار تعتبر من القيم والأشياء التاريخية التي لها أثر في حياة المجتمع، وبالتالي فإن من تسول له نفسه ويدعو للمساس بأي أثر تاريخي بحجة أن الإسلام يحرم وجود مثل هذه الأشياء في بلاده، فإن ذلك يعكس توجهات متطرفة تنم عن جهل بالدين الإسلامي".
وكانت دار الإفتاء المصرية قد نشرت الشهر الماضي عبر حساباتها الرسمية في مواقع التواصل تنويها بأنه "لا يجوز شرعًا هدم الآثار الفرعونية".
وكان الحساب الرسمي للأزهر على موقع تويتر قد نشر تغريدة توضح "كيف حمى الإسلام الآثار وزائريها؟"
كما أن الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أعلن عن رأي الأزهر في الآثار وحكم تداولها وبيعها.
وتنص النقطة 25 من البيان على أن "الآثارُ موروثٌ ثقافيٌّ يُعرِّف بتاريخ الأمم والحضارات، ولا تُعدُّ أصنامًا ولا أوثانًا -كما يَزعمُ أصحاب الفكر الضالّ- فلا يجوز الاعتِداء عليها ولا فعل ما يغيِّر من طبيعتها الأصلية، وهي ملك للأجيال كافة، تُدِيرها الدولةُ لصالحها، حتى لو عُثِر عليها في أرض مملوكة للأشخاص أو الهيئات، ويجب تشديد العقوبات الرادعة عن بيعِها أو تهريبِها خارج البلاد".
طريق الكباش هو طريق يزيد عمره على 3500 عام ويبلغ طوله2.7 ميل وعرضه حوالي 250 قدمًا، والذي يربط بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر، وقد تم اكتشافه في مدينة طيبة القديمة، حيث تصطف تماثيل أبو الهول والتماثيل برأس الكبش على الجانبين.
بدأ بناء طريق الكباش خلال عصر الدولة الحديثة واكتمل في عهد حاكم الأسرة الثلاثون نختنبو الأول (380-362 قبل الميلاد)، لكن الطريق دفن تحت طبقات من الرمال على مر القرون.
تم العثور على أول أثر للطريق في عام 1949 عندما اكتشف عالم الآثار المصري زكريا غنيم ثمانية تماثيل بالقرب من معبد الأقصر، مع اكتشاف 17 تمثالًا آخر من 1958 إلى 1961 و 55 تم اكتشافها من 1961 إلى 1964 - كل ذلك في محيط 250 مترا.
من عام 1984 إلى عام 2000، تم تحديد مسار الممشى بالكامل أخيرًا، تاركًا للحفارات ‏للكشف عن الطريق، ولكن الامر كان صعبا حيث ترتب عليه عمليات هدم لافساح المجال ‏للطريق.‏
مشروع تطوير طريق الكباش بدأ في 2007 وتوقف في 2011، ثم استؤنف العمل في 2017 حتى عام 2021.
يتكون طريق الكباش من رصيف حجري في المنتصف بطول الطريق ويصطف على جانبيه قرابة 1300 تمثال تتخذ أشكال كبش كامل ورأس كبش على جسم أسد ورأس إنسان على جسم أسد. يربط طريق الكباش بين أهم المعالم الأثرية في الأقصر ونحتت تماثيله من الحجر الرملي ويمتد الطريق من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر بطول 2700 متر.
يعرف طريق الكباش بأنه طريق مواكب الآلهة ويعود لعصر الأسرة الثامنة عشرة من الدولة المصرية القديمة في عهد الملكة حتشبسوت للاحتفال بعيد الإبت قبل أن يندثر الطريق تحت الأرض بمرور القرون وتعاقب الأزمنة.
التماثيل الأصلية البالغ عددها 1057 في الطريق، وهي مقسمة إلى ثلاثة ‏أشكال:
الشكل الأول جسم أسد برأس كبش أقيم على مساحة 1000 قدم تقريبًا بين معبد الكرنك ‏ومنطقة موت في عهد حاكم المملكة الحديثة توت عنخ آمون.
الشكل الثاني هو تمثال كبش كامل، بني في منطقة نائية في عهد الأسرة الثامنة عشر ‏أمنحتب الثالث قبل نقله لاحقًا إلى مجمع الكرنك.‏
الشكل الثالث، الذي يضم أكبر جزء من التماثيل هو تمثال لأبي الهول (جسد أسد ‏ورأس إنسان)، وتمتد التماثيل على مسافة ميل إلى معبد الأقصر.
 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 9