تسريبات عربية حول سورية.. والمعارضة تجتمع في اسطنبول

علي مخلوف

2021.11.10 - 10:02
Facebook Share
طباعة

 شكلت زيارة وفد اماراتي رفيع الى دمشق صدمة وغضبا لدى اوساط المعارضة، استتبعتها محاولات استباقية خوفا من تطورات سياسية اقليمية قادمة، فهل من اتصالات اجرتها المعارضة مع عواصم عربية لتوضيح مواقف تلك الدول منها؟ وسط وجود تسريبات من مصادر عربية بأن تطورات قادمة ستحدث في ملف سورية، و هل سيكون ملف اليمن اولى الملفات التي ستتم معالجتها في حال عودة دمشق للجامعة؟ 


اجتماعات واستنفار للمعارضة في اسطنبول 

بالتزامن مع زيارة الوفد الاماراتي الى دمشق، بدأت قيادة الائتلاف الوطني السوري المعارض في إسطنبول اجتماعات مع وفد من هيئة التنسيق الوطنية بهدف تقارب وجهات النظر بين المعارضة السورية و بحث العملية السياسية وتقييمها والخيارات المتاحة. 


ووفقا لما اعلن الائتلاف عبر دائرته الاعلامية فان هذه الاجتماعات تأتي بناءً على دعوة وجهها الائتلاف لهيئة التنسيق  للتأكيد على وحدة قوى المعارضة،  لا سيما في ظل التحديات التي تواجه الملف السوري على الصعيدين الداخلي والخارجي. 


اوساط مقربة من الائتلاف اكدت بأن الاجتماعات تناولت انفتاح بعض الدول العربية على الحكومة السورية ومخاطر ذلك على المعارضة بحسب وصفها ، مضيفة انه تمت مناقشة مايمكن بذله في التواصل مع احدى الجهات العربية التي لم تسمها للاستفهام ما اذا كانت هناك نية لتعويم الحكومة السورية مجددا وفقا لتعبير تلك الاوساط. 


ولاحقا عبر مصدر محسوب على هيئة التنسيق عن مخاوف وامتعاض المعارضة من زيارة الوفد الاماراتي لدمشق، مردفا بالقول: ان تلك الزيارة اشبه بطعنة في ظهر قوى المعارضة، خاتما بالقول: لا زال لدينا اصدقاء عرب واقليميون ودوليون لن يتخلوا عنا لان ذلك سيعني بالضرورة غيابهم عن مجريات المشهد بحسب تعبيره. 


بدوره رأى مصدر صحفي تركي بأن انقرة باتت العاصمة شبه الوحيدة في المنطقة التي تضم قوى واحزاب المعارضة السورية وهذا يعطي دليلا على محورية الدور التركي في الملف السوري بعد ان خذل العرب تلك المعارضة على حد وصفه. 


وحول الموقف واشنطن المنتقد للزيارة الاماراتية الى سورية انقسمت الاراء بين المعارضين، اذ اعتبر بعضهم انه موقف بديهي لامريكا ضد دمشق، ولايعني تخفيف بعض عقوبات قيصر من اجل لبنان دليلا على تغير امريكي تجاه دمشق. 


فيما لم يستبعد البعض الاخر ان يكون الموقف الامريكي لذر الرماد في العيون، اذ لايمكن لواشنطن رأس الحربة لعالمية ضد دمشق ان تنقلب فجأة على مواقفها السابقة، ببساطة قد تكون استراتيجية الولايات المتحدة هي غض الطرف وعدم الضغط على العرب مقابل الاستمرار بتصريحات هجومية ضد الاسد ريثما يصبح المناخ العربي مهيئا لعودة سورية، عندها ستدعي واشنطن بأنها مع خيارات حلفائها العرب الخليجيين والمصريين ومصالحهم. 


اوساط اردنية تكشف عن معلومات 

لايمكن الفصل بين زيارة الوفد الاماراتي لدمشق وبين زيارته الادرن كمحطة ثانية بعد سورية وفق اوساط اكاديمية اردنية، حيث رأت بأن هناك ارتباطا وثيقا بين الدور الاردني الناشئ في الملف السوري والدور الاماراتي ليكملا بعضهما فيما يخص توحيد القرارات العربية من اجل اعادة دمشق للجامعة. 


وتضيف تلك الاوساط المقربة من الخارجية الاردنية بالقول:  زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى سورية، لم تكن مفاجئة، وإنما كانت هناك مواقف عربية سابقة أيدت عودة سورية بشكل علني إلى الجامعة ، واردفت تلك الاوساط بالقول:  هناك خطوات ملموسة من دول الخليج ومصر والدول العربية باتجاه إعادة سورية، إلى حضنها العربي .


وختمت هذه الاوساط : هناك رؤية دولية حول كيفية التعامل مع الملف السوري خلال الفترة المقبلة، فمثلا صدر قانون قيصر الأمريكي بفرض عقوبات على سورية، لكن تبين بأن له استثناءات، وعلى ما يبدو فإن أمريكا تريد بطريقة غير مباشرة عمل تسوية مع دمشق ، على الأقل عملية سياسية تضمن حلحلة الوضع، كما ان هناك ملفات كبيرة بين الإمارات و سورية والاردن، أبرزها تطوير التعاون في مجالات الأمن، والمجالات الاقتصادية بشأن إعادة الإعمار. 


مصادر  خليجية تلوح بمفاجآت 

زيارة الوفد الاماراتي لدمشق شكلت مادة دسمة في الاوساط الدبلوماسية والاعلامية الخليجية، دفعت بعض المصادر المطلعة في الخليج للبوح ببعض الاشارات القادمة تجاه دمشق. 


حيث اكد مصدر سياسي واكاديمي سعودي محسوب على الخارجية في الرياض بأن بلده تترك الباب مواربا لعودة سورية الى الجامعة، مشيرا الى وجود موافقة سعودية للدور الذي تلعبه ابو ظبي حاليا تجاه دمشق، وكذلك مباركة سعودية مبدئية للانفتاح على سورية. 


ويضيف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لحساسية التطورات الاقليمية: لقد عاد محور الاعتدال العربي للنشاط تجاه الملف السوري، تحديدا بشكل ايجابي بالنسبة للحكومة السورية، وتابع : تكمن اهمية ما ذكر في ان هدف المملكة واشقائها هو السعي للحفاظ على الأمن العربي، لاسيما بعد تعدد الاطراف الاقليمية والدولية اللاعبة على الساحة السورية، اضافة لاعادة التوليفة العربية الفاعلة تقليديا وهي ( الرياض، القاهرة، دمشق) الى جانب الامارات والاردن مؤخرا مما سيساعد في حل ملفات اخرى على رأسها الملف اليمني ثم الليبي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2