احتجاجات على استحواذ السعودية على نادي انجليزي

اعداد جوسلين معوض

2021.10.21 - 04:06
Facebook Share
طباعة

لا تزال ردود الافعال حول صفقة استحواذ السعودية، على نادي (نيوكاسل يونايتد) الإنجليزي لكرة القدم، تتوالى.
الصفقة، التي استحوذ بمقتضاها صندوق الاستثمارات السعودي، الذي يرأسه ولي العهد محمد بن سلمان، على أحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، في صفقة قدرت بنحو 305 ملايين جنيه إسترليني، وأنهت ملكية مايك أشلي،التي استمرت 14 عاماً للنادي.
المباراة الأولى، خاضها النادي في ظل مالكه السعودي الجديد، يوم الأحد 17تشرين الأول/أكتوبر، أمام ضيفه (توتنهام)، ضمن منافسات الجولة الثامنة، من مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز، لكرة القدم "البريميرليغ"، والتي خسر فيها على أرضه باستاد "سانت جيمس بارك" بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
خلال المباراة ارتدى بعض الجماهير الزي الخليجي، ورفعوا أعلام السعودية، كبادرة ترحيب، في وقت واصل البعض الآخر، نهجه المعارض للصفقة، متمسكين بمواقفهم، فيما يتعلق بسجل المملكة العربية السعودية، في مجال حقوق الإنسان، وفق تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
وأمام استاد "سانت جيمس بارك"، الذي شهد مباراة نيوكاسل ضد "توتنهام "، استقبلت لافتة كبيرة، عليها صورة للصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، جماهير نادي نيوكاسل يونايتد، الذين حضروا لمتابعة المباراة.
وألصقت صورة خاشقجي، وخلفه صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان،على شاحنة كبيرة، توقفت أمام بوابات الاستاد، وقد كتب على اللافتة الكبيرة، بالإنجليزية "جمال خاشقجي قُتل في تشرين الثاني / أكتوبر 2018"، ونقلت وسائل إعلام، عن ناشطين في مجال حقوق الإنسان، شاركوا في تلك الفعالية قولهم، إنها تهدف إلى تذكير جماهير النادي، بالانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي ارتكبها ملاكه الجدد.
الاعتراضات على الصفقة السعودية، ليست وليدة اليوم، اذ بدأت منذ المفاوضات الأولى للصفقة أوائل العام 2020 ، ورغم أن جلها تركز على السجل الحقوقي للمملكة العربية السعودية، خاصة بعد ما قيل عن دور لسلطاتها، في مقتل الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي عام 2018، إلا أنها حظيت بمعارضة أيضا، من قبل عدة نواد إنجليزية لكرة القدم.
ويركز العديد من الناشطين في مجال حقوق الإنسان، على استغلال النظام السعودي للرياضة، في تبييض سجله في مجال حقوق الإنسان، و قالت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن، إن صفقة نيوكاسل "تثير مجموعة من الأسئلة المقلقة للغاية حول التبييض الرياضي، وحول حقوق الإنسان والرياضة وحول نزاهة كرة القدم الإنجليزية".
وأشار رئيس المنظمة في المملكة المتحدة "ساشا ديشموخ إلى أن "كرة القدم هي رياضة عالمية على المسرح العالمي - وهي بحاجة ماسة إلى تحديث قواعد الملكية الخاصة بها لمنع المتورطين في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من الانخراط في شغف كرة القدم الإنجليزية وبريقها".
من جانبها قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن 19 ناديا في الدوري الإنجليزي الممتاز، لم يوافقوا على الاستحواذ السعودي على نيوكاسل، وطالبوا بإجابات، من الدوري الإنجليزي الممتاز، حول أسباب إتمام الصفقة، وأن تلك الأندية، أعربت عن قلقها من إمكانية، أن يتم تشويه وجه الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد سيطرة صندوق الاستثمارات العامة المملوك للسعودية على نيوكاسل.
تلك الاعتراضات، ربما لا تكون ذات جدوى في الوقت الحالي، بعد أن أتمت الصفقة وأصبحت في حكم الأمر الواقع، ورغم الحديث عن الآثار السلبية، لامتلاك نادي انجليزي عريق لكرة القدم من قبل دولة، تثار العديد من الأسئلة حول سجلها في مجال حقوق الانسان، فإن عدة تقارير صحفية، تشير إلى أن كثيرين في نيوكاسل ربما لايعبأون كثيرا بذلك.
وكان قد قتل جمال خاشقجي، الصحفي السعودي المقيم في الولايات المتحدة في 2 أكتوبر/تشرين أول 2018، داخل قنصلية بلاده في اسطنبول.
عُرف جمال خاشقجي الذي ولد في المدينة المنورة عام 1958 لأسرة ذات أصول تركية بانتقاداته للحكومة السعودية، بعد أن أصبح محمد بن سلمان وليا للعهد، والذي يقدم نفسه للعالم الخارجي باعتباره رائد الإصلاح، بينما شهدت بلاده موجة من الاعتقالات ضد رجال دين ونشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان وناشطات مدافعات عن حقوق النساء.
على مدى عقود، كان الرجل البالغ من العمر 59 عاما مقربا من العائلة المالكة السعودية وعمل أيضا مستشاراً للحكومة.
ودرس خاشقجي الصحافة في جامعة إنديانا الأمريكية، وبدأ حياته المهنية كمراسل صحفي.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 2