ضربات جوية للجيش الإثيوبي تستهدف عاصمة تيغراي

2021.10.19 - 08:13
Facebook Share
طباعة

 قال شهود عيان، الإثنين، إن غارات جوية شنها الجيش الإثيوبي على عاصمة إقليم تيغراي في البلاد أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى في الأقل، ما أعاد مدينة ميكيلي فجأة إلى بؤرة القتال بعد أشهر من السلام.

الغارات الجوية، التي أكدها عاملان في المجال الإنساني، جاءت بعد أيام من شن هجوم عسكري جديد ضد قوات تيغراي التي تقاتل القوات الإثيوبية والقوات المتحالفة معها منذ ما يقرب من عام.

لم تشهد ميكيلي قتالا منذ أواخر يونيو الماضي، عندما استعادت قوات تيغراي جزءا كبيرا من أراضي الإقليم وانسحبت القوات الإثيوبية.

منذ ذلك الحين، دعت الحكومة الفيدرالية الإثيوبية كل المواطنين القادرين على القتال إلى سحق مقاتلي تيغراي الذين هيمنوا على الحكومة الوطنية طوال 27 عاما، قبل أن يهمش رئيس الوزراء، أبي أحمد، دورهم.

وما بدأ كنزاع سياسي في ثاني أكبر دولة بأفريقيا من حيث عدد السكان، أسفر الآن عن مقتل الآلاف من المواطنين.

وذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية المملوكة للدولة، نقلا عن سلاح الجو الإثيوبي، أن "أبراج ومعدات الاتصالات" قد تعرضت للهجوم وأنه "تم التزام العناية القصوى لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين".

وقال كنديا غبريهيوت، أحد سكان ميكيلي، لأسوشيتد برس، إن أحد الأسواق تعرض للقصف في يوم مزدحم.

وقال آخر من سكان المدينة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته مخافة رد الفعل الانتقامي، إن الغارة الجوية الأولى وقعت على أطراف المدينة وأسفرت عن مقتل ثلاثة أطفال من أسرة واحدة.

الرجل أوضح أن ما لا يقل عن سبعة أشخاص أصيبوا في الغارة الثانية والتي ألحقت أضرارا بالغة أيضا بأحد الفنادق.

تعاني منطقة تيغراي، إلى جانب مناطق القتال في أمهرة وعفر المجاورتين، من انقطاع الاتصالات، ما يجعل التحقق من المعلومات أمرا صعبا.

كانت قوات تيغراي قالت إنها تحاول الضغط على الحكومة الإثيوبية لرفع الحصار القاتل المفروض على الإقليم منذ التحول الكبير الذي شهدته الحرب في يونيو الماضي.

غير أن شهودا في إقليم أمهرة، زعموا أن مقاتلي تيغراي يتنقلون من منزل لآخر ويقومون بأعمال قتل وتعذيب بحق المدنيين، في تكرار لفظائع قال أبناء تيغراي إنهم عانوا منها على يد القوات الإثيوبية والقوات الموالية لها في مرحلة سابقة من الحرب.

يستعر وقع الهجوم الجديد بالرغم من ضغوط الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أفريقية أخرى، لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات للسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

وقالت قوات تيغراي، في بيان الأحد، إن "إمكانية الحوار السلمي، التي انتظرها شعب تيغراي، أصبح لا أمل فيها".

وإلى هذا، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، للصحفيين، إن المنظمة تحاول التحقق من تفاصيل الضربات الجوية اليوم الإثنين.

وأضاف أن "ما هو واضح هو أنه لا ينبغي أبدا استهداف المدنيين. لا ينبغي أبدا استهداف البنية التحتية المدنية. هذه مبادئ إنسانية أساسية".

وأوضح دوجاريك كذلك أن القتال يحد من عمليات الإغاثة التي تقوم بها الأمم المتحدة في حين تتزايد الحاجة إليها، وقد أدى غياب الإمدادات الأساسية مثل الوقود في تيغراي إلى قيام العديد من المنظمات الإنسانية، بما فيها الأمم المتحدة، بتقليل وجودها في المنطقة الأسبوع الماضي.

ولم يذكر دوجاريك عدد موظفي الأمم المتحدة في ميكيلي، هناك عدة مئات في تيغراي وحوالي 1300 عامل في المجال الإنساني بشكل عام.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الإثيوبية، اليوم الإثنين، أنه "من العبث توقع تدفق غير مقيد للمساعدات الإنسانية إلى إقليم تيغراي بينما، قوات تيغراي، تهاجم بنشاط المناطق المجاورة".

قبل شهر، هددت الولايات المتحدة بجولة جديدة من العقوبات الموجهة إذا لم يتم اتخاذ خطوات على طريق تحقيق هذه الأهداف بسرعة.

غير أن الأطراف المتناحرة لم تبد بادرة للتوقف عن القتال.

آخر مرة شن فيها الجيش الإثيوبي غارة جوية قرب ميكيلي كانت في يونيو الماضي، عندما تم استهداف سوق قرية توغوجا على أطراف المدينة ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 64 مدنيا.

ومنع الجنود الفرق الطبية من الاستجابة ومساعدة الضحايا لساعات.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 7