مخاوف من محاولة العديد من الأطراف السياسية في ليبيا عرقلة الإنتخابات المقبلة

فادي الصايغ - موسكو

2021.10.09 - 04:58
Facebook Share
طباعة

 تسير ليبيا نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية نهاية العام، التي من المفترض أن تكون حجر الأساس لعودة الإستقرار في البلاد وإنهاء حالة الإنقسام الذي تعيشه، لكن تطور الأحداث الأخير على الساحة السياسية يوحي بأزمة تلوح في الأفق والتي من شأنها عرقلة هذه الإستحقاقات المنتظرة.


حيث اعتبر رئيس المحكمة العليا الأسبق والخبير القانوني المستشار عبد الرحمن أبو توتة، أن تأجيل الانتخابات البرلمانية لمدة 30 يومًا بعد انتخابات رئيس الدولة، مراهنة مكشوفة على فشل الانتخابات الرئاسية.


وقال أبوتوتة، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن تأجيل انتخاب البرلمان إلى ما بعد انتخاب رئيس الدولة بثلاثين يومًا مراهنة مكشوفة على فشل انتخاب الرئيس ليبقى الحال على ما هو عليه.


وتابع:” ألا يعلم البرلمان أن تحديد موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 ديسمبر المقبل، هو موعد حاسم تم تقريره في خارطة الطريق المعتمدة من مجلس الأمن”.


 وتجدر الإشارة إلى أن الأطراف السياسية المتصارعة قد دخلت في خلاف حاد مؤخرًا، بعد أن سحب البرلمان الليبي الثقة من حكومة الوحدة الوطنية لإيقاف عبثها بأموال الدولة، الأمر الذي جعل جماعة الإخوان المسلمين ومجلس الدولة الإستشاري (الإخواني أيضًا) ينتفض في وجه البرلمان.


ومن المعروف أن ليبيا تعاني انقسامًا سياسيًا وصراعًا على الشرعية بين أطراف داخلية عديدة نشبت بعد سقوط نظام القذافي عام 2011. كما أن الصراع الليبي لم يخلو من الحروب والدمار والفوضى، التي توقفت أواخر العام الماضي بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق نار، الذي سمح بتمهيد الطريق أمام العملية السياسية التي أفضت بتشكيل حكومة مؤقتة برئاسة عبد الحميد دبيبة، وتحديد موعد لإجراء انتخابات عامة في 24 من ديسمبر 2021.


وبعد أن نشب الصراع الجديد بين مجلس الدولة الإستشاري والبرلمان الليبي، وإشراف الحكومة المؤقتة على المظاهرات التي دعت لها من أجل إسقاط البرلمان احتجاجًا على قراراته، أشار العديد من المحليين السياسيين بأن توقيت البرلمان بسحب الثقة ليس موفقًا، حيث تقوم جهات سياسية الآن باستغلاله لتأجيج الوضع وعرقلة إجراء الإنتخابات في موعدها.


حيث يهم الليبيين إجراء الانتخابات في موعدها في 24 ديسمبر، خاصة وأنه بعد هذا التاريخ سيكون هناك فراغ سياسي حقيقي في البلاد، حيث سينتهي اعتماد الحكومة في 24 ديسمبر القادم بناء على الاتفاق السياسي، وحينها ستعود ليبيا إلى المربع صفر، ويعود الصراع بين الشرق والغرب، وحالة الفوضى، وتصبح ليبيا في حالة من العنف والإرهاب إذا لم تتم السيطرة على المشاكل المستجدة، خصوصاً وأن جماعة الإخوان تدرك جيدًا أنها ن تصل للسلطة بالانتخابات، حيث سبق وأن فشلوا في الحصول على أغلبية المقاعد في البرلمان السابق، والشعب الليبي ملَّ وجودهم، ولهذا يقومون الآن بتهميش البرلمان وقيادة الجيش الوطني الليبي إعلاميًا ويدعمون أي مظاهرة ضدهم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7