التقارب الأردني السوري: أسبابه وعوامله

إعداد - رؤى خضور

2021.10.05 - 08:32
Facebook Share
طباعة

 شكلت المكالمة الهاتفية التي جرت في الثالث من الشهر الحالي، بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس السوري بشار الأسد، علامة فارقة في إعادة دمج سورية دبلوماسياً مع المنطقة العربية، وجاءت المحادثة الهاتفية، الأولى منذ عقد، بعد أربعة أيام فقط من إعادة فتح الأردن معبرها الحدودي الرئيس مع سورية، والذي أيضاً حدث بعد أقل من أسبوع من حديث عمّان ودمشق على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي سبقها لقاء قائد الجيش الأردني بوزير الدفاع السوري في العاصمة الأردنية.

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، استضاف الأردن اجتماعاً رباعياً بين وزير الطاقة ونظرائه المصري واللبناني والسوري، نوقش فيه إحياء "خط الغاز العربي"، كما أعلنت شركة الطيران الأردنية الحكومية استئناف رحلاتها إلى دمشق.

وفي هذا السياق، تحدث جورجيو كافيرو في مقال لموقع Trt World عن التطور الكبير في السياسة الخارجية لعمّان من المرحلة الأولى من الصراع عندما راهن الأردن على المعارضين السوريين ورعى القوات المناهضة للدولة التي تقاتل في درعا، وصوّت مع 17 عضواً آخر في جامعة الدول العربية لصالح تعليق عضوية سورية. 

لكن مع صعود داعش السريع إلى السلطة في العراق وسورية عام 2014، توقفت القيادة الأردنية عن اعتبار تغيير النظام في دمشق أولوية، وبدلاً من ذلك، كان التفكير الجديد في عمان هو أن تنظيم داعش يشكل أخطر تهديد للأمن الأردني.

ثم نجحت روسيا في العام 2015 في تقريب عمان إلى حد ما من مجال النفوذ الجيوسياسي لها، وإقناع المملكة الهاشمية بأن طريق تقدم المصالح الأردنية في سورية سوف يمر عبر الكرملين، وليس أي قوة غربية، وفي العام 2019 ، تحسنت العلاقات بين عمان ودمشق بمجرد تعيين الأردن دبلوماسياً كبيراً في سورية.

كذلك فإن القضايا الاقتصادية تُعتبر عاملاً لا يمكن إنكاره في مقاربة الأردن تجاه سورية، خصوصاً في ظل الضرر الذي تعرض له الاقتصاد الأردني جراء الصراع الداخلي في سورية من التدفق الهائل للاجئين على مدى العقد الماضي وبطالة الشباب المرتفعة إلى نحو 50%.

وقال الاقتصادي الأردني حسام عايش في مقابلة في 29 أيلول / سبتمبر مع صحيفة جوردان تايمز "إن فتح الحدود المغلقة مع سورية سيكون إنجازاً كبيراً للمملكة".

وقال المحلل السياسي والاستراتيجي السوري، الدكتور أسامة دنورة، إن التقارب السوري - الأردني ما كان ليمر لولا تراخي الفيتو الأمريكي الذي كان يُفرض على بعض الدول العربية للإحجام عن استعادة علاقاتها الطبيعية مع سورية.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن الولايات المتحدة الأمريكية على ما يبدو تسعى للسير قدماً في مسعاها لإغلاق ساحات "الحروب الأبدية"، والتفرغ لهدفها الاستراتيجي الأول في احتواء الصين.

ويرى دنورة أن المشهد اليوم تجاوز الدبلوماسية ووصل إلى مرحلة التنسيق الأمني والعسكري على جانبي الحدود.

وأكد أن الأردن دفع ثمناً اقتصادياً باهظاً لإغلاق حدوده مع سورية، الأمر الذي يجعل من السعي لاستعادة التشبيك مع سورية ضرورة ملحة في إطار البحث عن أبواب جديدة للانفراج الاقتصادي.

ويرى المحلل السياسي الأردني، زيد النوايسة، في حديثه مع موقع "الحرة" أن هذا "التقارب" في العلاقات يأتي في ظل رغبة الأردن بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، والتعامل مع الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بلاده. 

لكن الدبلوماسي السوري السابق، بسام بربندي، يقول لموقع "الحرة" إن تطور العلاقات بين البلدين لن يذهب إلى ما هو أبعد من المجال الاقتصادي، إلا برد فعل من النظام السوري.

والمحلل السياسي الأردني، عريب الرنتاوي، أوضح أيضاً في موقع "الحرة" أن "للأردن مصالح كبرى في سورية ومعها، منها رفع مستوى وسوية التبادل الاقتصادي والتجاري والسياحي مع دمشق، فضلاً عن ملف المياه وحوض اليرموك المشترك، وملف الحرب على الإرهاب، والحرب على المخدرات، التي تشهد تجارتها وعمليات تهريبها تزايداً ملحوظاً على حدوده الشمالية، وملفات الطاقة والغاز المصري والربط الكهربائي الذي يوفر للأردن فرصة لتسويق فائض إنتاجه منها إلى لبنان، وربما إلى سورية".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 6