مصدر: سقطات الإسلام السياسي تصل إلى معقله في تركيا

إعداد - رؤى خضور

2021.10.05 - 02:22
Facebook Share
طباعة

كشفت تطورات جديدة في ملف خلافات جماعة الإخوان في تركيا عن انشقاقات وانقسامات في صفوف الجماعة واشتداد حدة الصراع بين جبهات إبراهيم منير القائد المؤقت للجماعة ومحمود حسين، الأمين العام السابق، خاصة بعد قرار منير حل المكتب الإداري ومجلس الشورى، وتأجيل الانتخابات في البلاد، المقرر إجراؤها في تموز/يوليو الماضي، لمدة 6 أشهر.

وفي هذا السياق، قال عمرو عبد المنعم، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، للعربية نت إن المكتب الإداري للإخوان المسلمين في تركيا يعاني من انقسامات خطيرة بعد الانتخابات الأخيرة.

وأكد المنعم أن الانقسامات في الصفوف الداخلية للجماعة ستؤدي إلى انهيارها الداخلي، وأشار إلى أنه من المرجح أن منير سيطيح بعناصر المكتب القديم.

تقودنا هذه الأحداث إلى التساؤل ما إذا كان الإسلام السياسي في المنطقة ينهار تباعاً مثل حجارة الدومينو حتى وصوله إلى معقله في تركيا.

فقد شهدت الفترة الماضية سقوط تنظيمات الإسلام السياسي والإخوان المسلمين في منطقة الشرق الأوسط، من مصر والسودان إلى تونس والمغرب.

وكان السقوط الفعلي للإخوان في مصر خسارة للشبكة الدولية، ومركزها المركزي في العالم العربي والإسلامي، وتأثير على المحور الذي كان يتم تشكيله، والذي كانت فيه قطر وتركيا اللاعبَين الرئيسَين.

وفي هذا السياق، قال منير أديب الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي "إن سقوط حركات الإخوان والإسلام السياسي في عدة دول في الشرق الأوسط يرجع إلى انهيار مشروع الإسلام السياسي في المنطقة".

وأوضح أديب أن "انهيار الأحزاب السياسية التابعة لتنظيمات الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين أدى إلى سقوط المشروع".

وبالعودة في الحديث إلى تركيا، فإن التداعيات الأخيرة ستؤثر بالتأكيد على البلاد وقد يتنازل أردوغان عن الإخوان، والذي قد بدأ بذلك بالفعل في سعيه إلى تحسين العلاقات مع مصر والسعودية والإمارات والغرب بعد مطالبة هذه الدول لأنقرة بالتخلي عن دعم وإيواء قيادات الإخوان والمنظمات الموالية لهم.

وبرغم المماطلة في تنفيذ هذه الشروط ، أغلقت تركيا بعض القنوات الداعمة للإخوان.

ويرى أديب أن "سقوط الإسلام السياسي في تركيا قد يحدث قريباً وسيؤثر على حزب العدالة والتنمية".

وأضاف "العدالة والتنمية سقط في المغرب، وسقط في تركيا، وسقط حزب الحرية والعدالة في مصر، وسقط قيزان (صفة للإخوان المسلمين وأتباع الإسلام السياسي) في السودان، بالتالي فإن سقوط العدالة والتنمية في تركيا أمر لا مفر منه، وأعتقد أنه مع مرور الوقت سيحدث دون أي جدل".

وقد ألقى المؤلف والباحث التركي تورغوت أوغلو قراءة متعمقة للوضع الداخلي في بلاده "الاستراتيجية التركية الآن هي التخلي عن الإخوان المسلمين، لأن علاقة تركيا بجيرانها في سورية والعراق ومصر والسعودية والإمارات متوترة منذ ما يقرب من سبعة أعوام بسبب هذه العلاقة بين أنقرة والإخوان، وهذه أزمة سياسية كبرى لتركيا ".

وأضاف أوغلو "الشرط الأساسي لتحسين العلاقات مع هذه الدول هو التخلي عن دعم الإخوان الذين لعبوا دوراً تخريبياً في دول المنطقة بدعم من أردوغان".

وحذر "أردوغان لا يمكن الوثوق به، فمن الممكن أن يتخلى الآن عن الإخوان المسلمين ويتحرك ضدهم، لكن بعد أعوام قليلة إذا سنحت الفرصة، سيصبح معهم مرة أخرى".

وأشار الباحث إلى أن سقوط الإسلام السياسي سيؤثر على تركيا لأن الحكومة مرتبطة بالإسلام سياسياً، وأوضح أن "أردوغان كان يتحدث عن كونه خليفة للمسلمين من أجل كسب شخصيات وصحافيين وكوادر وقادة الإسلام السياسي في المنطقة، لكنه الآن يخدعهم جميعاً". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 2