الغارديان تتحدث عن الضحايا الذي قتلهم البريطانيون في افغانستان

اعداد كارلا بيطار

2021.09.25 - 02:43
Facebook Share
طباعة

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن "القوات البريطانية مسؤولة عن مقتل قرابة 300 مدني خلال الصراع الأفغاني".
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك القوات "مرتبطة بمقتل 289 مدنياً أفغانياً، بينهم 86 طفلاً، بين عامي 2006 و2013". وأوضحت أن ذلك وفق تقرير أصدرته منظمة "العمل على العنف المسلح" (AOAV)، غير الحكومية ومقرها لندن، استند إلى تجميع سجلات التعويضات في وزارة الدفاع البريطانية.
في المقابل فقد أظهرت السجلات أن "الجيش البريطاني دفع إجمالي 688 ألف جنيه إسترليني (941 ألف دولار) تعويضات بين 2006 و2013، وهو العام الأخير من عملياته القتالية في أفغانستان".
بحسب التقرير، دفعت القوات البريطانية متوسط ألفين و380 جنيهاً إسترلينياً فقط (3 آلاف و255 دولاراً) تعويضاً عن كل ضحية، أصغرهم كان طفلاً عمره 3 سنوات.
كما بيّنت الصحيفة أن "واحدة من أخطر الحوادث المدرجة في السجلات هي منح 4 آلاف و234 جنيهاً إسترلينياً (5 آلاف و786 دولاراً) لعائلة، بعد مقتل أربعة أطفال بالرصاص بالخطأ في حادثة وقعت في ديسمبر/كانون الأول 2009".
فيما كانت بعض التعويضات عبارة عن مبلغ ضئيل، حيث تلقت عائلة واحدة نحو 104 جنيهات إسترلينية (142 دولاراً)، في فبراير/شباط 2008، تعويضاً عن "حالة قتل مؤكدة وأضرار لحقت بممتلكات" في مقاطعة هلمند (جنوب).
إلا أنه في بعض الحالات كانت التعويضات المتعلقة بالأضرار في الممتلكات، أكبر من تعويضات خسائر الأرواح، حيث منحت الوزارة تعويضاً قدره 873 جنيهاً إسترلينياً (ألف و193 دولاراً) عن "رافعة تالفة"، في الفترة بين 2009 و2010.
من جانب آخر، نقلت الصحيفة عن متحدث باسم وزارة الدفاع، لم تسمه، قوله إن "مبلغ التعويض المدفوع في كل حالة تم تحديده من خلال مزيج من المبادئ القانونية، إضافة إلى العادات والممارسات المحلية".
في المقابل تعد سجلات التعويضات إحدى الطرق القليلة لتحديد عدد المدنيين الذين من المحتمل أن يكونوا قد قُتلوا على يد القوات البريطانية في أفغانستان، بحسب "الغارديان".
من ناحية أخرى فقد أعيد تسليط الضوء على ملف الضحايا المدنيين في أفغانستان، بعد أن قالت الولايات المتحدة إن غارة بطائرة مسيّرة، الشهر الماضي، قتلت 10 مدنيين بينهم 7 أطفال، وليس مسلحين من تنظيم "داعش خراسان" الإرهابي.
يُذكر أنه في منتصف أغسطس/آب 2021، تمكنت حركة طالبان من السيطرة على أفغانستان، وذلك بالتزامن مع اكتمال الانسحاب الأمريكي من البلاد نهاية الشهر ذاته.
من جانبه فقد سبق أن قال رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية الداخلية "إم آي 5″، كين ماكالوم، إن "سيطرة حركة طالبان على أفغانستان شجعت المتطرفين وزادتهم جرأة، ما قد يؤجج المؤامرات الإرهابية ضد الغرب، على غرار تنظيم القاعدة".
حيث رجح ماكالوم، خلال مقابلة نادرة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن تواجه المملكة المتحدة "مخاطر أكبر"، بسبب انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والإطاحة بالحكومة الأفغانية المدعومة دولياً، حسب ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية.
وكانت تكلفة هذا الغزو والوجود العسكري والأمني لمدة 20 عاما في افغانستان باهظة للغاية من الناحية البشرية والمالية حيث قُتل أكثر من 2300 جندي أمريكي وأصيب أكثر من عشرين ألف جندي، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 450 جندياً بريطانيا ومئات آخرين من جنسيات أخرى.
لكن الأفغان أنفسهم هم الذين تحملوا العبء الأكبر من حيث الضحايا، حيث قُتل أكثر من 60 ألفا من أفراد قوات الأمن ونحو ضعف هذا العدد من المدنيين.
وتقترب التكلفة المالية لهذه العملية بالنسبة لدافعي الضرائب في الولايات المتحدة من تريليون دولار أمريكي تقريباً.
لذلك فإن السؤال المحرج الذي يجب طرحه هو: هل كان الأمر يستحق كل هذه الكلفة البشرية والمالية؟. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 1