بعد أفغانستان.. هل يقرر بايدن الانسحاب من سورية؟

إعداد - رؤى خضور

2021.09.25 - 12:27
Facebook Share
طباعة

تسبب انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في قلق حلفائها الأكراد في شرق سورية، لذا سارع البيت الأبيض إلى طمأنة قوات سورية الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، بأنه لن يشرع في انسحاب مماثل من سورية، لكن هل يمكن الوثوق بالرئيس الأمريكي جو بايدن؟ يتساءل كريستوفر فيليبس، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة كامبريدج، في مقال له بموقع ميدل إيست آي Middle East Eye.

فقد أعطت إدارة دونالد ترامب سابقاً تأكيدات مماثلة قبل أن تسحب فجأة أكثر من نصف قواتها في العام 2019 وتعطي الضوء الأخضر لغزو تركي.

وفي الآونة الأخيرة، أبدت واشنطن صمتاً عندما قُتل عديد من مقاتلي قوات سورية الديمقراطية في الهجمات التركية في آب/أغسطس، بالتالي فإن انسحاب بايدن من كابول، والذي أعطى فيه الأولوية لإنقاذ "الأرواح الأمريكية" على حلفائه، لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاوف بين قوات سورية الديمقراطية من أن يتم التخلي عنهم أيضاً قريباً.

إذاً ما مدى احتمالية انسحاب بايدن؟ 

المؤشرات ليست جيدة لقوات سورية الديمقراطية، فمع الانسحاب من أفغانستان، ومع تحالف Aukus الأخير، أشار بايدن بوضوح إلى أن المنافسة بين القوى العظمى، ولا سيما احتواء الصين، هي مصدر قلقه الخارجي الأساسي، وهذا يعني إنهاء التورط في "الحروب الأبدية" من "الحرب على الإرهاب" في أفغانستان، وربما سورية.

في هذا الصدد، يشير انسحاب بايدن إلى أنه سارع في التحرك لمحاربة الإرهاب الإسلامي "في الخارج"، وتحول بعد ذلك عن معالجة هذا الأمر عسكرياً، ففضل الضرب من مسافة بعيدة، وهي الاستراتيجية الممارَسة في اليمن وباكستان وأماكن أخرى، وقد يتوسع هذا النهج ليشمل سورية، وقد يستنتج بايدن أنه لا يحتاج إلى جنود على الأرض لمنع عودة ظهور تنظيم (داع ش) الإرهابي.

وأضاف فيليبس، لم يكن بايدن مهتماً كثيراً بسورية، فقد عارض مشاركة أوسع في الصراع عندما كان نائباً للرئيس الأسبق باراك أوباما، وهناك علامات إلى أنه قد يتخذ موقفاً أكثر ليونة مع الحكومة السورية، فقد أعفى مؤخراً صفقة الغاز بين مصر والأردن وسورية ولبنان من عقوبات قيصر الأمريكية.

ومع ذلك، هناك أسباب تجعل قوات سورية الديمقراطية متفائلة، كان أولها أن بايدن بعد الانسحاب من أفغانستان سيكون حذراً من تعرضه لمزيد من الانتقاد بالتخلي عن حليف آخر قريباً، وهذا وحده يشير إلى أنه حتى لو كان لدى بايدن نية مغادرة سورية، فقد يتأخر حتى تهدأ انتقادات ما بعد كابول.

والأمر الآخر هو أن العملية في سورية أقل تكلفة بكثير من العملية في أفغانستان، التي كان فيها 4000 جندي قبل الانسحاب، بينما لدى الولايات المتحدة 900 جندي فقط يدعمون قوات سورية الديمقراطية، ويضاف إلى ذلك أن سوريا لم تعد مسرحاً عسكرياً نشطاً بعد تدمير معظم معاقل داع ش، لذا فالضغوط الداخلية التي تواجه بايدن أقل للانسحاب.

ثم هناك البعد الدولي، إذ يريد الحلفاء الإقليميون الرئيسون، وخاصة الكيان الإسرائيلي والسعودية، أن تبقى الولايات المتحدة في شرق سورية للحماية من دخول إيران. 

ومع ذلك، فإن حليفاً آخر، تركيا، حريص على مغادرة الولايات المتحدة للتمكن من قمع الأكراد دون عوائق، أي أن بايدن لا يستطيع إرضاء حلفائه جميعاً، لكن بالتأكيد لا يوجد إجماع إقليمي يضغط عليه للمغادرة.

وبحسب فيليبس، حتى لو كان بايدن يفضل الخروج، ليس هناك دافع للانسحاب المفاجئ في الوقت الحالي، إلا أن ذلك يمكن أن يتغير، فالتطورات بين تركيا وروسيا في سورية مهمة، ويمكن أن يكون للأحداث في أفغانستان صدى هناك.

وأضاف الكاتب، أن كل من موسكو وأنقرة سيشعر أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان زاد من فرصهما في الحصول على ما يريدانه، وحتى لو لم يكن لدى البيت الأبيض خطط لمغادرة شرق سورية على الفور، وواجه ضغوطاً للقيام بذلك، ستحاول كل من روسيا وتركيا استغلال التداعيات من أفغانستان لتعزيز أهدافهما، والتي قد تسرع في نهاية المطاف بالرحيل الأمريكي عن البلاد.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 3