مصاعب تواجه مستقبل فايسبوك فهل تنتهي أسطورته

إعداد - كارلا بيطار

2021.09.21 - 04:02
Facebook Share
طباعة

 يبدو أن مقدمات الزلزال لمحتوى الوثائق السرية  المسربة في صحيفة وول ستريت جورنال بدأت تتشكل في تحقيق وشيك في الكونغرس، ومطاردة داخل شركة فيسبوك لمحاولة معرفة من المسرب، وسلسلة من أخبار الفضائح التي نشرت بعض ما احتوته هذه الملفات التي بدأت تتوالى. وقد وعدت صحيفة وول ستريت جورنال بالمزيد مما أطلقت عليه اسم "ملفات فيسبوك".

من بين أهم الملفات التي تم الكشف عنها أنه رغم التعهد العلني للرئيس التنفيذي لفيسبوك، مارك زوكربيرغ، باستخدام قوة المنصة لتشجيع الناس لتلقي اللقاحات الخاصة بكوفيد-19 (Covid-19)، فإن الباحثين في فيسبوك حذروا هذا العام من أن صفحات الموقع تتحول بسرعة إلى "بؤر لمحتوى مضاد للقاحات"، مع نشر 775 مليون تعليق مضاد لتلقي اللقاح كل يوم.

كما كشفت الصحيفة أيضا عن تفاصيل "القائمة البيضاء" على فيسبوك، وهي فئة "غير مرئية" داخل النظام تضم ما يقرب من 6 ملايين شخصية بارزة، من لاعب كرة القدم نيمار، إلى المؤثر في مجال الحيوانات دوغ ذا باغ، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب (قبل تعليق حسابه)، والذين يُسمح لهم كسر قواعد النشر عبر نشر محتوى متطرف أو مؤذ، لا يسمح لغيرهم بنشره وقد يتسبب في تعليق صفحات من يقوم بنشر مثل هذا المحتوى ما عدا من هم في هذه القائمة.

وعادة، يتم حذف المشاركات التي تنتهك القواعد بإيجاز أو إرسالها إلى المشرفين البشريين لاتخاذ قرار سريع. ولكن وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن أكثر من 40 قسمًا داخل فيسبوك لديها القدرة على إضافة أشخاص إلى قائمة "إكس تشك" (Xcheck) الخاصة، وهي قائمة تحتوي على حسابات المستثنين من رقابة فيسبوك على النشر.

في مايو/أيار الماضي، طلب مجلس الرقابة -وهو هيئة مستقلة أنشأتها فيسبوك عام 2019 بوصفها نوعا من المحكمة العليا للتعامل مع أكثر القضايا المربكة- بيانا تفصيليًا عن كيفية عمل نظام الإشراف على قائمة "إكس تشك" للشركة، وعدد المرات التي تم السماح لهم بكسر قواعد النشر.

والغريب في الأمر أن الوثائق ذكرت أنه في الغالب لا يوجد سجلات لمن قام بإضافة هذه الحسابات لهذه القائمة. وقد أصبح الأمر صعب التتبع لدرجة أنه لم تتم مراجعة سوى جزء صغير من المنشورات الواردة في القائمة. ونتيجة لذلك، تم منح المشاهير حقًا مطلقًا لنشر ما يحلو لهم، في حين كان الجميع محكومًا بقواعد صارمة تهدف إلى الحفاظ على نشر محادثات حضارية وآمنة.

أثارت هذه المعلومات -التي نشرتها وول ستريت- المخاوف من أن مجلس الإدارة، الذي يضم 20 عضوا بمن فيهم قادة العالم السابقون وحائزون على جائزة نوبل مثل توكل كرمان، ليس سوى واجهة ودعامة علاقات عامة من دون أي فعالية تذكر.

عام 2019، عندما اتهمت امرأة نيمار بالاغتصاب، لجأ مهاجم باريس سان جيرمان إلى فيسبوك و"إنستغرام" (Instagram)، حيث لديه 161 مليون متابع، للدفاع عن نفسه.

ونشر لقطات من المراسلات مع تلك المرأة، بما في ذلك صورها واسمها الكامل. وتم ترك المنشورات لأكثر من 24 ساعة وشاهدها ما لا يقل عن 56 مليون شخص، وهذا مناف لقواعد النشر على المنصة.

وعلى الرغم من معرفة الإدارة الدقيقة بمشاكل البرنامج، أخبر فيسبوك مجلس الرقابة أن تتبع البيانات "غير ممكن".

وقال هاني فريد، خبير وسائل التواصل الاجتماعي في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، الذي أدلى بشهادته أمام مجلس الإدارة هذا العام عندما كان الجدل قائما بشأن حظر فيسبوك لترامب، إنه "متفاجئ" من قلة معرفتهم -أي مجلس الرقابة- بقضايا مثل المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت والتطرف، التي كانت جوهر القضية.

وتابع "لست مندهشًا بشكل خاص من أن فيسبوك ربما حجبت المعلومات" وأضاف "اعتقدت دائما أن مجلس الرقابة كان مجرد حيلة من فيسبوك في مجال العلاقات العامة".

وكشف تقرير آخر من التسريبات عن بحث داخلي على إنستغرام يوضح بالتفصيل كيف أن تطبيق الصور يضر بالصحة العقلية للفتيات الصغيرات، حيث أجرت الشركة العديد من الدراسات حول تأثيرات التطبيق على الصحة العقلية منذ عام 2018، وتوصلت جميعها إلى استنتاجات مماثلة، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.

ففي إحدى هذه الدراسات، وجدت إنستغرام أنه من بين المراهقين البريطانيين الذين تحدثوا عن أفكار انتحارية، فإن 13% منهم أخذوها من التطبيق، حيث تدمر مجموعة لا تنتهي من الصور "الجميلة" لأقرانهم والمشاهير تقديرهم لذواتهم، مما يجعلهم في حالة نفسية سيئة.

وقال أحد التقارير لعام 2019: " التطبيق يجعل فكرة الفتيات حول صور أجسادهن أسوأ بنسبة فتاة واحدة من بين كل 3 فتيات مراهقات". وأضاف أن معدلات القلق والاكتئاب المتزايدة "كانت غير مسبوقة ومتسقة عبر جميع الفئات".

وتكشف الوثائق حقيقة أخرى مقلقة حيث يبدو أن شركة فيسبوك ليس لديها إحساس يذكر بكيفية تعامل خوارزمياتها مع سلوك المستخدمين.

ينظر الشباب إلى فيسبوك على أنه المكان الذي يوجد فيه آباؤهم وأجدادهم، حيث أصبح إنستغرام حيويًا باعتباره جناح الشباب في إمبراطورية زوكربيرغ.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4