الغارديان تروي قصة الفتاة الأفغانية بين الماضي والحاضر

اعداد كارلا بيطار

2021.09.21 - 11:17
Facebook Share
طباعة

يقول الكاتبان لورنزو توندو وإريك هيلير في صحيفة الغارديان "في 1 سبتمبر/أيلول، وقفت فتاة أفغانية صغيرة في طابور مع أسرتها في قاعدة أمريكية في صقلية في انتظار الصعود على متن طائرة متجهة إلى فيلادلفيا. تبلغ الطفلة من العمر تسع سنوات وهي واحدة من بين أكثر من 100 ألف شخص تم إجلاؤهم من كابل من قبل القوات المتحالفة بعد سيطرة طالبان على البلاد في أغسطس/آب".
ويضفيان "صورتها، التي التقطها لصحيفة الغارديان المصور الإيطالي أليسيو مامو، وظهرت على الصفحة الأولى من النسخة المطبوعة في بريطانيا، تشبه الفتاة الأفغانية للمصور الأمريكي ستيف ماكوري. أصبحت صورة ماكوري لطفلة بشتونية، شربات غولا، والتي ظهرت على غلاف يونيو/حزيران 1985 من ناشيونال جيوغرافيك، رمزا، ليس فقط لأفغانستان، ولكن أيضا للاجئين والنازحين في جميع أنحاء العالم".
ويوضح الكاتبان "من وجهة نظر فنية، الصور مختلفة تماما، لكن هناك أوجه تشابه مذهلة بين الفتاتين الأفغانيتين، جسديا وتاريخيا: كلتاهما لهما عيون خضراء وترتديان الحجاب الأحمر. قبل كل شيء، على الرغم من أن ما يفصل بينهما أكثر من 35 عاما".
"عند النظر إلى الصورتين معا، يبدو أنهما تمثلان فشل الغزوات المتكررة من قبل القوى الأجنبية لأـفغانستان، مما يجعلها واحدة من أكثر المناطق غير المستقرة على هذا الكوكب".
ويقول ماكوري للغارديان "نعم، هناك الكثير من أوجه التشابه بين الموقفين.. يجد الأفغان أنفسهم في المأزق نفسه الذي كانوا عليه في الثمانينيات. إنهم يسألون عن الأمن ويلتمسون اللجوء".
والتقى ماكوري لأول مرة بغولا في مخيم ناصر باغ للاجئين في باكستان خلال الاحتلال السوفيتي لأفغانستان. سارت غولا، التي أُجبرت على الفرار من قريتها في شرق ننغراهار بعد أن قصفها السوفييت، مع أسرتها، بما في ذلك شقيقاتها الثلاث وشقيقها وجدتها، عبر الجبال إلى مخيم للاجئين في باكستان، وفق الكاتبين.
"عندما رآها ماكوري، الذي كان يتابع الصراع من باكستان والمناطق التي يسيطر عليها المتمردون في أفغانستان، لأول مرة، لم يكن لديه أدنى شك: عرفت على الفور أن هذه هي الصورة الوحيدة التي أردت التقاطها حقا"، يقول ماكوري.
ويشرح الكاتبان "عندما تم ضرب البرجين التوأمين (11 سبتمبر)، كان ماكوري في مكتبه في نيويورك. بعد فترة وجيزة، بدأ الأمريكيون في قصف البلد الذي احتلوه حتى الشهر الماضي. أصبحت أفغانستان والولايات المتحدة مرتبطتين بشكل لا ينفصم. ولكن، بحسب ماكوري، لم تبدأ العلاقة مع 11 سبتمبر. كان البلدان متشابكان منذ فترة طويلة، عندما بدأ الأمريكيون "في إرسال مليارات الدولارات لدعم المجاهدين في أوائل الثمانينيات ضد الحكومة الأفغانية، أثناء الغزو السوفيتي".
ويضيف ماكوري "ربما كان يجب أن نكون قد خرجنا من أفغانستان خلال السنوات القليلة الأولى من وجودنا هناك. كان يجب أن نتعلم من التدخل الروسي في الثمانينيات. ومع ذلك، فإن الطريقة التي تم بها الانسحاب كانت كابوسا وفشلا تاما لمخابراتنا".
ويسهب الكاتبان "اليوم، كما في الثمانينيات، يستعد مئات الآلاف من الأفغان لمغادرة البلاد. ومن بين هؤلاء، أحمد، الذي عمل مع القوات الأمريكية والذي اصطف في منتصف نهار الأول من سبتمبر/أيلول مع أسرته قبل ركوب طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة. ذات مرة وجهت ابنته نظرها نحو مجموعة من الصحفيين والمصورين الذين وصلوا لتوثيق رحيلهم إلى فيلادلفيا. إنها تحمل آفاق حياة جديدة، وهو أمر لا يزال يبحث عنه كثيرون ممن لم يحالفهم الحظ لمغادرة البلاد".
ويشير الكاتبان إلى أنه وفي عام 2016 "تم القبض على شربات غولا لأنها تعيش بشكل غير قانوني في باكستان بموجب أوراق مزورة، وهي ممارسة شائعة بين اللاجئين الأفغان الذين يعيشون هناك دون وضع قانوني. لديها خمسة أطفال، لكن أحدهم مات بعد ولادته بفترة وجيزة، وعانى من التهاب الكبد، الذي قتل زوجها".
أما الاختلاف الرئيسي بين الفتاتين، بحسب ماكوري، هو مصيرهما. يقول "من المرجح أن تحصل الفتاة التي تنتقل إلى الولايات المتحدة على المزيد من الفرص التعليمية".
أما "على الجانب الآخر من العالم، في أفغانستان، تواجه غولا المزيد من عدم اليقين في ظل حكم طالبان"، يختم الكاتبان.
ويؤكد مسؤولون امريكيون إن أفغانستان أصبحت أسوأ فشل للسياسة الخارجية الأمريكية منذ عقود، والإدارة الحالية تدرك ذلك تماما 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7