العلاقة بين روسيا وطالبان وحدود انخراط موسكو مع الجماعة

إعداد - رؤى خضور

2021.09.10 - 07:21
Facebook Share
طباعة

 أفاد ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، مؤخراً أن الاتحاد الروسي لا يخطط للتفاوض مع طالبان، بالرغم من تصريحات المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أفغانستان، زامير كابولوف، حول اعتبار طالبان "شريك جدير بالثقة أكثر بكثير من الحكومة العميلة في كابول"، كما زعم سفير روسيا في أفغانستان، ديميتري جيرنوف، أن كابول هي أكثر أماناً بعد تولي طالبان السلطة مما كانت عليه عندما كان الرئيس المخلوع أشرف غني مسؤولاً. 

لكن على ما يبدو، فإن روسيا تنظر روسيا إلى استيلاء طالبان على أفغانستان على أنه فرصة وتهديد محتمل في الوقت ذاته، ومن وجهة نظر اقتصادية، ترى موسكو أن عودة ظهور الإمارة الإسلامية قد يكون نعمة. 

ففي 25 آب/أغسطس ، أعلن جيرنوف عن رغبة روسيا في الاستثمار في احتياطيات أفغانستان المعدنية الهائلة، ويمكن أن يترجم  تضامن روسيا مع طالبان ضد تجميد الأصول الأمريكية، كما أشاد جيرنوف باهتمام طالبان بمشاريع النقل والطاقة مع دول آسيا الوسطى، والتي يمكن أن تعزز رؤية روسيا طويلة الأمد لتعزيز الترابط الإقليمي في أوراسيا.

وعن الفرص الأخرى لانخراط روسيا مع طالبان، ذكر صموئيل راماني في مقال له بموقع Trtworld، أن انتصار طالبان قد يمنح فرصاً دبلوماسية لروسيا، ففي الوقت الذي واجهت فيه علاقات روسيا مع الولايات المتحدة وأوروبا توترات شديدة، ستحاول موسكو الاستفادة من علاقاتها الوثيقة مع طالبان لجذب اهتمام إيجابي من الدول الغربية. 

ولعل دور روسيا كقوة داعية في محادثات الترويكا الموسعة التي تشمل الولايات المتحدة ، والمشاركة المرتقبة في قمة الدول السبع بشأن أفغانستان يؤكد هذا السلوك الساعي للمكانة، كما أن تصريح وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، بأن روسيا يمكن أن تعمل كقوة معتدلة ضد طالبان يؤكد الفعالية المحتملة لاستخدام موسكو لأفغانستان كجسر مع الدول الغربية.

وتعتقد روسيا أيضاً أن سيطرة طالبان على أفغانستان يمكن أن تعزز شراكتها مع القوى غير الغربية، ومن بينها الصين وإيران والهند، إلى جانب باكستان، فقد وصف مقال نُشر في 27 آب/أغسطس في صحيفة Express Tribune الباكستانية المكالمة الهاتفية التي أجراها رئيس الوزراء، عمران خان، في 26 آب/أغسطس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها "لحظة حاسمة" في العلاقات الروسية الباكستانية، إذ كانت أول اعتراف من موسكو باعتمادها على باكستان لتعزيز مصالحها. 

لكن بالرغم من هذه الفرص الاقتصادية والدبلوماسية، فإن سلوك طالبان منذ الاستيلاء على كابول لا ينال رضا روسيا التام، فدعوات الأخيرة لحل سياسي بين طالبان وجبهة المقاومة الوطنية في وادي بنجشير، على سبيل المثال، لم تلق آذاناً صاغية، لذا فإن هذه المخاوف قد تؤخر اعتراف موسكو الدبلوماسي بحركة طالبان، وتؤخر إلغاء تصنيفها كتنظيم إرهابي الساري منذ العام 2003. 

وبالرغم من أن روسيا قد أعربت علناً عن تفاؤلها بشأن التعاون مع أفغانستان تحت قيادة طالبان، إلا أن محللين ما زالوا متشككين حول ما إذا كان إحياء الإمارة الإسلامية فرصة أم نقمة لموسكو، بالتالي يمكن أن يضمن هذا الغموض حفاظ روسيا على سياسة الدبلوماسية الاستباقية وتخفيف التهديدات تجاه أفغانستان في المستقبل المنظور.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5