فشل استخباراتي امريكي من العيار الثقيل خلال العقدين الماضيين

اعداد كارلا بيطار

2021.09.09 - 01:21
Facebook Share
طباعة

توقع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن توقّع في أحد التسجيلات المصورة التي سربها عام 2003، الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
و شرح بن لادن بحسب تاكيد احد خبراء مكافحة الارهاب الامريكيين كيف انخرط هو وأتباعه في حرب استنزاف لمحاربة "القوى العظمى المستبدة"، و"مثلما استنزف أسلاف القاعدة وطالبان روسيا لمدة 10 سنوات، إلى أن أُجبرت على الانسحاب من أفغانستان عام 1989، تباهى بأن الولايات المتحدة ستعاني المصير نفسه".في ذلك الوقت، اعتبر الأميركيون تهديد بن لادن "دعاية" في إطار الحرب النفسية، لكن الأحداث المأساوية التي وقعت في أفغانستان خلال الأسابيع الأخيرة أثبتت أنه لم يكن يمزح.
ومع حلول الذكرى الـ20 لأكبر فشل استخباراتي في التاريخ الأميركي تمثّل في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، انتهت أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة بمشاهد فوضى تابعها العالم بمحيط مطار كابل منتصف الشهر الماضي، وهو ما أضيف إلى قائمة الفشل الاستخباراتي الطويلة.
أظهرت الاستخبارات الأميركية ارتباكا في تقديراتها لقوة طالبان، ولقدرة الجيش الأفغاني أمامها. وكان تقييمها للوضع في أفغانستان يتمثل في أن طالبان يمكنها عزل العاصمة كابل خلال 30 يومًا والسيطرة عليها في غضون 90 يوما، بخلاف ما حدث في الواقع.
وخلال العقدين الماضيين، ابتداءً من "هجمات 11 سبتمبر" حتى سقوط كابل في يد طالبان، عرفت الولايات المتحدة 3 نماذج للفشل الاستخباراتي من العيار الثقيل، وذلك على النحو التالي:
هجمات 11 سبتمبر
أكذوبة أسلحة الدمار الشامل وحرب العراق
سقوط كابل وفضيحة الإجلاء

كيف يحدث الفشل الاستخباراتي؟
تسعى وكالات الاستخبارات لتحقيق 3 مهام أساسية، التجسس لجمع المعلومات، وتجنيد العملاء، وتحليل ما يتم جمعه من معلومات، ثم تقديم هذه المعلومات بصورة واضحة وفي الوقت المناسب لصانع القرار للاعتماد عليها في اتخاذ القرارات.
وقد يفشل ضباط الاستخبارات في الحصول على معلومات دقيقة، وقد يخطئون في تحليل ما يصلهم من معلومات، والخطأ الأكثر شيوعا يتعلق بضعف توصيل المعلومات للجهة المختصة في الوقت المناسب بصورة فعالة.
ولا أحد يعرف يقينا تفاصيل الساعات والأيام الأخيرة قبل سقوط كابل، ومن غير المرجح معرفة الحقيقة إلا بعد اتاحة المزيد من المعلومات عما جرى من مداولات.
وحتى الآن لا يوجد سوى تسريبات مجهولة المصدر لعبارات مختارة من وثائق استخباراتية مفترضة، وهو ما لا يكفي للإجابة عن كثير من الأسئلة.
وقد يعرف المزيد عما جرى بالفعل، حال اتفاق الكونغرس وتوفر الإرادة السياسية الكافية لتشكيل لجنة تحقيق على غرار التي شُكّلت في هجمات 11 سبتمبر، وهو ما يستبعده أغلب المعلقين حاليا.
وكانت واشنطن بوست قد اكدت انه انه لم تعد عبارة "حرة وديمقراطية ومزدهرة" كافية لوصف أميركا المعاصرة، حتى في أعين العديد من الأميركيين، ولم تعد تنفع صيغة ما بعد الحرب للحفاظ على مركز الامتياز العالمي.
واضافت أن الحرب الأميركية في أفغانستان انتهت بإذلال مرير، ولكنها ينبغي أن تكون أيضا بمثابة جرس إنذار بأن عصر الامتياز الأميركي ذهب بلا رجعة.
ورأت المهمة الأكثر إلحاحا في الفترة المقبلة هي ابتكار نمط من العلاقات من شأنه ترميم وتجديد المفهوم السائد للحرية الأميركية، وتبدأ هذه المهمة بتوفير السلامة والرفاهية للأميركيين حيث يعيشون. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7