العلاقة مع طالبان.. هل تصبح عبئاً على قطر؟

إعداد - رؤى خضور

2021.09.08 - 04:59
Facebook Share
طباعة

 قال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن بلاده تعمل مع طالبان وتركيا لاستئناف العمليات في مطار كابول في أفغانستان وإجراءات محادثات مع حركة طالبان بهذا الشأن.

لا شك أن قطر، التي اكتسبت ثقة قادة طالبان، مسرورة باستضافة هذه المحادثات، إذ لطالما برزت الدولة الخليجية الصغيرة سابقاً كخط اتصال رئيس للغرب مع تنظيم القاعدة الذي اشتُهرت بإيوائه، وكانت أول من فتح أبوابه لمن تم إجلاؤهم من أفغانستان.

فقد قال دبلوماسي مقيم في الخليج إن ما بين 500 إلى 600 من أعضاء طالبان مع عائلاتهم يعيشون في مدينة الدوحة، ومن بين هؤلاء الملا عبد الغني بردار، رئيس الجناح السياسي، وقد منح ذلك طالبان منبراً، عبر قناة الجزيرة القطرية، لتصدير نفسها على أنها أكثر اعتدالاً وجاهزية لاستلام السلطة.

لكن العلاقة التي تمت رعايتها بشق الأنفس خلال العقد الماضي، قد تصبح عبئاً على قطر إذا فشلت في إيصال صورة جديدة لطالبان أمام العالم، صورة أكثر احتراماً للنساء وأقل ترحيباً بالإرهابيين.

ومع ذلك، ليس من الواضح كيف ستعمل قطر على سد الفجوة بين القادة المهتمين بالصورة والجناح العسكري لطالبان في باكستان، ويقول دبلوماسيون غربيون إنه لا يوجد رؤية موحدة بين قادة طالبان، حتى أن القطريين وجدوا صعوبة في التعامل مع بارادار، باعتباره على خلاف مع الباكستانيين.

وفي هذا السياق، قالت جين كينينمونت، محللة شؤون الشرق الأوسط في شبكة القيادة الأوروبية، إن "قطر قناة مهمة بين طالبان وبقية العالم، لكنها لا تمارس أي نوع من التأثير العميق على الجماعة الذي تمارسه باكستان، إنما تؤثر على قسم فرعي معيّن من طالبان، أولئك الذين يريدون التعامل مع العالم الخارجي ولديهم علاقات عملية تمكنهم من الوصول إلى المساعدة والتجارة".

وقد حددت الحكومات الغربية أن أي تعامل مع النظام الأفغاني سيكون مشروطاً بضمان مرور آمن من كابول وتدفق المساعدات الإنسانية، وعدم التحول إلى ملاذ للمنظمات الإرهابية، واحترام حقوق الإنسان، وتشكيل حكومة شاملة، ومع ذلك، لا يوجد دليل على أن قطر يمكن أن تؤثر على نهج طالبان في تعليم النساء والفتيات، بالرغم من أن الأسرة الحاكمة في قطر حددت ذلك كأولوية، ولم ترد الحكومة القطرية على طلب للتعليق على علاقاتها مع طالبان.

في المقابل، فإن طالبان لا غنى لها عن دعم قطر التي تُعد أكبر مصدر للغاز الطبيعي وواحدة من أغنى دول العالم، وتتمتع بنفوذ مالي، ونفوذ في واشنطن، في وقت تخجل فيه الحكومات الغربية والمنظمات الدولية من دعم تنظيم لم يثبت بعد أنه مختلف عن المنبوذ الدولي في التسعينيات.

من ناحية أخرى، إذا أصبحت أفغانستان مجدداً ملاذاً للإرهابيين، فقد تصبح العلاقات مع قطر مشكلة، على غرار ما تعرضت له المملكة العربية السعودية من انتقادات لاعترافها بنظام طالبان في التسعينيات، والتي استضافت القاعدة قبل هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة. 

واليوم، ينظر حكام الخليج إلى أي حركة سياسية إسلامية على أنها تهديد للأمن القومي ومصالحهم، ويتابعون بقلق سياسة قطر الخارجية ذات المخاطر الكبيرة.

وقالت كينينمونت "من المحتمل أن تسبب علاقة طالبان بقطر حرجاً للأخيرة، وقد ترغب في النأي بنفسها عن الجماعة أو على الأقل عن بعض قادتها".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 10