لماذا أراد الجولاني طمأنة المقاتلين الأجانب في ادلب؟

أدهم السيد

2021.09.07 - 04:32
Facebook Share
طباعة

 تحدثت تقارير ومعلومات سابقة عن نية هيئة تحرير الشام ملاحقة باقي التنظيمات المتشددة كحراس الدين وانصار الإسلام وغيرها من أجل تخيير عناصرها إما بالانضواء تحت قيادتها أو تصفيتهم ، ذات التقارير تحدثت أيضاً بأن تلك التنظيمات باتت ترى في أفغانستان ملجأ أخير وآمن لها بعد استيلاء طالبان على السلطة.

لكن تصريحات متزعم تحرير الشام الجولاني تجاه المقاتلين الأجانب أو من يُسمون بالمهاجرين كانت أشبه بإجابة عن تلك التقارير، بسبب المخاوف والغضب الذي انتشر بين الناس لا سيما المتشددين منهم، على خلفية نية الهيئة الغدر بالمهاجرين وفق الأدبيات المتداولة بينهم.

تصريحات الجولاني لصحيفة الاندبندنت بنسختها التركية أتت لطمأنة المقاتلين الأجانب وكل من حراس الدين وأنصار الإسلام، بأنهم ليسوا أهدافاً للتصفية، حيث وعد الجولاني بعدم التخلي عن هؤلاء وأنهم جزء من الهيئة وادلب وأنه ليس لديه أو لدى هيئته أي عداوة مع أي تنظيم أو رجل منهم ، خاتماً بتوجيه رسالة أخيرة لهم بأن الهيئة ستحميهم.

تعقيباً على تصريحات الجولاني قالت مصادر معنية بشوؤن الجماعات المتشددة في الشمال السوري بأن الجولاني أراد استقطاب المقاتلين الأجانب المختبئين في قرى ادلب، لا سيما بعد وجود معلومات مؤكدة عن حملات دهم واعتقالات  وقعت خلال الشهر الماضي بحثاً عن خلايا مقاتلين ينتمون لحراس الدين وأنصار الإسلام.

وتضيف تلك المصادر بالقول: إن قيام هيئة تحرير الشام بالطلب من مسلم الشيشاني مغادرة مناطق تمركزه وسحب مقاتلي جنود الشام من الشيشان، كان علامة فارقة وبداية مشروع تصفية التنظيمات المتشددة الأخرى.

من جهة أخرى كذّبت أوساط معارضة للهيئة تصريحات الجولاني مؤكدةً وجود العديد من المقاتلين الأجانب في سجون تحرير الشام، وبعضهم جرى تعذيبهم من أجل الحصول على معلومات تقود إلى رفاقه الموزعين في ريف ادلب.

وختمت تلك الأوساط : لو لم تكن المعلومات الواردة صحيحة وتؤكد نية الجولاني ملاحقة التنظيمات الأخرى وعناصرها، لما اضطر للخروج بتصريحات من أجل طمأنتهم وفق اعتقادها.

وفي وقت سابق حاول الجولاني التقرب ممن يُسمون بالسلفيين الأكراد، لا سيما بعد الحديث عن ملاحقة تحرير الشام لتنظيم أنصار الإسلام الذي يتألف معظم مقاتلوه من الأكراد السلفيين، وهؤلاء تربطهم علاقات عرقية وعقائدية قوية مع تنظيمات سلفية كردية أخرى مثل حركة صلاح الدين الكردي و الجبهة الإسلامية الكردية وهاتان تتمركزان في ريف اللاذقية الشمالي، وتهدف الهيئة للنفاذ إلى تلك المناطق على اعتبار أن مبايعتها سلفياً في ادلب يستوجب تبعية البقية لها في مناطق خارج ادلب، لا سيما وأن حركة مهاجري أهل سنة إيران الكردية هي الجهة الكردية السلفية الوحيدة التي بايعت الجولاني حتى الآن، ويأمل الرجل من هذا الفصيل التأثير على الفصائل السلفية الكردية الأخرى، بالمحصلة فإن ملف المقاتلين الأجانب هام جداً بالنسبة لتحرير الشام، وهي تتعامل معه وفق خيارين الأول هو التخلص من كل منافس، والخيار الآخر مبايعة أي خصم لها وتبعيته لها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5