الوجود الأمريكي في سورية.. انسحاب يلوح في الأفق؟

إعداد - رؤى خضور

2021.09.02 - 04:20
Facebook Share
طباعة

 وجّه انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان الأنظار إلى سورية التي يتواجد فيها مئات الجنود الأمريكيين، ليُطرح التساؤل البديهي: هل ستكون سورية الدولة التالية التي تشهد انسحاباً أمريكياً؟ 

جاء ذلك في مقال تحليلي في صحيفة فورين بوليسي، التي رجّحت أن تشهد المنطقة خروج واشنطن من سورية.

وفي السياق ذاته، ذكر مقال للسفير الأمريكي السابق في دمشق، روبرت فورد، مطلع العام الجاري في صحيفة فورين أفيرز، أن إدارة جو بايدن بحاجة إلى التعاون مع تركيا وروسيا لحل مشاكل المنطقة ومحاربة داعش، وجاء في المقال أن على الولايات المتحدة الاعتراف بعدم قدرتها على إنشاء دويلة جديدة داخل الأراضي السورية، وقال فورد "تحت إشراف أمريكي تحولت منطقة شمال شرق سورية إلى شبه دولة بجيشها الخاص"، وأضاف الدبلوماسي الأمريكي أن "هذه الدولة لن تكون قادرة على إعالة نفسها وستستمر في الاعتماد على الموارد الأمريكية في المستقبل المنظور ، وأن سورية لم تكن قط قضية رئيسة للأمن القومي الأمريكي".

أفعال الماضي والمأزق الحالي

بينما وعد الرئيس جو بايدن في بداية تسلمه منصبه باستعادة مكانة بلاده في العالم، فإن أفضل ما يمكن أن يفعله اليوم هو التعامل مع العواقب، فعلى مدار العقد الماضي، لم يكن هناك سياسة محددة تجاه سورية من قبل الإدارة الأمريكية منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، والمأزق اليوم هو أن الوقت قد فات على واشنطن لإعادة الانخراط في ملف سورية بطريقة تجعل النتائج المحتملة على المدى القصير تستحق التكاليف والمخاطر.

في حين ذكر عبد الرحمن المصري، باحث في برامج الشرق الأوسط، أن إدارة بايدن تحاول الحفاظ على وجود عسكري أمريكي في شمال شرق سورية.

وأضاف أن الولايات المتحدة لا تعرف ما تريده في سورية وليس لديها خطة واضحة، وكل من الأصدقاء والأعداء يدركون ذلك، وأنه من غير المرجح أن تعطي إدارة بايدن الأولوية لسورية في الأشهر المقبلة. 

في المقابل، من المحتمل أن يعمل خصوم واشنطن في سورية على رحيل الولايات المتحدة. في مثل هذه الحالة ستحتاج واشنطن إلى الاستعداد لاحتمال سيناريو آخر لرحيل القوات على غرار أفغانستان. 

انسحاب سري من سورية؟

في أفغانستان ذكر القائد الجديد لمطار باغرام أن القوات الأمريكية غادرت القاعدة ليلاً قبل أسابيع دون إبلاغ الجانب الأفغاني، ولم يعلم الجيش الأفغاني بالخروج إلا في وقت لاحق، وبررت وزارة الدفاع الأمريكية قرارها بعدم الإعلان عن موعد الانسحاب من القاعدة، متذرعة بـ "أسباب أمنية"، لذلك فالسؤال الكبير المطروح: هل من المحتمل أن ينسحب الأمريكيون من شرق سورية بالطريقة ذاتها التي انسحبت بها "سراً" من قاعدة باغرام الأفغانية؟

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2