عوامل تجعل البعض يترددون في الحصول على اللقاح

اعداد رزان الحاج

2021.07.27 - 02:49
Facebook Share
طباعة

لا يزال عدد كبير من الناس مترددين في الحصول على اللقاحات.
ووفقًا لتقرير حديث صادر عن صندوق النقد الدولي، تتراوح نسبة هؤلاء بين 10 في المئة و20 في المئة في المملكة المتحدة، و50 في المئة في اليابان، و60 في المئة في فرنسا.
وتحول الأمر إلى ما يشبه الحرب الثقافية على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ وصف العديد من المعلقين عبر الإنترنت المترددين في الحصول على اللقاح بأنهم ببساطة جاهلون أو أنانيون.
لكن علماء النفس المتخصصين في اتخاذ القرارات الطبية يقولون إن هذه الخيارات غالبًا ما تكون نتيجة للعديد من العوامل المعقدة التي يجب معالجتها بحساسية، إذا كان لدينا أي أمل في الوصول إلى مناعة على مستوى السكان.
هناك بعض الفروق بين الأشخاص. وفي حين أنه من المغري افتراض أن أي شخص يرفض اللقاح يحمل نفس المعتقدات، فإنه لا ينبغي الخلط بين مخاوف معظم الأشخاص المترددين بشأن اللقاح وبين النظريات الغريبة لمناهضي التطعيمات القوية.
يقول محمد رزاقي، من معهد أبحاث صحة السكان بسانت جورج بجامعة لندن، والذي كتب عن العوامل النفسية والاجتماعية المختلفة التي يمكن أن تؤثر على قرار الناس: "إنهم يرفضون الأمر بشدة، ولديهم حضور قوي على الإنترنت وبعيدا عن الإنترنت، لكنهم أقلية صغيرة جدا".
كما أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يترددون في تلقي اللقاح ليست لديهم أجندة سياسية وليست لديهم قضية معادية للعلم، لكنهم ببساطة مترددون في الحصول على اللقاح.
لكن الخبر السار هو أن العديد من الأشخاص الذين كانوا مترددين في البداية قد غيروا رأيهم في نهاية المطاف وحصلوا على اللقاح. يقول رزاقي: "لكن حتى التأخير يعتبر تهديدًا للصحة، لأن العدوى الفيروسية تنتشر بسرعة كبيرة".
كان من الممكن أن يكون هذا مجرد مشكلة مثيرة للجدل لو كنا لا نزال نتعامل مع المتغيرات القديمة للفيروس، لكن الانتشار الأسرع لسلالة دلتا الجديدة زادت من الحاجة الملحة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس في أسرع وقت ممكن.
لحسن الحظ، بدأ العلماء في دراسة تردد الناس في الحصول على اللقاحات قبل وقت طويل من اكتشاف فيروس كورونا لأول مرة في ووهان في ديسمبر/كانون الأول 2019، واستكشفوا نماذج مختلفة تحاول معرفة الاختلافات في السلوك الصحي للأشخاص. ومن بين أكثر النماذج الواعدة في هذا الشأن نموذج يأخذ في الاعتبار العوامل النفسية التالية:
-الثقة: ثقة الشخص في فعالية اللقاحات وسلامتها، والخدمات الصحية التي تقدمها، وصناع السياسات الذين يقررون طرحها
-القناعة: ما إذا كان الشخص يعتبر المرض نفسه خطرًا للغاية على صحته أم لا
-الحساب: مشاركة الفرد في البحث الشامل عن المعلومات التي تجعله يوازن بين مخاطر وفوائد الحصول على اللقاح
-القيود (أو الملاءمة): مدى سهولة وصول الشخص المعني إلى اللقاح
-المسؤولية الجماعية: الرغبة في حماية الآخرين من العدوى، من خلال التطعيم الشخصي
نموذج العوامل النفسية الخمسة يمكن أن يفسر غالبية التباين في قرارات الناس.
ستكون هناك عوامل أخرى مساهمة بالطبع، إذ تشير دراسة حديثة من جامعة أكسفورد إلى أن الخوف من الإبر يعد سببا رئيسيا في تردد نحو 10 في المئة من السكان في الحصول على اللقاحات. لكن يبدو أن العوامل النفسية الخمسة التي أشرنا إليها هي الأسباب الأكثر شيوعًا وراء التردد في الحصول على اللقاح. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 4