الخلاف السعودي الإماراتي: غيض من فيض

إعداد - رؤى خضور

2021.07.23 - 01:18
Facebook Share
طباعة

أجرى الحاكم الفعلي لدولة الإمارات محادثات في العاصمة السعودية الرياض يوم الاثنين مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في وقت يشهد توترات بين الحليفين الخليجيين.

ويقول محللون إن المنافسة الاقتصادية المتزايدة تكشف عن خلافات واضحة بين السعودية والإمارات حيث تحاول المملكة تحدي هيمنة جارتها الأصغر باعتبارها مركزاً للأعمال والتجارة والسياحة في المنطقة، وفقاً لوكالة رويترز.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة Al-Wajht في 20 تموز/يوليو تحليلاً عن طبيعة خلافات الجانبين الجديدة وما مدى احتمالية أن تحلها هذه الزيارة، وبحسب الصحيفة، فإن التوترات الحالية ليست سوى غيض من فيض.

لطالما كانت الإمارات داعمة للمواقف السعودية في أوبك بلس، لكن وجهات نظرهم كانت متضاربة في الآونة الأخيرة، ففي الوقت الذي تسبب فيه انخفاض أسعار النفط في مشاكل الاقتصاد السعودية وميزانيتها، ركزت الإمارات على زيادة الإنتاج مع خروجها من الكتلة النفطية، وظهر أنها تريد السير في طريقها الخاص وإنهاء العلاقة مع الرياض.

ورداً على السلوك الإماراتي، فرضت الرياض حظراً على دخول المواطنين الإماراتيين إلى السعودية في إظهار تدهور العلاقات.

لكن جوانب الأزمة السعودية الإماراتية لا تقتصر على توترات أوبك، فعلى سبيل المثال، تركز مركز ثقل العالم العربي في العقود الماضية في كل من مصر باعتبارها المركز العسكري والرياض كمركز مالي، إلى أن ظهرت الإمارات كقوة اقتصادية جديدة في مجلس التعاون الخليجي لتبدأ تغيير تلك المعادلة، ولم تعد أبو ظبي متفرجاً صامتاً على القضايا والصراعات الإقليمية، فتدخلت في مصر وليبيا واليمن.
وظهرت الخلافات الرئيسة الأولى مع السعوديين في الحرب اليمنية، عندما سيطرت الإمارات على بعض المناطق الحدودية وجزيرة سقطرى ومضيق باب المندب، ولم تعد الرياض تسيطر حتى على 1٪ من أراضي اليمن.

وتسيطر الإمارات على دخول كل سفينة إلى البحر الأحمر بسبب قاعدتها العسكرية على جانبي البحر الأحمر، وقد شوه ذلك هيبة السعوديين، الذين كانوا يعتبرون اليمن ذات يوم ساحتهم الخلفية في المنطقة والعالم العربي.

قضية أخرى مثيرة للانقسام في علاقاتهم هي تنافسهم على نفوذ أعمق في الغرب، ففي أعقاب فضيحة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في العام 2018، أظهرت الإمارات أن لها تأثيراً أكبر في العالم الغربي ولديها علاقات أفضل مع الصين أيضاً، في المقابل، أطلقت الرياض حملة سياسية عبر الدول الغربية لمنع بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا وإيطاليا، من إمداد الإمارات بالسلاح، وبحسب تقارير إعلامية في كانون الثاني/يناير من هذا العام، أعلنت إيطاليا أنها ستعلق مبيعات الأسلحة للإمارات والسعودية بسبب الحرب في اليمن وتداعياتها، لكن بعض المصادر الغربية تعتقد أن التعليق كان ضد الإمارات أكثر منه ضد السعودية.

نقطة أخرى بين الاثنين هي المصالحة بين الرياض ورعاة الإخوان المسلمين في المنطقة تركيا وقطر، إذ اقتربت الرياض من أنقرة والدوحة في محاولة لحل تحدياتها الإقليمية، لكن أبو ظبي غاضبة من هذه السياسة.

وبحسب الصحيفة، أراد بن سلمان تقييد سلطة نظيره محمد بن زايد في المنطقة، في حين سعت الإمارات إلى تعزيز نفوذها في المنطقة من خلال تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، وبحسب بعض المصادر الكويتية، فقد قرر السعوديون عدم السماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في أجوائهم بعد الآن.

علاوة على ذلك، في الشهور الأخيرة ، كانت هناك حرب سرية بين أجهزة المخابرات والأمن في البلدين على وسائل التواصل الاجتماعي، فكل منهما يدير حسابات مزيفة على المنصات الاجتماعية ويمولها، وكشف تحقيق على تويتر للعام 2019 أن غالبية "الحسابات المزيفة والحسابات الآلية" على هذه الشبكة الاجتماعية نشأت في السعودية والإمارات، وكان نشر أخبار كاذبة ضد قادة البلدين أحد أفعال هذه الحسابات للتأثير على الرأي العام.

في حين هاجم محللون سعوديون الإمارات علناً مؤخراً، وانتقدوا دورها في اليمن، في خطوة نادرة تعكس التوترات السياسية والاقتصادية بين الحليفين الخليجيين، وفقاً لتقارير رويترز.

وعلى تويتر يوم السبت قال الكاتب السياسي سليمان العقيلي، الذي يعكس مواقف سعودية رسمية "إذا لم تساعد أبو ظبي في تنفيذ اتفاق الرياض بشأن أزمة جنوب اليمن وواصلت عرقلته، أعتقد أن التوترات السعودية الإماراتية ستستمر".

وقال عبد الله الحطايلة، نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية شبه الرسمية في تغريدة على تويتر "المملكة حكومة وشعباً لن تسمح لأحد بالعبث بأمن اليمن والإضرار به، قد يكون صبرها كبيراً لكن له حدود". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7