طالبان وتطور الأحداث في أفغانستان.. ما هي خيارات موسكو؟

إعداد - رؤى خضور

2021.07.23 - 01:11
Facebook Share
طباعة

يمثل خروج الولايات المتحدة من أفغانستان صداعاً لموسكو التي تخشى أن يؤدي تصاعد القتال إلى دفع اللاجئين إلى حدودها مع آسيا الوسطى، وخلق تهديد جهادي خصوصاً مع تقدم حركة طالبان في الأراضي الأفغانية، بل وحتى إثارة حرب أهلية في دولة سوفيتية سابقة، بحسب دبلوماسي روسي سابق ومحللين.

وأوضح سيرغي لافروف، كبير الدبلوماسيين الروس، أن موسكو من غير المرجح أن تشارك عسكرياً في أفغانستان، لكن مصادر روسية أخرى أفادت أن نزوح اللاجئين إلى طاجيكستان سيشكل تحدياً إنسانياً وقد يتسلل إليها الجهاديون، وفقاً لوكالة رويترز.

في حين أفادت مصادر الروسية أن العمل مع طالبان، التي تعتبرها روسيا رسمياً جماعة إرهابية، جزء من خطتها، ولعل زيارة وفد من طالبان لموسكو مؤخراً جزء من الخطة الروسية، وقال أركادي دوبنوف، المحلل المقيم في موسكو، إن روسيا حرصت على عدم انتقاد طالبان في تصريحاتها الأخيرة.

إذاً ما هي خيارات روسيا بعد استيلاء طالبان على أفغانستان؟

رسم خبير السياسة الخارجية في كوميرسانت، مكسيم يوسين، سلسلة من السيناريوهات، فقد يؤدي فرار عشرات الآلاف من طالبان إلى زعزعة استقرار طاجيكستان وأوزبكستان، وطاجيكستان لن تكون قادرة على إغلاق حدودها ما يستلزم عودة حرس الحدود الروس، وبحسب يوسين قد تتحول أفغانستان قريباً من صداع أمريكي إلى صداع روسي، ويبدو أن المشكلات قد بدأت للتو.

في حين يعتقد بعض المتحدثين لموقع US News أنه يمكن التوصل إلى تسوية مع طالبان، وزعم معلقون آخرون أن تأكيدات طالبان لا يمكن الوثوق بها وأن الحركة عمدت إلى طمأنة روسيا حتى توطد قوتها،
لكن حتى الآن مازالت وجهة النظر الروسية الرسمية هي أن طالبان يمكن حصرها في أفغانستان ويمكن استخدامها لمواجهة داعش، وذلك عندما قررت طالبان تعزيز هذه الآمال بإرسال وفد من مكتب قطر إلى موسكو للمرة الثالثة هذا العام لإجراء محادثات حاولوا فيها تهدئة المخاوف من عودتهم للسلطة، ووعدوا بمحاربة المخدرات وداعش.

لكن الخبراء، الذين تحدثوا إلى موقع MEMRI الإخباري، كانوا متشككين في ذلك، وعلق البروفيسور رستم برناشيف، خبير في أمن آسيا الوسطى "كل من طالبان وداعش عبارة عن مصطلحين لمضمون واحد"، وحذر برناشيف من أنه عندما تدعي طالبان أن خصمهم هو داعش، فهذه مجرد خدعة أيديولوجية للحصول على الدعم من القوى الأجنبية.

كما سخر أندري سيرينكو، مدير المركز التحليلي في الجمعية الروسية للعلماء السياسيين، من وعود طالبان بمكافحة إنتاج المخدرات، التي تشكل عائداتها نصف ميزانية طالبان، أو ضمانات بأن الحرب لن تنتشر خارج حدود أفغانستان.

في حين جادل أندري كازانتسيف، مدير المركز التحليلي لمعهد الدراسات الدولية بجامعة موسكو الحكومية، بأن موقف روسيا جيد وبالنظر إلى وجود قواعد روسية في طاجيكستان وقيرغيزستان قادرة على تقديم المساعدة في حالة حدوث تفاقم على الحدود الطاجيكية الأفغانية، فإن القدرات المتاحة كافية تماماً لمساعدة حلفاء روسيا في ظل منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

أما السيناريو الأكثر سوءاً هو أن تُجبَر روسيا على القيام بعمل عسكري وربما يكون ذلك بالتعاون مع الصين، فإذا جاء الدفع فشلت كل من الخطة (أ) والخطة (ب)، هل ستحل روسيا والصين محل الأمريكيين في أفغانستان؟

رفض أليكسي ماسلوف، القائم بأعمال مدير معهد دراسات الشرق الأقصى في الأكاديمية الروسية للعلوم، هذا الاحتمال معللاً ذلك بأن بكين ليس لديها أي خبرة في عمليات من هذا النوع، وفي المداولات التي تجري اليوم بين موسكو وبكين لم يتم التطرق إلى احتمالات نشر وحدة عسكرية روسية أو صينية أو وحدة عسكرية موحدة في أفغانستان، لأنها ستؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.

كذلك رفض أليكسي مالاشينكو، الأستاذ وكبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، الفكرة أيضاً ويرى أن هناك إمكانية لإشراك الدبلوماسية الروسية والعسكرية في احتواء أفغانستان، وبالتالي ستهتم موسكو بوجود سياسي وعسكري يحيط بالبلاد.

في حين بدا الكاتب العسكري، بافيل فيلجنهاور، أقل تفاؤلاً بشأن الموقف ولم يستبعد التدخل العسكري المشترك من قبل روسيا والصين وقال "في حال زعزعة الاستقرار الأفغاني يمكن أن تمتد الفوضى إلى الحدود مع الجمهوريات السوفيتية السابقة، وقد يتحول هذا السيناريو إلى كارثة إقليمية لكل من الصين وروسيا، وعندئذٍ فإن اشتراك الروس والصينيين في العمليات العسكرية ضد الإسلاميين في آسيا الوسطى أمر ممكن". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1