ما الأسباب التي أدت لوقوع مأساة فيضانات اوروبا؟

اعداد جوسلين معوض

2021.07.19 - 09:20
Facebook Share
طباعة

طقس استثنائي
أوضح عالم المناخ جان جوزيل أن "الكتل الهوائية المحملة بنسبة كبيرة من الماء، بقيت في مكانها في الأجواء 4 أيام بسبب درجات الحرارة المنخفضة".
والنتيجة هي هطول أمطار غزيرة -بين 14 و15 يوليو/تموز الجاري- وصل منسوبها إلى ما بين "100 و150 مليمترا" أو ما يعادل شهرين من الأمطار، وذلك وفق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
ورغم أن المنطقة معتادة على هطول أمطار غزيرة، كانت هذه التساقطات "استثنائية من حيث كمية المياه التي تدفقت ومن حيث شدتها"، وذلك وفق كاي شروتر عالم الموارد المائية في جامعة "بوتسدام" (Potsdam)‏، حسبما نقلت "الفرنسية".

تغير المناخ
يحتدم النقاش حول هذه المسألة، فقد ربط سياسيون أوروبيون بين هذه العواصف الشديدة وبين تغير المناخ، بينما اليمين المتطرف في ألمانيا يدحض هذه الفرضية ويتحدث عن "استغلال" لهذه المسألة.
ويعتقد شروتر أنه "في الوقت الحالي، لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن هذا الحدث مرتبط بتغير المناخ"، لكن هذه الظواهر المناخية القصوى أصبحت "أكثر تواترا وأكثر احتمالا" بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ويؤدي ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى زيادة نسبة تبخر الماء من المحيطات والأنهر، وهو ما يتسبب في "دخول كميات أكبر من المياه إلى الغلاف الجوي".
ويمكن لهذه الظاهرة أن تزيد من احتمالات هطول أمطار غزيرة وعنيفة، وفق الباحث.
وعموما، يزداد احتمال حدوث ظواهر مناخية قصوى بسبب تغير المناخ، وفقا لهيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة.

المجاري المائية غير المحمية
أدى هطول الأمطار الغزيرة بشكل مفاجئ إلى تضخم العديد من الأنهر الصغيرة وروافد أنهر لا تملك القدرة على احتواء هذه النسبة الهائلة من المياه والتي لم تكن محمية ببنوك مرتفعة بما فيه الكفاية.
وقال أرمين لاشيت -رئيس منطقة "شمال الراين وستفاليا"- إن "نهر الراين معتاد على الفيضانات، أما المشكلة الكبرى فهي الأنهر الصغيرة وروافد الأنهر".

عدم الاستعداد
تتهم بعض وسائل الإعلام وخبراء ألمان السلطات بأنها لم تصدر إنذارات في وقت مبكر كافٍ للسكان.
وقالت هانا كلوك -أستاذة الموارد المائية في جامعة "ريدينغ" (Reading) بالمملكة المتحدة- إن "خبراء الأرصاد أصدروا تحذيرات، لكن لم تؤخذ على محمل الجد والاستعدادات لم تكن كافية".
بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في الوعي بهذه الأخطار بين السكان الذين يعيشون في المناطق المعرضة للفيضانات.
وقال رئيس الهيئة الحكومية المتخصصة بالكوارث الطبيعية أرمين شوستر إن "بعض الضحايا قللوا من أهمية الخطر ولم يحترموا قاعدتين أساسيتين أثناء هطول الأمطار الغزيرة؛ الأولى تجنب الأقبية التي تدخل فيها المياه، والثانية قطع الكهرباء على الفور".
وقد عُثر على عشرات القتلى في أقبية منازلهم.

التخطيط الحضري
يشير بعض الخبراء بأصابع الاتهام إلى التخطيط الحضري في غرب ألمانيا في قلب "الموزة الزرقاء"؛ المركز الاقتصادي لأوروبا.
وقال جان جوزيل "أدى التحضر -وهو أمر مهم في هذه المناطق- دورا. وتساءل هل كانت الخسائر مرتفعة بهذا الشكل (لو حدثت) قبل 40 عاما؟
وتمنع معالجة الأراضي المياه من التسرب إلى التربة التي لم تعد تلعب دور الإسفنج، وهو ما يزيد من خطر الفيضانات. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1