سوريون : الأعياد لم تعد تمرّ علينا

وكالة أنباء آسيا - نور ملحم

2021.07.16 - 06:24
Facebook Share
طباعة

 مع اقتراب عيد الأضحى، حرم السوريين من ممارسة طقوس الفرح  كما اعتادوا منذ زمن قديم، خصوصاً مع تفاقم الأزمة الاقتصادية .

ورغم مشهد الازدحام الكبير في أسواق الألبسة الجاهزة ، فإن حركة إقبال المواطنين على الشراء ضعيفة جداً بسبب ارتفاع الأسعار الخيالي الذي يفوق قدرة الناس الشرائية عشرات الأضعاف.

تقول أم عصام:  وهي أم لطفلين  لوكالة أنباء أسيا الأعياد لم تعد تمرّ علينا أمثالنا نسوا شيئاً اسمه فرح وأعياد، وهمهم الوحيد حالياً تأمين الأكل والشرب اليومي لأطفالنا،  بهذه الأسعار لا يمكن أبداً شراء ثياب جديدة للأطفال، فالأحوال المادية لا تسمح بذلك، وبالتالي «بات العيد مثله مثل باقي الأيام؛ لا بل أيام العيد أصبحت ممزوجة بغصة كبيرة، لأننا لم نعد نستطيع عيشها كما في السابق. 

تهرب من الواقع 

اعتاد السوريون  ممارسة طقوس خاصة بعيدي الفطر والأضحى، والاستعداد لاستقبالهما قبل أيام من قدومهما بإظهار الفرح وشراء الملابس الجديدة لأفراد العائلة كافة، وأنواع كثيرة من الحلويات والسكاكر، والتواصل خلالها مع الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران وتبادل التهاني بهما.

يتحدث بشير (50عاما) بغصة لوكالة أنباء آسيا اتهرب من 10 أيام من طلبات زوجتي وأطفالي لعدم قدرتي  على تلبية رغبتهم بشراء ملابس جديدة للعيد، فكسوة ولد واحد تحتاج إلى مرتب شهرين  ولم تعد هناك مدخرات بسبب الارتفاع اليومي للأسعار وتضخم مصاريف العائلة.

ارتفاع 800% 

ورغم تشديد وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على أصحاب المحال التجارية ضرورة الإعلان وبشكل واضح عن الأسعار، فإن المتجول في الأسواق نادراً ما يرى قطعة ملابس معروضاً عليها سعرها.

الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف أكد في تصريح لوكالة أنباء آسيا أن أسعار الألبسة ارتفعت إلى حدود لا توصف لتصل نسبة الزيادة إلى 800 بالمئة، بمعدل 8 أضعاف، فالعائلة

المكونة من 5 أشخاص بحاجة إلى كسوة عيد تتجاوز الـ 700لف ليرة، وتصل مليون ليرة سورية  بالنسبة لبعض الألبسة ونوعيتها من بعض المحال والأسواق، وذلك حسب اختلافها بين رجالي أو نسائي أو ولادي، حتى إن الألبسة التي يوجد عليها تخفيضات يكون مربحها أكثر من غيرها.

مشيراً إلى أن الطلب انخفض بشكل كبير نظراً لانخفاض القدرة الشرائية عند العديد من المواطنين وتوجه المدخرات وغيرها إلى الأكل والشرب، إضافة إلى التوجه لمحال الألبسة المستعملة التي تتوافر فيها بجودة أفضل وسعر أقل.

لافتاً إلى أن الحلقة  الأساسية المفترض ضبطها بشكل كبير هي تاجر المفرق (البائع) الذي يلزم العمل على منحه فواتير مرتفعة على عكس الغذاء والمواد الأخرى، وخاصة أن لدى المعامل تبريرات جاهزة لتقديم الفواتير والأسعار.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 6