تداعيات استراتيجية بايدن في اليمن

إعداد - رؤى خضور

2021.07.15 - 09:16
Facebook Share
طباعة

 بعد أكثر من ستة أعوام من حرب السعودية على اليمن وما يقرب من 60 ألف غارة جوية سعودية وقصف المناطق السكنية والمرافق الصحية والمنازل والمدارس والأسواق ومخازن المواد الغذائية والبنية التحتية الحيوية، وفقاً لمشروع بيانات اليمن، مازال اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ولعل المسبب الأكبر لهذه الأزمة هو الحصار الشامل الذي تفرضه السعودية، والذي لم ينجح سوى في تجويع اليمنيين.

وفي وقت سابق من هذا العام، قال منسق مساعدات الأمم المتحدة لليمن، مارك لوكوك، إن 16 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان، يعانون من الجوع، ومنهم خمسة ملايين على شفا المجاعة، وقال لوكوك إن اليمن قد يواجه أسوأ مجاعة "من صنع الإنسان" شهدها العالم منذ عقود، وفقاً لوكالة رويترز.

كما تشهد البلاد تدهوراً اقتصادياً حاداً، حيث شهد الريال اليمني يوم الأربعاء أدنى مستوياته، إذ بلغ 1،003 مقابل الدولار، وفقاً لوكالات الأنباء المحلية.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة The Jerusalem Post تحليلاً في 13 تموز/يوليو، حول استراتيجية الرئيس الأمريكي جو بايدن في اليمن، والذي أعلن في أول خطاب له عن أنه سينهي الدعم الأمريكي لـ "العمليات الهجومية" في الحرب على البلاد، وتركزت استراتيجيته حول الموازنة بين تقليل مشاركة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط دون خسارة الحلفاء الرئيسين في المنطقة، بما في ذلك السعودية.

على سبيل المثال، بدأت واشنطن بسحب بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ من السعودية منذ نيسان/أبريل، في الوقت ذاته، كان بايدن يشير إلى السعوديين بأن الولايات المتحدة مازالت تقدر الشراكة معهم، حتى بعد صدور التقرير في وقت سابق من هذا العام والذي يربط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، كان رد الإدارة صامتاً.

لكن، بحسب المقال، فإن مثل هذه القيود على "العمليات الهجومية" لا تعني بالضرورة أن الولايات المتحدة لم تعد تدعم التحالف الذي تقوده السعودية، فعلى سبيل المثال، مازالت القوات الأمريكية تساعد الطائرات السعودية في حماية الطائرات الحربية في الجو.

في حين أن الشق التالي من الاستراتيجية يكمن في الدبلوماسية المتزايدة، وقال بايدن نفسه "نحن نكثف دبلوماسيتنا لإنهاء الحرب في اليمن، لقد طلبت من فريقي في الشرق الأوسط ضمان دعمنا للمبادرة التي تقودها الأمم المتحدة لفرض وقف إطلاق النار، وفتح قنوات إنسانية، واستعادة محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة"،

ودعماً لهذا الهدف، تم تعيين تيم ليندركينغ مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة إلى اليمن، وهو أول من يشغل هذا المنصب منذ بدء الحرب.

وتكمن إستراتيجية ليندركينغ الرئيسة منذ توليه المنصب في التركيز على اللاعبين الإقليميين، بما في ذلك الجولات في المنطقة، وذهب في الآونة الأخيرة إلى السعودية والأردن وعمان والإمارات للقاء كبار المسؤولين واليمنيين لمناقشة الأزمة، كما تغيرت نغمة واشنطن تجاه حركة أنصار الله، ففي شباط/فبراير، ألغى وزير الخارجية أنطوني بلينكين تصنيف الحركة على أنهم منظمة إرهابية، ما عكس قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وفي 25 حزيران/يونيو، علق ليندركينغ على هذه الخطوة بقوله "الولايات المتحدة تعترف بهم كجهة شرعية، ولا أحد يمكن أن يتمنى إبعادهم أو خروجهم من الصراع ، لذلك دعونا نتعامل مع الحقائق الموجودة على الأرض".

وترى الصحيفة أنه من المرجح أن يهدف هذا الاعتراف بأنصار الله إلى زيادة القنوات الدبلوماسية معهم في محاولة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع، لكن لم تجر حتى الآن محادثات مباشرة بين ليندركينغ وأنصار الله.

والسؤال هل نجحت استراتيجية بايدن؟ 

حتى الآن لايبدو كذلك، إذ مازال الحصار مفروضاً من قبل السعودية، ومازالت الحرب قائمة، والخاسر في الصراع هو الشعب اليمني، الذي يعاني من سوء التغذية وتفشي المرض في واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم، ولا يبدو أن استراتيجية بايدن في الوقت الحالي ستنهي الصراع، ما يثير السؤال الأهم: هل ستنتهي الحرب في اليمن إطلاقاً؟

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 8