القوات الخاصة الصينية وسيلة الصين لمدّ نفوذها في العالم

2021.07.15 - 05:06
Facebook Share
طباعة

 نشر موقع صحيفة "غلوبال تايمز" مقالاً حول القوات الخاصة الصينية التي قد تكون أداة لمدّ نفوذ الصين في العالم. وسلّط الكاتب في مقاله الضوء على هذه القوات حيث أنها لا تحظى بشهرة عالمية تذكر، بل إن هناك قوات خاصة لدول أقل منها عسكرياً بكثير تتمتع بشهرة أكبر مثل القوات الخاصة الباكستانية، ولكن اليوم يجب على العالم أن يهتم بهذه القوات التي قد تكون سلاح بكين القادم.
 

لا يمكن مقارنة شهرة القوات الخاصة الصينية بالقوات الخاصة العالمية ذات الصيت الواسع النطاق، مثل"دلتا" الخاصة الأمريكية، وفرقة "سبيتسناز" الخاصة الروسية، بالإضافة إلى قوات الخدمات الجوية الخاصة البريطانية (المعروفة اختصاراً بقوات "ساس" SAS).

بصرف النظر عن عدم شهرتها، فإن القوات الخاصة الصينية موجودة، وقد تزايد حجمها وتعقيدها وانتشارها العالمي، وفقاً إلى "مكتب الدراسات العسكرية الأجنبية" (FMSO) التابع للجيش الأمريكي. وتشير البيانات المتاحة إلى أن هياكل هذه الوحدات باتت أكثر فاعلية، وأن تدريباتها أصبحت أكثر واقعية وتأهيلاً.

ولفت الكاتب في المقال إلى التحسينات التي قامت بها الصين في القوات الخاصة الصينية حيث أدخلت هذه التحسينات خلال هذا الصيف في إطار أول تقييم شامل تُجريه لقواتها الخاصة. وقال التقرير الصادر عن مكتب الدراسات العسكرية الأمريكي، إن التدريبات التي جرت تحت عنوان "جندي العمليات الخاصة الخارق 2018" ضمَّت "اختبارات لجميع مستويات القيادة بتلك القوات، وشملت مستويات اللواء والكتيبة والسرية والوحدات والفرق".

كما أشار التقرير إلى أنه "في حين أن التغطية الإعلامية الأبرز للتدريبات انصبَّت على اختبارات مهارات القوات الخاصة، مثل الانتشار السريع للمروحيات والعمليات الليلية وهجمات القناصة، فإن الأرجح أن يكون الهدف الأساسي للتمرين هو اختبار قدرات القيادة" لدى هذه القوات.

أُنشئت وحدات العمليات الخاصة الصينية حديثاً. وقال تقرير صادر عن مكتب الدراسات العسكرية الأمريكي نشرته مجلة OE Watch التابعة له في عدد آب/أغسطس الماضي، إن "الجيش الصيني أنشأ وحدات القوات الخاصة التابعة له لأول مرة في التسعينيات، ثم استمر في اتّباع ذلك بإنشاء وحدات إضافية أخرى، حيث أنشأت الفروع الأخرى لجيش التحرير الشعبي الصيني وحدات (قوات العمليات الخاصة) SOF، ذات المهارات المتخصصة على مدار العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".

وعلى هذا النحو، بات لدى كل فرع من فروع الجيش الصيني كتيبة أو لواء من القوات الخاصة التابعة له.

وأضاف الكاتب في المقال تدريباتها باتت أكثر واقعية، فقد أشار تقرير مكتب الدراسات العسكرية الأمريكي إلى أن "تزايد مستوى الواقعية في تدريبات تلك القوات، لاسيما إنشاء ألوية الطيران التابعة للجيش الصيني، والتي تشكل العمود الفقري للألوية التابعة لقوات العمليات الخاصة، هي خطوات مهمة في تكوين قوة ذات فاعلية من الناحية التشغيلية".

وبحسب ما وُرد في المقال فإن التقرير الأمريكي يوضح أن "نشر التقييمات الخاصة بتدريبات (جندي العمليات الخاصة الخارق 2018)، أو غيرها من التدريبات المستقبلية الخاصة بتلك القوات، يُنتظر أن يوضح مدى تقدم الجيش الصيني في خطواته التنفيذية لهيكل القيادة الجديد".

أما فيما يتعلق بقوات الكوماندوز الخاصة البحرية، فقد أنشأت القوات البحرية للجيش الصيني وحدات "جياولونغ" ("تنين الماء") في عام 2002. وقد شاركت تلك القوات في عام 2015 في إجلاء رعايا أجانب من مناطق النزاع في اليمن، وفي عام 2017 استعادت الوحدات نفسها سفينة شحن مخطوفة من قراصنة صوماليين في خليج عدن، وذلك ضمن دوريات الصين لمكافحة القرصنة في المنطقة".

ويلفت التقرير الصادر عن مكتب الدراسات العسكرية الأمريكي إلى أن "هذه الوحدة العسكرية وإن استخدمت بالأساس حتى الآن لتوفير مادة تعبوية من مقاطع الفيديو ودعاية التجنيد بالبحرية الصينية، فإن  ذلك لا ينبغي أن ينتقص من حقيقة أن القوات البحرية الخاصة كانت لها أدوار مهمة في تمكين الصين من شنِّ عمليات هجومية ناجحة عبر ميادين عسكرية مختلفة. ويظهر مقطع فيديو لتدريبات وحدة (جياولونغ) الخاصة مشاركةً للوحدة في مجموعات متنوعة من البيئات، من الصحراء إلى الجبال المتجمدة، ومن وحدات التسلل المحمولة جواً إلى الوحدات البرية والوحدات العاملة تحت سطح الماء".

وصرح قائد إحدى السرايا التابعة للضفادع البشرية الصينية لوسائل إعلام حكومية أن معدل نجاح القوة في تنفيذ عملياتها بلغ نحو 88.8%.

وكما هو الحال في الولايات المتحدة، يشعر كل فرع من فروع القوات بضرورة أن تكون له وحدة عمليات خاصة تابعة له، ومن ثم فإن القوات الجوية الصينية بات لديها لواء كوماندوز خاص بها. ففي عام 2011، أنشأت القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني وحدة "آلهة الرعد" الخاصة.

وذكر تقرير مكتب الدراسات العسكرية الأمريكي أن "وحدة آلهة الرعد، التي تضم نخبة من المظليين، عملت كمنصة اختبار للابتكارات في القوات المحمولة جواً. إنهم يتدربون على القفز بالمظلات من طائرات مختلفة، واستخدام مختلف تشكيلات المظلات والمناورات. وقد التحق أعضاء من (آلهة الرعد) بمدرسة هانتر العسكرية في فنزويلا لتعلُّم المهارات الخاصة بحروب الغابات، وشاركوا في عديد من مسابقات القوات الخاصة الدولية".

وتابع الكاتب مشيراً إلى أن هذه القوات تركز على تعزيز قدراتها على التنقل جواً، وهكذا ستصبح أداة الصين الجديدة. وتقول القاعدة التقليدية إن القوات الخاصة تكون جيدة بقدر ما تكون وسائل نقلها كذلك، ومن ثم عمدت الصين إلى تطوير قدراتها على نقل القوات الخاصة إلى الأماكن ذات الحاجة إليها. ويشير تقرير مكتب الدراسات الأمريكي إلى أن "الصين كانت تفتقر تقليدياً إلى طائرات النقل اللازمة للاضطلاع بالعمليات الكبيرة لنقل القوات المحمولة جواً، لكن مع دخول طائرات النقل العسكري الضخمة من طراز (شيآن واي 20) إلى الخدمة والتحسينات التي أُدخلت على الطائرات الأصغر حجماً، فإن الوضع التقليدي أصبح يتغير. ورغم أن هذا الوضع لا يزال في مراحله الأولى، فقد وضعت وحدات القوات الخاصة التابعة للجيش الصيني، مثل وحدات كوماندوز "آلهة الرعد"، أساساً مهماً لبناء رادع استراتيجي قوي وقدرةٍ على استعراض نوعٍ من القوة وفرض النفوذ".


كل ذلك يقود إلى سؤال ملح: هل التحسينات التي تجريها القوات الخاصة الصينية تعني أن الاعتماد عليها سيزيد كما تفعل أمريكا؟

الواقع أن القوات الخاصة لطالما كانت أداةَ أمريكا لشن حروبٍ صغيرة بأثمان بخسة، والتي اعتمدت فيها على فرق صغيرة من جنود النخبة، بدلاً من أعداد كبيرة من القوات النظامية باهظة التكاليف والمثيرة للحساسيات السياسية.

في ختام المقال يرى الكاتب أن الصين عندما تبدأ في مدِّ نفوذها في جميع أنحاء العالم، سيكون من المفاجئ ألا تفعل الشيء نفسه وتلجأ إلى القوات الخاصة، بوصفها أداة لفرض نفوذها وتوسيع نطاق هيمنتها.


www.globaltimes.cn/page/202107/1228715.shtml

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 7