" في سوريا ".. الطب البديل هو الحل بعدما أصبح ظرف السيتامول بـ 1000 ليرة

وكالة أنباء أسيا - نور ملحم

2021.06.22 - 05:31
Facebook Share
طباعة

ليس غريباً أن يلجأ السوريون إلى محال التداوي بالأعشاب، والطب البديل بعدما نال ارتفاع أسعار الدواء السوري امن الجيوب المنهكة للمرضى، وصلت لأضعاف مضاعفة من سعرها
تصطف العقاقير في إحدى محال العطارة تتقاسم الرفوف القديمة في متجر يعمل فيه السبعيني " راتب الشامي " لا يخفي لوكالة أنباء آسيا تزايد الطلب على أصناف من الأعشاب في متجره، ويقول "يشتري الزبائن من متجري الأعشاب ذات الفوائد الطبية مجدداً ومن أصحاب المتاجر الأخرى من العطارين زاد عندها الطلب في الآونة الأخيرة".
لا يعلم العطار مردّ إقبال الناس على الأعشاب بعدما هجروها في أوساط القرن الماضي، لكنه يعلم جيداً أن الأسعار التي يشتري بها زوار محله زهيدةً، ارتفعت بشكل طفيف أمام الارتفاع الجنوني لأسعار الدواء في الصيدليات.
الاستغناء عن الأدوية
طبّ الأعشاب أو ما يُعرف بالطب العربي، كان أحد الوسائل البديلة أو المساعدة في التداوي من بعض الأمراض التي إن تم الكشف عنها لا يوجد أدوية لعلاجها، فلجأ الكثيرون إلى أطباء الأعشاب للتداوي
حيث يستغني السوريون ممَن لا يملكون أثمان الأدوية المرتفعة عن الدواء لا خيار لديهم إلا الوصول إلى أقرب محل عطارة لأخذ كمشة من أعشاب "الزهورات" لوقف أوجاع "المعدة أو الرشح والزكام وغيرها"، بدلاً من أن يدفع مبلغاً مضاعفاً لعدد قليل من الحبوب المسكنة للآلام.
عفراء المحمد ربة منزل وهي أحد مرضى السكري تقول لوكالة أنباء آسيا “مشكلتي أنني لا أستطيع الاستغناء عن دواء السكري لكوني أعاني من هذا المرض منذ سنوات ولكن الذي حدث مؤخرا بأن أدوية السكري فقدت من الصيدليات، وإن وجدت فهي مرتفعة السعر وأمام هذه المشكلة وصف لي أحد العطارين زيت بذر الكتان، وبعد استخدامه وجدت الفرق، ليس له من أعراض جانبية، كما أنه متوفر وبكثرة لدى العطارين وبسعر مقبول .
تسعيرة الحكومة ...
تعرض قطاع الأدوية في سوريا لنكسة كبيرة، بعد أن كان يغطي 90 بالمئة من حاجة البلاد، فكان للحصار الاقتصادي وتوتر الأوضاع الأمنية أثر سلبي كبير على هذا القطاع، عدا عن الاعتداء على المعامل وصعوبة النقل، مع ارتفاع سعر صرف القطع الأجنبي، ما جعل عملية تأمين الأدوية أمراً صعباً بحسب البيان الصادر عن نقابة الصيادلة في سورية
الحكومة تبرر...
والتي بررت أن رفع سعر الدواء للمرة الرابعة على التوالي هو لإنقاذ ما تبقى من القطاع فالمعامل تتكبّد خسائركبيرة، ما يجعل رفع سعر الدواء حاجة ليس فقط بسبب المواد الأولية الدوائية المستوردة، بل لأن الصناعة الدوائية كاملة فيها استيرادات أخرى، من علبة الكرتون إلى ورقة النشرة والتغليف الداخلي، وكل ذلك يتم استيراده ودفع ثمنه بالقطع الأجنبي فضلاً عن تكاليف الجانب التشغيلي، المرتبط بالقطع التبديلية والآلات وصيانتها والمخابر الدوائية التي تفحص كل المواد الواردة مسبقاً قبل تصنيعها والمواد المنتجة، للتأكد من جودتها ودقتها وهي ذات كلفة عالية جداً
يبرر الصيدلي يوشع العزب لوكالة أنباء اىسيا هذه الارتفاعات المتوالية بأنها تسعيرة رسمية من الجهات الدوائية، رغم أن هذه الارتفاعات ليست لمصلحة الطبيب "المرضى أو الزبائن يمتعضون من ارتفاع الدواء ويرمون باللوم علينا في وقت نحن نريد أن تبقى الأسعار ثابتة ولا ترتفع لأنه زيادة بالتكاليف علينا لذلك يلجؤون إلى العلاج بالأعشاب عند العطارين .
قرارات غير واضحة
عودة متاجر العطارة إلى الواجهة بالدواء الطبيعي، على الرغم من تحذيرات الأطباء بضرورة الاستفسار ومراجعة الاختصاصيين، فيما الفقراء لا يأبهون بتلك النصائح لأن تكاليف مراجعة الطبيب هي أيضاً حلقت صعوداً مع ارتفاع الدولار والأسعار في بلد يرزح تحت نير حرب اقتصادية لا تتوقف جاء بعدما رفعت اللجنة الفنية العليا للدواء الخميس الماضي أسعار الأدوية المحلية بنسبة 30 بالمئة بهدف معالجة الانقطاع الحاصل في العديد من الزمر الدوائية المصنعة محلياً وكان المجلس العلمي للصناعات الدوائية طالب قبل إصدار قرار تعديل الأسعار بضرورة التدخل من وزارة الصحة وإحداث تعديل في أسعار العديد من الزمر الدوائية، وذلك وسط الصعوبات التي تواجه المعامل على صعيد ارتفاع أسعار المواد الأولية وسعر الصرف.
الخبير الاقتصادي د عامر شهدا أكد لوكالة أنباء اىسيا أن القرارات الصادرة عن الحكومة غير واضحة ولا تناسب دخل المواطن السوري لافتاً إلى ما يُفهم من موقف الحكومة من الزيادة الأخيرة في أسعار الدواء سوى أمرين اثنين؛ يتعلق الأوّل بتحقيق مكاسب ضريبيةٍ جرّاء أرباح المنشآت على حساب المرضى، والثاني تثبيت سعر صرفٍ يتجاوز 300 ليرةٍ، وتلبية مطالب عددٍ من مصنّعي الدواء. أما القضية المهمة في هذا القرار فهي زيادة الأعباء على ما تبقى من الشعب السوريّ، وهو على ما يبدو نهجٌ حكوميٌّ بامتياز. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 1