قطر ومصر تترك ما مضى يمضي

إعداد - رؤى خضور

2021.05.07 - 09:54
Facebook Share
طباعة

 منذ التوقيع على إعلان العلا في كانون الثاني/يناير لإنهاء الخلاف القطري رسمياً مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، كان التقارب المصري القطري من بين الأسرع تطوراً، ففي غضون أسبوعين من توقيع الاتفاقية، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة والدوحة اتفقتا رسمياً على استئناف العلاقات الدبلوماسية، وبذلك كانت مصر أول دولة في المجموعة تفعل ذلك. 


وبالرغم من تجدد العلاقات، ما زال هناك تحديات وخلافات سياسية أساسية بين البلدين متعلقة بقضايا الأمن الإقليمي، ودور الحركات الإسلامية السياسية، فعلى سبيل المثال، تدعم الدوحة جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها القاهرة لعنة، لكن يمكن للقيادة المصرية الاستفادة من هذا التقارب بما يتعلق بالشأن الليبي، فقد يساعد التواصل المصري القطري الجديد في طمأنة مصر بأن القوات الموالية لقطر وتركيا في ليبيا، واللتين دعمتا حكومة الوفاق الوطني، لن تشكل تهديداً على حدود مصر الغربية، كما أن التواصل المصري مع قطر في ليبيا قد يساعد أيضاً في إفساح المجال لزيادة الحوار المصري مع تركيا، فضلاً عن أن قطر يمكنها القيام بدور فعال في الجدل الدائر حول سد النهضة، إذ تمتلك قطر استثمارات كبيرة في كل من إثيوبيا والسودان، ولها مصلحة في التوصل إلى حل ودي للأزمة الحالية، لذلك يمكنها المساعدة في تهدئة التوترات بين الأطراف المتنازعة، وذلك بلعب دورٍ غير مباشر، حيث تدعم وتسهل التعاون المصري والسوداني، بينما تضغط على إثيوبيا لتليين موقفها.


كيف تنظر واشنطن إلى العلاقات القطرية المصرية؟

لا شك أن التقارب بين قطر وجيرانها هو الهدف الأمريكي منذ بدء الخلاف مع قطر في العام 2017، وهذا التقارب عامل إيجابي يصب في مصالح الولايات المتحدة، ويمكنّها من السماح لقطر ومصر وجيرانها بالتركيز على المجالات ذات الأرضية المشتركة والاهتمامات المشتركة للولايات المتحدة، بما في ذلك إيران بالرغم من أن المسؤولين الأمريكيين قد يرون تحديات محتملة في العلاقات المصرية القطرية المتنامية، فعلى سبيل المثال، إمكانية دعم قطر للعلاقات المصرية المتزايدة مع تركيا ستجمع بين حكومتين أظهرتا تمرداً بشراء الأسلحة الروسية، لكن في نهاية المطاف، من المرجح أن يؤدي التعاون القطري المصري المتزايد إلى مزيد من التماشي مع مصالح إدارة جو بايدن في زيادة الدبلوماسية في المنطقة في وقت تعيد فيه الولايات المتحدة تقييم تواجدها العسكري، الأمر الذي يجلب احتمالات إيجابية أكثر بكثير من المخاطر للقاهرة والدوحة، ولمصالح الولايات المتحدة في المنطقة.


وفي كافة الأحوال، سيستغرق التعاون القطري والمصري في أيٍّ من هذه القضايا وقتاً، وسيتطلب بناء الثقة أولاً، بما في ذلك تخفيف الخطاب النقدي المستمر الذي يشيع استخدامه من قبل وسائل الإعلام المدعومة من الدولة في كلا البلدين تجاه بعضهما.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 1