زيارة لودريان ورسالة حازمة

اعداد رامي عازار

2021.05.06 - 01:25
Facebook Share
طباعة

 
بكثير من الحذر تترقب الأوساط السياسية اللبنانية مشاورات وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، الذي وصل في ساعة متأخرة من ليل أمس بيروت. 
وقد حال الوصول المتأخر لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت الى ما بعد منتصف الليل الفائت دون تمكن الكثيرين من المعنيين الرسميين والسياسيين من تلمس بعض المعطيات الدقيقة التي تتضمنها زيارته التي توصف على نطاق واسع بانها ستكون حاسمة لمسار المبادرة الفرنسية في لبنان ابنة الثمانية اشهر وتاليا لمصير أزمة تشكيل الحكومة الجديدة . 
الاّ أن لودريان مهّد لزيارته عبر رسالة عالية النبرة وجهها الى المسؤولين عبر تويتر قال فيها: "سأكون في لبنان يوم غد (اليوم) موجهاً رسالة شديدة اللهجة الى المسؤولين السياسيين ورسالة تعبر عن تضامننا التام مع اللبنانيين وسنتعامل بحزم مع الذين يعطلون تشكيل الحكومة . لقد اتخذنا تدابير وطنية وهذه ليست سوى البداية ". وأضاف: تؤكّد زيارتي أيضًا تضامن فرنسا في مجال التعليم والطبابة والآثار، ودعمها اللبنانيين الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل بلدهم" .
لا يزال جدول مواعيد لودريان غير واضح، على وقع تجنب الجانب الفرنسي الكشف عن كل برنامج زيارة الوزير لودريان الى لبنان وحصرها بمواعيد معلنة مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعدالحريري والبطريرك الماروني بشارة الراعي،فمرده الى استمرار الاتصالات لتحديد مواعيد بقية لقاءاته والتي عرف منها لقاء مرتقب مع المطران الياس عودة في مقر البطريركية ولقاء مع ممثلي المجتمع المدني وزيارة لمؤسسة عامل ولقاءات بمقر السفارةمع ممثلي الاحزاب والاطراف السياسيين الستة، التيار الوطني الحر، حزب الله، الكتائب، القوات اللبنانية، الحزب التقدمي الاشتراكي والمردة.
وتوقعت المصادر ان يبلغ لودريان المسؤولين رسالة حازمة لحثهم على تشكيل الحكومة ويكشف الأسماء والجهات التي تتولى تعطيل تشكيل الحكومة. 
وعليه يبقى حبس الأنفاس سيد الموقف، أجمعت اكثر من جهة معنية بزيارة وزير الخارجية الفرنسي وباللقاءات التي سيجريها على ان البلد سيكون امام  ساعات مفصلية، لأن مهمة لودريان لم تعد تحتمل الأجواء والانطباعات والمعلومات التي سبقت وصوله أي مواقف نصفية او تقديرات مبهمة. ففيما هو يحمل في يد الحوافز الفرنسية والأوروبية من اجل تشجيع اللبنانيين على الانخراط الحازم في ورشة انقاذية إصلاحية تتولاها حكومة المهمة الانقاذية، يحمل باليد الأخرى سيف العقوبات التقييدية لشخصيات لبنانية ستتهم بإعاقة الحل السياسي الإصلاحي، وتاليا تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة. كما ستتهم شخصيات أخرى بالتورط في الفساد. ولعل المفارقة اللافتة تمثلت في ان معظم المعطيات استبقت زيارة لودريان باستبعاد اختراق او انفراج جدي من شأنه ان يطلق عملية تشكيل الحكومة ويخرجها من نفق الابتزاز والتعطيل الا اذا كان في جعبة رئيس الديبلوماسية الفرنسية امر طارئ ما يبدد مجمل الانطباعات المتشائمة وينقذ في الوقت نفسه المبادرة الفرنسية نفسها من مصير سلبي يتهددها، بحسب "النهار".
 
وبحسب المعلومات فإنّ لودريان يعتزم القول مجدداً للقيادات اللبنانية إنهم سبق أن التزموا أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتنفيذ خريطة الطريق التي رسمها لإنقاذ لبنان، وبالتالي ما عليهم الآن سوى أن ينفذوا التزاماتهم وإلا تعرضوا لعقوبات فرنسية متدرّجة، تبدأ بمنع دخولهم الأراضي الفرنسية.
 
و أكدت مصادر "الديار" أن لودريان ياتي الى بيروت بقرار رئاسي حاسم لا يتعلق بالاجراءات الرادعة التي تحدث عنها مؤخرا بحق المعطلين بل ايضا وضع المسؤولين اللبنانيين امام حقيقة الحسم الفرنسي : تشكيل الحكومة فورا وإلّا تحملوا النتائج.
 
في المقابل، نصحت مصادر سياسية مطلعة عبر "اللواء" بانتظار ما يحمله الوزير الفرنسي من رسائل مباشرة تتصل بالملف الحكومي وقالت أنه لن يخرج عن سياق ما أعلنه سابقا من مواقف مرتفعة السقف، وأتت تغريدته الأخيرة لتصب في هذا السياق.
 
الى ذلك، اعتبرت أوساط سياسية بارزة أن الزيارة ليست ذات أهمية، إلا في حال طرأت مفاجأة جديدة من شأنها خلط الأوراق، وهنا تحدثت الأوساط بكلام جرى التداول به، عن محاولات فرنسية لجمع الحريري وباسيل معاً، على اعتبار أنهما المعرقلان الرئيسيان لتأليف الحكومة، فإذا "تمكّن لودريان من جمعهما، فساعتئذٍ يمكن القول إن الزيارة حققت تقدماً ما"، بحسب "الأخبار".
 
وعشية زيارته لبنان، نسق لودريان مع ماكرون مضمون ما سيحمله من رسائل وما سيقوله مباشرة للرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري حين يلتقيهم. إذ إنه وعلى عكس ما أشيع في بيروت، سيلتقي رئيس الحكومة المكلف لكنّ تحديد موعد اللقاء تأخّر "لأسباب بروتوكولية"، وفق ما شرح دبلوماسي غير معني بالزيارة لـ"نداء الوطن"، موضحاً أنه عموماً لا يؤخذ موعد من رئيس حكومة مكلف طالما أنه لا يمارس مهامه الرئاسية بعد كالرؤساء الرسميين.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 2