المفاوضات الإيرانية الأمريكية المرتقبة: أين "إسرائيل"؟

ترجمة : عبير علي حطيط

2021.04.20 - 04:24
Facebook Share
طباعة

 نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالًا ناقش فيه الكاتب الدور الإسرائيلي في مسار المحادثات النووية القائمة بين أمريكا وإيران. 


حيث قال الكاتب في مقاله إنه لم تؤثر الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية، بينها ناقلات نفط والسفينة العسكرية "سافيز" ومنشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، على المفاوضات الجارية حول الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة، ولم تمنع تقدم هذه المفاوضات أيضًا.


وأضاف الكاتب: "مندوبو شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) والموساد قدّروا، خلال اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، في إطار المفاوضات الجارية حاليًا بوساطة أوروبية في فيينا، بات قريبًا وقد يتبلور خلال أسابيع.


ونقل الكاتب في مقاله عن مصادر مطلعة على مداولات الكابينيت، قولها إنه على الرغم من أن هذه المداولات لم تتناول الاتصالات بين إيران والولايات المتحدة حول استئناف الاتفاق النووي، فإن الموضوع طُرح بصورة هامشية.


وأفادت هذه المصادر بأنه يوجد في الحكومة الإسرائيلية اليوم توجهان حيال طبيعة رد الفعل الإسرائيلي على المفاوضات، وفيما نتنياهو يعارض بشدة استئناف الاتفاق، فإن وزير الأمن، بيني غانتس يقود خطًا بديلًا يدعو إلى دعم اتفاق يكون جيدًا للمصلحة الإسرائيلية.


وأشار كاتب المقال إلى أنه "إذا كانت غاية هذه الهجمات إزاحة الإيرانيين عن طريقهم وفرض تنازلات عليهم في المفاوضات المتجددة حول اتفاق نووي، فإنه يصعب حتى الآن العثور على دليل أن هذه الطريقة ناجحة".


وأضاف "بل أنه يبدو أن الدول العظمى ليست مقتنعة بذلك أيضًا. كما أن أعضاء وفد المفاوضات الإيراني وكذلك مندوبي الولايات المتحدة يتحدثون في الأيام الأخيرة عن تقدم في الاتصالات في فيينا، الهادفة إلى عودة الأميركيين إلى الاتفاق".


ولفت الكاتب إلى تقرير نشرته وكالة "سبوتنيك" الروسية حول اتفاق روسي – إيراني لحراسة حركة السفن الإيرانية في البحر المتوسط. وكتب أنه "إذا اتضح أن هذا التقرير موثوق، فمن الجائز أن تواجه إسرائيل صعوبة في مواصلة الهجمات، التي قد تشكل خطرًا على قواتها خلال احتكاك محتمل مع سفن روسية".


ورأى في مقاله أنه من شأن هذين التطورين أن يدلا على أن إسرائيل، بالرغم من القدرات العسكرية "المثيرة للإعجاب" التي تستعرضها، لا تلعب في ملعب فارغ وليس بمقدورها إملاء سير الأحداث لوحدها. وليس فقط أن لإيران إستراتيجية خاصة بها وقدرة على التمسك بعناد بأهدافها، وإنما الدول العظمى أيضًا لا تُخضع اعتباراتها أمام أجندة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.


وحذر الكاتب من تراكم هجمات إسرائيلية قد تلزم إيران برد عليها الآن أو في مرحلة لاحقة. وأضاف أنه "في الوقت نفسه، يوجد هدف إستراتيجي تصر القيادة الإيرانية على تحقيقه، وهو عودة أميركية إلى الاتفاق النووي، رفع العقوبات المفروضة على إيران وضمان اتفاق لا يضع قيودًا صارمة للغاية على البرنامج النووي".


وتابع أن هذه الاعتبارات قد تكون في أفضلية أعلى من الرد على الهجمات الإسرائيلية. "وفي هذه الأثناء، الانسحاب الأميركي من الاتفاق، في العام 2018، والذي أسهمت فيه ضغوط إسرائيلية على إدارة ترامب، أدى إلى اقتراب إيران بقدر معين من النووي".


ووفقًا إلى ما ذُكر في المقال فإن الولايات المتحدة، بموجب كافة المؤشرات، عازمة على الاستمرار في القناة الدبلوماسية بهدف توقيع اتفاق جديد. وهذه هو الهدف الذي وضعه جو بايدن، لدى توليه منصبه في كانون الثاني/يناير الماضي.


ووصفت صحيفة "واشنطن بوست" العلاقات بين بايدن ونتنياهو بأنها "أقل حميمية" من تلك التي سادت بين نتنياهو والرئيس السابق، دونالد ترامب، وأشارت إلى أن الهجوم في نطنز حوّل الخلافات بين نتنياهو وبايدن إلى مشكلة شديدة. فقد اعتبر الهجوم الإسرائيلي أنه تخريب هدفه المس بالمفاوضات بين إيران والدول العظمى.


ورأى المقال أن هذه الأمور تجعل بايدن ينظر إلى العلاقة مع إسرائيل بمنظور شخصي، وأن كرامته موضوعة في كفة الميزان، لأنه تعهد بالعودة إلى الاتفاق النووي خلال حملته الانتخابية.


وأشار إلى أنه "تظهر تصدعات في التحالف ضد إيران"، خاصة من جانب السعودية، وقد أفادت صحيفة "فايننشال تايمز"، بأن مسؤولين سعوديين وإيرانيين التقوا بوساطة عراقية، على خلفية تغير الإدارة في واشنطن واستئناف المحادثات النووية.


وتطرق الكاتب إلى عقد اجتماع للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، لأول مرة منذ بضعة أشهر، حيث قال أن هذا قد حدث فقط في أعقاب ضغوط ثقيلة مارسها وزير الأمن، بيني غانتس، والمستشار القضائي للحكومة، أفيخاي مندلبليت. وربما هما يشتبهان أيضًا، مثل كثيرين آخرين، بأن إسرائيل تنجر إلى تغيير دراماتيكي في السياسة تجاه إيران من دون توضيح الأمور بشكل كافٍ.


واختتم الكاتب مقاله قائلًا إنه لا يرى حاليًا وجود تفكير إستراتيجي في إسرائيل بما يتعلق بإيران، وإنما تفكير تكتيكي فقط. واعتبر أن على إسرائيل أن تركز على التأثير على موقف الولايات المتحدة في المفاوضات وليس بفرض وقائع على الأرض. وأضاف مبديًا قلقه الكبير من الأداء الإسرائيلي في هذه القضية.

المصدر : https://foreignpolicy.com/.../israel-iran-nuclear-deal.../

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5