كيف سترد إدارة بايدن على قراصنة بوتين؟

إعداد - رؤى خضور

2021.04.20 - 03:23
Facebook Share
طباعة

 أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في كانون الأول/ديسمبر بأنه "لن يقف مكتوف الأيدي" بعد الهجوم الإلكتروني الروسي الأخير على الولايات المتحدة، لكن مع ذلك، يترتب على إدارته أن توضح مدى صعوبة خططها للرد، فقد استخدمت الولايات المتحدة مجموعة من العقوبات على الاختراقات الرقمية لموسكو في الماضي، بما في ذلك فرض عقوبات على جهازي المخابرات الروسيين، وإغلاق القنصليات، وطرد الجواسيس المشتبه بهم، وتستعد واشنطن اليوم لجولة جديدة من العقوبات يمكن أن تعلنها قريباً بعد أن أرسلت إشارات بأنها قد تضع رادعاً أقوى، وهي رسالة أكدها بايدن خلال مكالمة يوم الثلاثاء مع فلاديمير بوتين، تعهد فيها بأن الولايات المتحدة "ستعمل بحزم دفاعاً عن مصالحها الوطنية" رداً على "الاختراقات الإلكترونية والتدخل في الانتخابات".


كما قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي أن الإدارة كانت تخطط لرد أكثر فظاظة، يتمثل بهجوم مضاد سري، وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان في شباط/فبراير إن رد الولايات المتحدة على القرصنة الروسية سيكون "مرئياً وغير مرئي"، وهي عبارة أثارت مزيداً من الأسئلة.


لكن في الحقيقة، قد تكون خيارات الولايات المتحدة للرد محدودة، على الرغم من ترسانة البلاد القوية من الأسلحة الإلكترونية، إذ لطالما أعرب قادة الأمن في الولايات المتحدة عن حذرهم بشأن نشر هجمات إلكترونية هجومية لشل البنية التحتية الحيوية للخصوم أو كشف معلومات حرجة عن قادتهم، خوفاً من إثارة صراع متصاعد ومجهول العواقب، لكن المسؤولين يتفقون على أن أي رد إلكتروني أمريكي يجب أن يترافق مع خطوات تقليدية، مثل العقوبات وقرارات الاتهام، ويقولون إن الولايات المتحدة يجب أن تتجنب المبالغة في رد الفعل تجاه خروقات SolarWinds، خصوصاً أن بعض خبراء الإنترنت قد حذروا بشأن قدرة روسيا المحتملة على الرد بالمثل على الهجمات على البنية التحتية الحيوية مثل شبكتها الكهربائية، فضلاً عن أن إلحاق الولايات المتحدة ضرراً شديداً بالاقتصاد الروسي من خلال العقوبات، يمكن أن تمتد تداعياته الاقتصادية إلى أوروبا وخارجها، وبالتالي التأثير سلباً على السوق الأمريكية.


لذلك تكهن مايكل دانيال، منسق الإنترنت خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما والمدير التنفيذي لتحالف التهديدات الإلكترونية، بأن إدارة بايدن يمكن أن تستخدم براعتها الإلكترونية لفضح النشاط الروسي في دولة حليفة أو دولة أخرى، ولكن ليس الولايات المتحدة.


في كافة الأحوال، فإن أي رد، بما في ذلك الرد الذي يتضمن هجوماً رقمياً مضاداً، سيتطلب من واشنطن دراسة العواقب جيداً بناءً على الأهداف الجيوسياسية الأوسع التي لديها، وحتى في الهجمات التي تريد فيها واشنطن أن تعلن أنها مسؤولة، يجب أن تعي أن الدب الروسي لن يبادل الضربة بالصمت والتجاهل.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 1