وزير الخارجية المصري: جهود مكثفة لتثبيت وقف النار في لبنان وغزة
يبرز الدور المصري حالياً كعامل استقرار رئيسي في المنطقة، حيث تعمل القاهرة على التوفيق بين مصالح الأطراف المختلفة وإدارة الملفات الحساسة في لبنان وغزة يظهر ذلك في جهود دبلوماسية وأمنية واسعة النطاق تهدف إلى منع أي تصعيد يهدد الشعب اللبناني وضمان استقرار قطاع غزة وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لصحيفة الشرق الأوسط أن مصر تعمل على تنسيق مستمر مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية، بما فيها إسرائيل وإيران والولايات المتحدة لتجنب أي تدخلات عسكرية تمس بمصالح اللبنانيين أو تؤثر سلباً على الأمن الإقليمي. وأضاف أن القاهرة تثمّن التقدم الذي أحرزه الجيش اللبناني والحكومة في جنوب الليطاني، تحديداً في فرض سيادة الدولة والسيطرة على المناطق الحيوية مع الالتزام الصارم بخطة وقف الأعمال العدائية الموقَّعة العام الماضي.
في غزة، ركّز عبد العاطي على أن المرحلة الأولى من خطة ترامب نُفذت عملياً، فيما تتطلب المرحلة الثانية تعاوناً دقيقاً مع إسرائيل لضمان انسحاب القوات وإعادة انتشارها وفق المعايير الدولية وقرار مجلس الأمن 2803 وأشار إلى أهمية تفعيل الهياكل الانتقالية المؤقتة، مثل مجلس السلام وقوة الاستقرار الدولية واللجنة الإدارية الفلسطينية، لضمان إدارة شؤون القطاع بطريقة منظمة وفعالة، مع الحفاظ على الأمن الداخلي ضمن صلاحيات الشرطة الفلسطينية.
وأوضح الوزير أن مصر تنسق مع واشنطن على كل المستويات السياسية والأمنية والاستخباراتية لتذليل العقبات، بما يتماشى مع الرؤية العربية والإسلامية وبيّن أن مهام قوة الاستقرار يجب أن تقتصر على مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار وتشغيل المعابر، مع عدم التدخل في شؤون الأمن الداخلي بما يضمن حماية المدنيين ويعزز فرص التعافي المبكر وإعادة الإعمار.
يمكن قراءة الموقف المصري على أنه محاولة لإنشاء توازن بين الضغوط الدولية والمتطلبات المحلية مع دعم الجيش اللبناني والحكومة الفلسطينية في مهام السيطرة والتنظيم، لتقليل مخاطر أي تصعيد عسكري. ويعكس هذا التوجه استراتيجية القاهرة في إدارة الملفات الإقليمية، عبر الدمج بين الدبلوماسية والرقابة العسكرية، بما يضمن استمرار الاستقرار وتقليل الخلافات بين الأطراف المختلفة.
