شرط سعودي صارم: دولة فلسطينية قبل أي تطبيع إسرائيلي
طرحت صحيفة الرياض السعودية قراءة سياسية مطوّلة حول مستقبل التطبيع بين الرياض وتل أبيب، مؤكدة أن المسار لن يتحرك خطوة واحدة من دون قيام دولة فلسطينية مستقلة هذا الموقف ليس جملة إعلامية عابرة، فهو امتداد لنهج سعودي ثابت منذ عهد الملك عبدالعزيز، ويزداد وزنه اليوم مع تصاعد رهانات واشنطن على إعادة ترتيب الشرق الأوسط.
على الرغم من الضجة التي رافقت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن الأيام الماضية، ظل الموقف السعودي ثابتاً: لا اتفاق مع إسرائيل قبل الاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة كاملة. وفي الوقت الذي تناولت تحليلات كثيرة فكرة أن التطبيع قادر على تغيير خريطة المنطقة، نبهت الصحيفة إلى أن السعودية ليست مضطرة للدخول في هذا المسار دون تلبية شرطها الأساس فالمملكة ترى أن هويتها السياسية ووزنها العربي والإسلامي يتطلبان وضوحاً في هذا الملف، وأن أي خطوة غير محسوبة ستضعف موقعها الإقليمي.
أما في الجانب الإسرائيلي، فالمشهد مختلف تماماً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعلن مراراً رفضه لقيام دولة فلسطينية، وهو ما يجعل أي تقارب غير قابل للتحقق. فالتطبيع –وفق منطق المصالح– يحتاج إلى أرضية متوازنة، والسعودية تدرك أن منح إسرائيل مكاسب استراتيجية دون مقابل يضر بمكانتها، خصوصاً أن التطبيع معها يُعد الجائزة الكبرى التي سعت إليها تل أبيب لثمانية عقود.
وترى الصحيفة أن الوعي العالمي تجاه حرب غزة غيّر كثيراً من المواقف فالصورة التي ظهرت خلال العامين الماضيين جعلت دولاً عديدة تعيد حساباتها تجاه التطبيع، بعد أن أصبح السلوك الإسرائيلي في غزة موضع انتقاد واسع. والمملكة تستند إلى هذا التحول الدولي، وتستخدمه كعامل يدعم موقفها الراسخ تجاه الدولة الفلسطينية.
وتضع الصحيفة الولايات المتحدة أمام مسؤولية مباشرة: إذا رغبت في تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، فليس أمامها إلا الضغط على إسرائيل للقبول بمسار واقعي نحو دولة فلسطينية مستقلة وبدون هذا التغيير، لن تتشكل أي شراكات إقليمية واسعة، ولن تنجح خطط مواجهة القوى الدولية الصاعدة.
وتختم برسالة حاسمة: القضية الفلسطينية ليست ملفاً قابلاً للانطفاء، واستمرار النضال عقوداً إضافية لن يضعفها أما الرهان على زوالها من دون تقديم حقوق الفلسطينيين، فهو وهم سياسي لا مكان له في الحسابات المستقبلية للمنطقة.
