نقابة المحامين في بيروت: المنافسة الانتخابية والسيطرة السياسية
انتهت انتخابات المحامين في طرابلس، لتنتقل الأنظار إلى نقابة بيروت التي ستنعقد جمعيتها العمومية يوم الأحد 16 نوفمبر ، وسط منافسة واسعة بين 22 مرشحًا للعضوية وأربعة مرشحين لمنصب النقيب تختلف هذه الانتخابات عن سابقاتها في الخمسينيات والسبعينيات حين كان عدد المحامين محدودًا، وكانت العلاقات الشخصية والسمعة المهنية تكفي للفوز دون الحاجة إلى الحملات الانتخابية المكثفة أو الولائم والاجتماعات الرسمية.
تضاعف عدد المحامين منذ تلك الفترة ليصل اليوم إلى نحو 7500 محامٍ، ما دفع المرشحين إلى اعتماد أساليب جديدة لجذب الأصوات، تشمل اللقاءات الموسعة والحفلات والولائم والصور الدعائية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي. التحالفات الحزبية باتت تلعب دورًا محوريًا في تشكيل نتائج الانتخابات، حيث يجد المرشح المستقل نفسه في كثير من الحالات ضمن تحالفات حزبية دون موافقته، أو يحتاج إلى دعم حزبي لتحسين فرصه.
الزيارات الشخصية واللقاءات الهاتفية لم تعد كافية أمام الحجم الكبير للناخبين، بينما تتكلف الولائم والحفلات مبالغ باهظة تصل أحيانًا إلى حدود تتحمّلها عدد محدود من المحامين المشاركين، أي أقل من 500 محامٍ من أصل 7500 يحق لهم التصويت. هذه الكلفة العالية تطرح تساؤلات حول جدوى الاستثمار الكبير في الانتخابات مقابل متاعب المحامين اليومية في تحصيل أتعابهم وظروف ممارسة المهنة.
يرى مراقبون أن البرامج الانتخابية تميل إلى التكرار، متضمنة وعودًا عامة حول صحة المحامين وكرامتهم وعلاقاتهم بالقضاء واستعادة أموال المودعين ومعالجة آثار انفجار المرفأ، لكنها لم تعد تجذب المحامين المخضرمين الذين يرون فيها مادة مبتذلة ومتكررة بلا تنفيذ فعلي.
مع اقتراب موعد الانتخابات، كثف المرشحون اتصالاتهم وتحركاتهم في انتظار نتائج تحالفات الأحزاب بعد انتخابات طرابلس، حيث تتضح التحالفات المحتملة بين القوى السياسية المختلفة مثل القوات اللبنانية والمستقبل، الكتائب والثنائي الشيعي، وحزب التقدمي الاشتراكي هذه التحالفات، ستؤثر على مخرجات الانتخابات في بيروت وتحدد وجهة النقابة للسنوات المقبلة.
تركز هذه المرحلة على مدى قدرة المرشحين على الجمع بين الحملات الانتخابية المكلفة، التحالفات الحزبية، واهتمام المحامين الفعلي بالبرامج الانتخابية، ما يعكس تحول الانتخابات من نقابية صرف إلى ساحة سياسية معقدة تتداخل فيها المصالح المهنية والسياسية.
