نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس يحوّل "ميم ساخر" إلى انتصار رقمي في الهالويين

2025.11.01 - 10:20
Facebook Share
طباعة

في مشهد يعكس التحول العميق في أساليب التواصل السياسي داخل البيت الأبيض، سرق نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس الأضواء خلال احتفالات عيد الهالويين بفيديو قصير ساخر، استطاع من خلاله تحويل موجة من السخرية الإلكترونية إلى لحظة تفاعلية إيجابية غير مسبوقة.
المقطع الذي نُشر على منصات التواصل الاجتماعي حقق انتشارًا هائلًا، جامعًا بين الدعابة والذكاء الاتصالي، ليعيد رسم صورة فانس في الوعي العام، ويثير نقاشًا حول العلاقة المتزايدة بين القيادة السياسية وثقافة الميم في الولايات المتحدة.

 


الفيديو الذي أشعل المنصات

ظهر نائب الرئيس الأمريكي، البالغ من العمر 41 عامًا، في مقطع قصير تم تصويره داخل مقر إقامته في المرصد البحري، وهو يرتدي باروكة بنية مجعدة وبدلة رسمية وربطة عنق حمراء.
وبروح مرحة، فتح فانس الباب أمام الأطفال الذين يطلبون الحلوى، قائلًا: “هالوين سعيد أيها الأطفال... تذكّروا أن تقولوا شكراً!”
في إشارة ساخرة إلى الميم الشهير المرتبط به: “أنت لم تقل شكراً”، والذي كان قد انتشر بعد مواجهة متوترة جمعته بالرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في فبراير الماضي.

 

المشهد لم يكن عفويًا تمامًا، إذ ترافق مع إضاءة بنفسجية وموسيقى من مسلسل “المنطقة الشفقية” (The Twilight Zone)، ما أضفى عليه طابعًا سينمائيًا غريبًا جذب الجمهور بسرعة.

 


من السخرية إلى الشعبية

خلال ساعات فقط، حصد الفيديو أكثر من 250 ألف إعجاب، وتجاوزت مشاهداته 14 مليون مشاهدة عبر منصات إكس، إنستغرام، وفيسبوك.
اللافت أن الميم الأصلي الذي كان يُسخر من مظهر فانس خلال لقاء البيت الأبيض، أُعيد تدويره من قبل الجمهور نفسه، ولكن هذه المرة بروح إيجابية.
كتب أحد المعلقين: “أفضل نائب رئيس على الإطلاق، يعرف كيف يضحك على نفسه.”
بينما علّق آخر:
“جي دي فاز للتو بانتخابات 2028!”

 

حتى بعض خصومه السياسيين أبدوا إعجابهم بخطوته، معتبرين أن قدرته على تحويل السخرية إلى تواصل ناجح تمثل درسًا في إدارة الصورة العامة في عصر الإعلام الرقمي.

 


تفاعل رسمي وروح الميم

لم يكن فانس وحده في هذا المشهد؛ فقد شارك حساب البيت الأبيض الرسمي على منصة إكس في اللعبة، عندما نشر صورًا تنكرية ساخرة لسياسيين بارزين، من بينها زي “جي دي فانس” مع تعليق يقول بسخرية:

> “لا يشمل الشعر المجعد لجي دي السمين.”
بهذه الخطوة، بدا أن الإدارة الأمريكية تتعامل بذكاء مع ثقافة الإنترنت السريعة، مستثمرة روح الدعابة لبناء تفاعل واسع مع جمهور الشباب والمستخدمين الجدد.

 


السياسة في عصر الميم

ما فعله فانس لم يكن مجرد ترفيه في مناسبة اجتماعية، بل إعادة صياغة للاتصال السياسي الأمريكي.
فمنذ إدارة ترامب، أصبح استخدام الميمات والفكاهة الرقمية أداة استراتيجية ضمن الحملات السياسية. إلا أن فانس نقلها إلى مستوى جديد، حيث دمج بين الذكاء الاصطناعي، والتفاعل الجماهيري، والهوية الرقمية للسياسيين.
هذه القدرة على التعامل بخفة ظل مع الانتقادات تمنح السياسيين ميزة نادرة في عصر الإعلام الفوري، إذ يصبح الجمهور شريكًا في صياغة الصورة العامة وليس مجرد متلقٍ لها.

 


بفيديو لا يتجاوز دقيقة، نجح نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في تحويل ميم ساخر إلى انتصار اتصالي يعزز مكانته في المشهد السياسي الأمريكي.
تجربته تقدم نموذجًا جديدًا للتفاعل بين السياسة وثقافة الإنترنت، حيث لم تعد الرموز السياسية محصنة ضد روح الدعابة الرقمية، بل أصبحت تتبناها لصناعة حضور جماهيري واسع ومؤثر.
وفي زمن تتراجع فيه الثقة بالخطاب السياسي التقليدي، ربما يكون فانس قد وضع حجر الأساس لأسلوب جديد من القيادة: قيادة تبتسم... وتكسب.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5