مدارس لبنان تتحول إلى مراكز إيواء لنازحي الجنوب

2024.09.24 - 10:59
Facebook Share
طباعة

 داخل ثانوية الدكتور نزيه البزري الرسمية، التي فتحت أبوابها كأول مدرسة لاستقبال النازحين في صيدا، تجلس الحاجة شما فنش على حافة المدخل، تحمل نظراتها مشاعر التعب والخوف، وقد قدمت من منطقة البستان. وتقول بصوت متهدج "تهجرنا أولاً إلى الكوثرية، ومنذ ساعات الصباح الأولى لم يتوقف القصف العنيف. نزحنا بسرعة، أنا وأولادي وأحفادي، وسط صرخات الأطفال وبكائهم المستمر".

تتابع حديثها وهي تلمس بحزن الملابس القليلة التي جلبتها معها، بينما يجلس أحفادها بجانبها "هذا هو نزوحنا الثاني. جئنا إلى صيدا ونحن نرتجف من الخوف، الأطفال يصرخون، ولم نحمل سوى ما تيسر من حاجياتنا. الآن، نحن هنا أمام المدرسة، جالسين بلا حول ولا قوة، نترقب ما سيحدث".

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ أعنف وأوسع هجوم له منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مستهدفًا مناطق الجنوب اللبناني حتى حدود صيدا، المدخل الرئيسي للجنوب.

وفي ظل هذا التصعيد، شهدت مدينتا بيروت وصيدا موجات نزوح كثيفة من الجنوب، حيث تم تحويل العديد من المدارس إلى مراكز إيواء للعائلات النازحة، وسارعت البلديات والجمعيات المحلية إلى تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية. وفي هذا السياق، تستمر الجهود لتنسيق توزيع النازحين داخل هذه المدارس.

وعُقد في صيدا اجتماع لوحدة إدارة الكوارث بالتعاون مع وحدة الكوارث بمحافظة لبنان الجنوبية، بهدف استقبال النازحين من مناطق الجنوب وتأمين أماكن للإقامة والإيواء، بالإضافة إلى توفير كافة المستلزمات الضرورية.

وفي تصريح صحفي، قال منسق المؤسسات الأهلية ماجد حمدتو في صيدا "نتوقع مزيدًا من التصعيد وارتفاع أعداد النازحين. حتى الآن لا نملك أرقامًا دقيقة، لكننا بدأنا بفتح 4 مدارس في المدينة، ونحن مستعدون لفتح المزيد عند الحاجة".

وبموازاة ذلك، بدأت تظهر في صيدا مبادرات من الأهالي لاستقبال النازحين في منازلهم، وليس فقط بمراكز الإيواء. وفي هذا الإطار، أضاف حمدتو "نعمل على تنظيم هذه المبادرات لاستقبال أكبر عدد ممكن من النازحين".

وأكد أن "صيدا جاهزة بكل منازلها لاستقبال النازحين. كعاصمة للجنوب، لدينا واجبات وسنقدم كل ما نستطيع من مساعدات لتخفيف المعاناة عن أهلنا".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 5