ما مصير المبادرة السعودية لإنهاء حرب اليمن؟

إعداد - رؤى خضور

2021.03.25 - 02:52
Facebook Share
طباعة

 أعلنت المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع عن مبادرة لإنهاء حرب اليمن وتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وقوبلت هذه الخطوة بالرفض من قِبل حركة أنصار الله، فالاقتراح لم يَعِد برفع كامل للحصار المفروض من قِبَل السعوديين على مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة.


لا شك أن إعلان السعودية جاء بسبب ضعف موقفها بعد انهيار التحالف العربي الذي دعم حملتها، وتلاشي الموافقة الدولية على هذه الحرب الغادرة على حدودها الجنوبية، فمنذ العام 2015، أعطت الولايات المتحدة تحت إدارة أوباما السعوديين الضوء الأخضر لبدء الضربات الجوية ضد جماعة أنصار الله بحجة مواجهة التوسع الإيراني في هذا الجزء الاستراتيجي من شبه الجزيرة العربية، ثم واصل الرئيس السابق دونالد ترامب دعم السعوديين دون تشجيعهم على البحث عن حل دبلوماسي لحل النزاع، لذلك مع وجود إدارة جو بايدن الجديدة في السلطة وجد السعوديون أنفسهم بدون هذا الغطاء الدولي، أما إقليمياً، فقد انسحبت الإمارات، الحليف الرئيس للسعودية، من الحرب، ليظهر الموقف  السعودي ضعيفاً بعكس موقف أنصار الله المتمكنين، والذين لم يعودوا "منظمة إرهابية" باعتبار واشنطن، وبذلك فشل محمد بن سلمان في حربه التي بدأها دون ضرورة، ولم يغير في واقع اليمن السياسي كما خطط شيئاً، سوى ظهور عديد من "الميليشيات" التي تسيطر على مناطق شاسعة، وتتنافس لجعل أي يمن موحد شبه مستحيل. 


وها هو ابن سلمان الآن يستجدي أعداءه لقبول مقترحه للسلام بعد أن كان أحد المسببين في الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي يعيشها اليمن اليوم، إذ يعيش ما يقرب من 16 مليون يمني في ظروف مجاعة، ويعاني 2.5 مليون طفل من سوء التغذية، وفقاً للأمم المتحدة، فضلاً عن تدمير البنية التحتية إلى حد جعل أي إعادة إعمار محتملة طويلة ومكلفة للغاية.


وكما هو الحال في جميع الحروب "الأهلية" التي ترعاها جهات أجنبية والتي تؤدي إلى مصاعب اقتصادية شديدة، حمل اليمنيون السلاح وحصلوا على مكافآت مالية مقابل الالتحاق بأجندات قد لا تتوافق مع مصلحتهم الوطنية، لكن عندما تختفي جميع الأنشطة الاقتصادية وفرص العمل لن يتمكن المرء من إطعام أطفاله إلا إذا أصبح مقاتلاً على جدول رواتب أحد الكفلاء الأجانب.


لذلك إذا توقفت الحرب دون برنامج إعادة إعمار مفصل، فهناك خطر أن يفقد كثيرون مصدر رزقهم ودخلهم، وقد لا يرى المتضررون فائدة فورية من وقف إطلاق النار في حال لم تكن هناك بدائل حقيقية تسمح لهم بالبقاء على قيد الحياة في بلد مدمر.


في المحصلة، مع قيام المجتمع الدولي بقطع مساعداته الخارجية وبرامج التنمية حالياً، فإن احتمالات السلام في اليمن لا تبدو وشيكة، خصوصاً وأن العرض السعودي لم يوضح آلية تحقيق السلام وإعادة الإعمار الاقتصادي عند توقف الضربات الجوية، بالتالي ينبغي منح الأمم المتحدة تفويضاً دولياً لإطلاق مبادرة سلام جديدة، أما من الناحية الاقتصادية، يجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، التعهد بالمساهمة المالية لبدء رحلة طويلة وشاقة نحو التعافي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 10