ما سر ظهور ابنة صدام على قناة سعودية؟

إعداد - نوفل الياسري

2021.02.23 - 06:54
Facebook Share
طباعة

 أثار ظهور رغد صدام حسين، على قناة العربية السعودية الكثير من التساؤلات حول دوافع القناة في تسليط الضوء فجأة على ابنة الرئيس العراقي الراحل.

واحتل وسم #رغد_صدام_حسين مرتبة متقدمة في لائحة الأسماء الأكثر تداولاً على موقع تويتر في العراق والأردن والكويت.

وفي المقابلات السابقة، تحدثت رغد عن حياتها كابنة رئيس سابق وذكرياتها وعلاقتها بوالدها وأخويها، عدي وقصي، خلال الطفولة والصبا، مشيرة إلى أن والدها كان حنوناً ولم يستخدم القوة والترهيب مع أبنائه خلافاً لما كان يُشاع عنه".

وتناولت الحلقات أيضا تفاصيل عن سياسات صدام وكواليسها وأيام الحصار وغزو الكويت وسقوط حكم والدها بعد الغزو الأمريكي، وخصصت القناة منبراً لرغد لانتقاد إيران وللحديث عن الساسة الجدد للعراق.

ثمة من يرى أن القناة وظّفت " فكرة المظلومية" لرسم صورة "بطولية" لصدام حسين تخالف مواقف المجتمع الدولي الذي يعتبره "حاكماً دكتاتورياً".

استفزت أسئلة المذيع واللغة التي تحدثت بها رغد عن والدها مجموعة من العراقيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويلوم متابعون القناة لإتاحتها الفرصة لرغد للحديث باستفاضة عن "صدام الأب الذي لا يقسو على أبنائه والحاكم الزاهد المتقشف أيام الحصار، فتظهره بذلك في صورة الزعيم الإنساني، وتغض الطرف عن سياساته العبثية والقمعية التي أضرت بشعبه وبأمن المنطقة"، وفق قولهم.

كما يقول متابعون إن "القناة أمعنت في مزج مشاهد من محاكمة صدام حسين بموسيقى حزينة لاستدراج الباكين على سقوط نظامه".

وقد أغضبت تلك الحلقات وما تضمنتها من تصريحات غضب ساسة ونواب عراقيين، إذ طالبوا بسحب سفيري العراق من السعودية والأردن حيث تقيم رغد.

وطالب نشطاء وسياسيون كويتيون حكومتهم بإرسال اعتراض رسمي لقناة "العربية"، متسائلين عن سر توقيت استضافة رغد حسين وعرض المقابلة خاصة في شهر فبراير الذي يصادف ذكرى تحرير بلادهم من الغزو العراقي".

وبينما يرى البعض في تلك الحملات دليلاً على تغير موقف السعودية وإعلامها تجاه صدام حسين، يحذر آخرون من "استحضار أنظمة وشخصيات لم تعد موجودة" أو للترويج لمفهوم "الحاكم المستبد العادل".

وقد تباينت قراءات المحللين عبر موقع تويتر حول أسباب ودلالات استضافة رغد في قناة سعودية تبث من الإمارات.

إذ يقرأ بعضهم في ظهورها على قناة سعودية "مؤشراً على انطلاق مشروع سياسي تسعى من خلاله الرياض إلى تقديم بديل للحكم في العراق".

في حين يستبعد محللون آخرون ذلك ويصف بعضهم المقابلة بـأنها مجرد حوار إعلامي بسيط وفارغ يخلو من المقاربات النقدية".

كما يعتبرها آخرون "مجرد مناكفة سياسية تستحضر من خلالها الرياض صورة صدام كقائد حارب إيران". لذا فهم يحصرون رسائل اللقاء في أبعاد إقليمية مرتبطة بمناهضة نفوذ طهران.

ويذهب خبراء سياسيون في تحليلهم إلى أبعد من ذلك، فيتوقعون أن تكون رسالة اللقاء مرتبطة بسياسات الرئيس الأميركي جو بايدن الجديدة في المنطقة.

ويرجح البعض بأن الرياض تحاول استغلال شعبية صدام في صفوف بعض الشباب السعوديين لتنبّههم إلى مخاطر الخروج على الحاكم.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 1