تركيا والناتو.. علاقات بين البرود والتحذير

إعداد - رؤى خضور

2021.02.18 - 11:25
Facebook Share
طباعة

 عندما يتعلق الأمر بالعلاقات بين تركيا والناتو، فإن أنقرة تعتبر مشكلة أكثر من كونها حليفاً هذه الأيام، ولطالما كانت "الدولة المشاغبة" التي تثير حفيظة حلفائها، خصوصاً بما يتعلق بسياستها مع دول الشرق الأوسط، لتأخذ علاقتها مؤخراً مع الناتو والولايات المتحدة على وجه الخصوص الطابع البارد بعد تجاهلها تحذيرات الناتو والتهديد بفرض عقوبات من الولايات المتحدة، ومضيّها في شراء نظام الدفاع الجوي الروسي s-400.

ومع ذلك، هناك منطقة واحدة يمكن لتركيا أن تساعد فيها جهود الناتو وهي البحر الأسود، فمنذ ضم شبه جزيرة القرم في العام 2014 ، أصبحت المنطقة قلعة عسكرية روسية عززت فيها موسكو وجودها العسكري بشكل كبير، فهي بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حجر الزاوية في عرض القوة الروسية في البحر الأبيض المتوسط، لتطغى أي تحالف في هذه المياه.

وبالرغم من شراكتها الدفاعية المتنامية مع موسكو، فإن أنقرة غير مرتاحة للوجود العسكري الروسي المتزايد في منطقة كانت لتركيا فيها الأفضلية، ففي العام 2016 وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى حلفاء تركيا في الناتو نداءً أن البحر الأسود أصبح "بحيرة روسية" ودعا إلى وجود أكبر لحلف شمال الأطلسي، لذلك عززت البحرية الأمريكية وجودها العسكري في البحر الأسود في عرض للقوة لا لبس فيه، ولمراقبة التوسع الروسي، أما تركيا فقد طورت استراتيجية متعددة الجوانب لمواجهة النفوذ الروسي في البحر الأسود، إحدى الجبهات المهمة في تلك الإستراتيجية هي الجبهة الداخلية، فعملت على تعزيز قواتها البحرية، كما اتخذت خطوات على الجبهة الخارجية بتكثيف تعاونها مع أوكرانيا وجورجيا وأذربيجان في جهودها لتحقيق التوازن مع الوجود العسكري الروسي في البحر الأسود وجنوب القوقاز، فبعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ، توسعت العلاقات التركية الأوكرانية بشكل كبير في المجال العسكري خصوصاً، من خلال التعاون في الصناعة الدفاعية والتدريبات العسكرية المشتركة في البحر الأسود.

لا شك أن أنقرة تجيد اللعب في المنطقة الرمادية بين الأطراف، إذ تعمل دائماً على اقتناص الفرص من كل الجبهات، لكن إقصاءها من حلف الناتو مستبعد من الناحية القانونية، فضلاً عن أن إقصاءها سيؤدي إلى خلق خطر أمني كبير جديد في الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي.

في المقابل، فإن انسحاب أنقرة من الحلف أمر مستبعد أيضاً، فهناك اعتماد دفاعي متبادل بين الطرفين، بالتالي فإن الحلف عامل أمان لن تستغني عنه أنقرة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 2