هل اقتربت الحكومة اللبنانية العتيدة من إعلان تشكيلها، بعد وصول جون بادين للبيت الأبيض؟ سؤال بات يتكرر في كل الأروقة، فكيف هي إذاً ملامح المشهد، وهل سيكون الانتظار الطويل هو السيناريو الغالب أم أن الفرج بات يقترب وسيتحقق بضغوط أمريكية؟.
في هذا السياق، قال نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش :الوضع يحتاج الى مبادرة من رئيس الجمهورية لإنقاذ الجمهورية، وهذا كلام دقيق بما ان الإشكال سببه رئيس الجمهورية وبما ان الكلام الذي صدر أيضاً عن الرئيس عون بحق الرئيس الحريري لا يمكن القفز فوقه من دون مبادرة من عند رئيس الجمهورية، لذلك عليه ان يُظهر حسن النية، لكن في الوقت ذاته لا يطلب الرئيس الحريري اعتذاراً علنياً من عون، لكن ان يسمع من الرئيس ان هناك إمكانية للتفاهم عبر الاقتراب من طرح الحريري بالنسبة لتشكيل الحكومة، مؤكداً في الختام أن زيارة الحريري للقصر الجمهوري زالت غير واردة حتى اللحظة.
إلى جانب هذا المشهد يطرأ مشهد آخر لا يقل تعقيداً، وهو السجال بين القوات والكتائب، والخلاف بين الجانبين أيضاً على فكرة تشكيل جبهة معارضة ضد المنظومة السلطوية الحاكمة، بما يقد يفتح الاحتمالات لمزيد من العصي في دواليب تشكيل الحكومة، وفق رأي البعض.
كما أن حديث بايدن عن المجتمع المدني في لبنان، دون تطرقه إلى الحكومة التي طال انتظارها، لم يكن إشارةً إيجابية بالنسبة للبعض، حيث فهموها على أنها تلويح أمريكي بأن وقت ولادة الحكومة المنتظرة لم يحن بعد وأن المخاض قد يكون طويلاً، وفق رؤيتهم.
الرأي الغالب الآخر يرى بأن الحكومة لن تتشكل قبل تبلور السياسة الأمريكية في المنطقة، إذ يرتبط لبنان بملفات أخرى كسورية وفلسطين، والخلاف العربي ـ الإقليمي، والتنافس الروسي ـ الأمريكي ...الخ بالتالي فإن حل بعض مشكلات ومعضلات واشنطن في الشرق الأوسط ستكون مفاتيح لحلحة الأمور في لبنان وعلى رأسها الحكومة، بحسب هؤلاء.
مصادر مقربة من قوى في 8 آذار، رأت أنه حتى لو أظهرت الأطراف المتخاصمة حسن نيتها فإن الحكومة لن تتشكل قبل شروع إدارة بايدن في الانخراط بالعمل ضمن الحياة السياسية اللبنانية، وذلك لحساسية النظام الطائفي في البلد وارتباط كل حزب أو تيار بقوة إقليمية أو دولية.