الفائز اللبناني في "نجوم العلوم" وضاح ملاعب لـآسيا: إنجازي قد يحدث تغيرات جذرية في عالم الطب

وكالة أنباء آسيا - غنوة طعمة

2020.11.12 - 08:07
Facebook Share
طباعة

 يعيش لبنان أياماً صعبة منذ انطلاق ثورة 17 تشرين وانتشار فيروس كورونا المستجد، ولا يوجد مبالغة في القول إن اللبنانيين يستيقظون كل يوم على أخبار حزينة على كافة المستويات.

ولكن وسط كل هذه العتمة التي تغرق فيها البلاد، جاء خبر فوز اللبناني وضاح ملاعب بالمركز الأول في برنامج "نجوم العلوم"، بمثابة الضوء الذي بعث الأمل في نفوس اللبنانيين، وخاصةً الشباب منهم

 وكالة أنباء آسيا أجرت مقابلة خاصة مع الفائز اللبناني، وضاح ملاعب، للإضاءة أكثر على طبيعة اختراعه وإنجازاته في عالم الطب، ومشاريعه المستقبلية. 

يعرّف الشاب وضاح ملاعب عن نفسه قائلا: "أنا مهندس ميكانيكي، درستُ الهندسة الميكانيكية في الجامعة الأمريكية في بيروت، وفي آخر سنة لنيلي الإجازة الجامعية، أخذت مادة عن طريق الحظ اسمها الهندسة النسيجية، ومنذ ذلك الحين، أعجبت كثيراً بهذا المجال، وقررتُ أن أخوض فيه أكثر لدراسة كيفية هندسة نسيج كامل من خلال خلية جذعية، وسنة 2015، بدأت أبحاثي وكان مشروع تخرجي آنذاك عن الهندسة النسيجية، عبارة عن مفاعل بيولوجي لتحفيز الخلايا ليكونوا نسيج غضروفي".

وعن فكرة الاختراع الذي نال على أساسه المركز الأول في برنامج نجوم العلوم، يقول ملاعب لآسيا: "خلال الفترة التي كنت أعمل بها على أبحاث عدة، عملت على بحث خاص بسرطان الثدي، وعلمت من خلاله أن هناك تركيبة معينة للخلايا والنسيج المحيط بها والمكونات البيولوجية التي لها تأثير كبير على عمل هذه الخلايا"، مضيفا "عندما بدأت عملي في المختبر، اكتشفت أن الطريقة التي تنمو فيها الخلايا لا تشبه أبدا الطرق التي درسناها في الكتب، واكتشفت أن هناك مجالاً تكنولوجياً جديداً بدأ منذ 10 سنوات، يتم من خلاله تنمية كمية خلايا قليلة ودراستها على شرائح صغيرة لإقامة تجارب أدوية ودراسات بيولوجية من خلالها".

ويتابع ملاعب قائلا: "اكتشفت أن الأنسجة الأنبوبية مثل أنابيب الثدي والكلى والكبد التي أعمل عليها، لا وجود لها في أي شريحة أخرى، ومنذ ذلك الوقت، قمت كمهندس ميكانيكي بتصميم شريحة على الكمبيوتر، وعدت وصنعتها بعد شهرين، وقررت أن أقدمها كأطروحة ماجيستير كي أطورها أكثر، وبعد نيلي الماجيستير، أكملت في هذا المجال كشركة ناشئة، وقدمت على كثير من المسابقات وربحت العديد من الجوائز استطعت من خلال تطويرها أكثر، وكان آخرها وأهمها برنامج "نجوم العلوم" حيث وفر القيمون على البرنامج كل السبل لنتفيذ المشروع من خبراء ومعدات ومختبرات خلال ثلاث أشهر".

وعن طبيعة إنجازه في ابتكار الشريحة التي ستوفر فتحاً رائدًاً في عالم الطب والدواء، يقول وضاح ملاعب: "لقد صممت شريحة بيولوجية وهي عبارة عن قطعة بلاستيك صغيرة، بإمكاننا أن نزرع فيها خلايا، وهذه الخلايا بإمكانها أن تلتصق بالمسطحات الصغيرة لتكون أنسجة ثلاثية الأبعاد تشبه الأنسجة الموجودة في جسم الإنسان".

ويضيف: "على هذه القطعة، يمكننا أن نختبر أدوية، ونتوقع ما هو تأثير هذه الأدوية قبل تجربتها على جسم الإنسان، بتكلفة ووقت أقل".

ولهذا الاختراع ثلاثة مستخدمين وثلاث مراحل كما يقول وضاح: "في أول مرحلة، يتم استخدامها من خلال الباحثين لدراسة الأنسجة والأمراض والمحفذات البيولوجية، أما في المرحلة الثانية، تستخدم من قبل شركات الأدوية لتجربة الأدوية التي هم في صدد تطويرها، لمعرفة تأثيراتها على جسم الإنسان قبل استخدامها، بتكلفة أقل ووقت أقصر،

وفي المرحلة الثالثة، يتم استخدامها من قبل الأطباء، من خلال نطاق طبي علمي حديث هو بالنسبة لنا خيال علمي، ولكنني أتوقع أن يصبح واقعا نعيشه بعد 10 سنوات، وهو الطب الشخصي والدقيق، الذي يتيح إعطاء الدواء المناسب للمريض المناسب، إذ إن الدواء الذي قد يشفي مريضاً معيناً قد يسبب وفاة لشخص آخر، فكيف تلعب الشريحة الدور الفعال في هذا النطاق من الطب الحديث هنا؟

يقول ملاعب: "عندما يذهب المريض إلى الطبيب، يأخذ منه خزعة، ويمكنه عندها زرع هذه الخلايا داخل الشريحة لتكون نسيجاً مثل مرض السرطان داخل جسم المريض، مع أنسجة عن مختلف أعضائه، وداخل هذه الشرائح يمكننا أن نقيم نموذجاً عن المريض، ويمكن للطبيب إقامة تجربة دواء على هذه الشرائح، وتوقّع ما هو تأثيره على المريض ومعرفة ما هو الدواء المناسب له"، مضيفاً "لقد طورت خلال ثلاثة أشهر في برنامج نجوم العلوم نموذجا، كان يحتاج لنتفيذه خارج البرنامج أربع سنوات ولكن البرنامج وفر لي كل ما احتاجه لنجاح الإختبارات التي أجريتها".

وعن الخطوة التالية بعد نيله جائزة البرنامج، وهل هناك فكرة لمشروع آخر بعد "نجوم العلوم"، يقول وضاح ملاعب: "أنوي تصميم معدات تساعدني في تصنيع كميات كبيرة من الشرائح في وقت قصير جداً، حتى استطيع توزيعها على المختبرات ومراكز الأبحاث لأكتشف طريقة تكوين أنسجة مختلفة غير تلك التي صنعتها، إذ يوجد مئات وحتى آلاف الأنسجة، وهذا يحتاج شراكة مع المختبرات، وبعد هذه الخطوة يمكنني البدء في بيع هذه الشرائح إلى المختبرات والباحثين حتى يتمكنوا من دراسة الأمراض أكثر، وكخطوة تالية لشركات الأدوية وبعدها للطب الشخصي والدقيق".

ويختم قائلا: "حاليا لا أفكر في إقامة مشروع آخر حتى لا أشتت أفكاري، كل رائد أعمال عليه التركيز على هدف واحد كي يتمكن من النجاح، ولكن لا شك أن لدي أفكاراً كثيرة لتطوير هذا المشروع، لنشره في السوق بشكل أسرع وبشكل أدق لتصبح الحاجة إليه كبيرة".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 7