خطورة الوقت الضائع لبنانياً في المرحلة الانتقالية الأمريكية

كتب جورج حايك

2020.11.11 - 07:05
Facebook Share
طباعة

 

 
يترقب اللبنانيون تداعيات الانتخابات الأمريكية باهتمام كبير، وبعدما مالت الكفّة إلى المرشح الأميركي الديمقراطي جو بايدن على حساب المرشح الجمهوري، الرئيس الحالي دونالد ترامب، بدأت حسابات القوى السياسية اللبنانية تأخذ في الاعتبار اتجاهات بايدن السياسية ولو أن الجدل ما زال مستمراً في الولايات المتحدة حول هوية الرئيس.
في هذا التوقيت الحساس كان لا بد من الاستفهام حول استراتيجية بايدن حيال الشرق الأوسط، وخصوصاً لبنان، من مصادر أمريكية في هذه المرحلة الانتقالية، وتحديداً عضو سابق في الحزب الديمقراطي من أصل لبناني، والذي كشف لوكالة أنباء آسيا بعض الجوانب السياسية لبايدن وفريقه السياسي والتي تشمل لبنان.
مرحلة انتقالية أميركيّة
يقول العضو السابق في الحزب الديمقراطي "إن سياسة بايدن الشرق أوسطية لن تتغير كثيراً عن سياسة الرئيس الحالي دونالد ترامب، لكنها قد تكون أكثر مرونةً على صعيد التفاوض مع إيران، بدون تنازلات كبيرة حول تدخلاتها في الحروب الإقليمية، أو حيال برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ، ولن تتوقف سياسة العقوبات التي تطال إيران وأذرعها العسكرية في المنطقة كحزب الله، كما أن بايدن لن يتراجع عما حققه ترامب إقليمياً، لا سيما لجهة التطبيع بين دول عربية وإسرائيل. لكن يجب ألا ننسى أننا في مرحلة انتقالية في أمريكا قد تستغرق ما بين الـ6 أو 8 أشهر حتى تقر المحاكم الأمريكية بالنتيجة النهائية للانتخابات، ثم بدء ولاية الرئيس بايدن رسمياً، مروراً بتأليف فريق العمل والمستشارين ومعالجة وباء الكورونا الذي سيُعطى الأولوية على حساب ملفات أخرى، وصولاً إلى إعادة التفاوض على الاتفاق النووي مع إيران".
بايدن يعرف لبنان
من جهة أخرى، يؤكد العضو الديمقراطي السابق "أن الرئيس بايدن يعرف المنطقة ولبنان جيداً من موقعه السابق كرئيس للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ لمدة طويلة، قبل أن يكون نائباً للرئيس باراك أوباما. وهو زار لبنان مرتين على الأقل. الأولى على رأس وفد موسع من الكونغرس، العام 2005 بُعَيد انسحاب الجيش السوري من لبنان والانتخابات النيابية التي أعقبته، في تلك الزيارة تعرف إلى مروحة واسعة من الزعماء اللبنانيين. واهتم بايدن بطرح أسئلة تفصيلية على محدثيه عن تقديراتهم في شأن مستقبل لبنان. منها مثلاً: هل تعتقدون أن "حزب الله" سينسجم مع سياسة استقلال لبنان عن النفوذ السوري ويُخضع سلاحه للدولة اللبنانية؟
الزيارة الثانية في أيار 2009 كنائب للرئيس، حيث تحدث عن ضرورة أن يكون في لبنان جيش واحد وشرطة واحدة لحماية البلد، وثمّن تضحيات الجيش اللبناني في 2007 في معركته في نهر البارد ضد "فتح الإسلام"، داعياً اللبنانيين إلى دعم الجيش. ودشن برنامج مساعدات كهبة من الإدارة إلى المؤسسة العسكرية بأكثر من 400 مليون دولار.
كان لافتاً أن الزيارة جاءت قبل أسبوعين من الانتخابات النيابية التي حصدت فيها قوى 14 آذار وحلفاؤها الأكثرية. بقي بايدن يتسقط المعلومات عن لبنان من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ من أصل لبناني، ومنهم صديقه راي لحود، وظل أيضاً على صلة مع شخصيات سياسية لبنانية يعرفها جيداً".
حزب الله قد يستغل الوقت الضائع
ونسأل كيف ستتصرف إيران وحزب الله والقوى السياسية خلال المرحلة الانتقالية التي قد تستغرق أشهراً؟
يجيب العضو الديمقراطي السابق:"بلا أدنى شك، أتوقع ألا تكون مرحلة سهلة على لبنان، لأن إيران وحزب الله قد يستغلان انهماك الإدارة الأمريكية الجديدة بدرس الملفات الأمريكية والدولية لتحقيق مكتسبات على صعيد المنطقة ولبنان، وسأكون واضحاً أكثر: على سبيل المثال قد ترضخ القوى السياسية اللبنانية؛ وخصوصاً الرئيس سعد الحريري، لضغوطات حزب الله بتشكيل حكومة تكنوسياسية تكون الغلبة فيها للحزب، وخصوصاً في ظل التراجع الفرنسي وتشويه المبادرة الفرنسية، ولن تكون هذه الحكومة كسابقاتها قادرة على تحقيق إصلاحات بكل ما للكلمة من معنى، وهذا لن يؤدي إلى تدفق أموال المساعدات إلى لبنان، وإن حصلت فلن تكون هذه الأموال كافية لإنقاذ لبنان من الانهيار. وسنرى سياسة تشدد لبنانية بضغط من حزب الله حيال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وخصوصاً أنها ورقة قد تستخدمها إيران في المفاوضات الأمريكية الإيرانية في المرحلة اللاحقة".
وعن قدرة لبنان على الصمود، يقول العضو الديمقراطي السابق:"قد تكون هذه النقطة الأهم في الموضوع اللبناني، فالرئيس بايدن تكلم عن إيمانه بالثورة التي اندلعت في 17 تشرين 2019 وقد يُقدم على دعم مجموعات الثورة في لحظة سياسية معيّنة لقلب الطاولة والضغط على حزب الله، مع الأخذ في الاعتبار حالة الفقر التي يتخبط فيها الشعب اللبناني، وربما تجرّه إلى ثورة تأخذ أشكالاً عنفيّة هذه المرة".
ويعترف العضو الديمقراطي أن لبنان يمر في وضع اقتصادي واجتماعي وسياسي خطير خلال المرحلة الانتقالية الأمريكية، ولن يكون مستبعداً أن يكلّف الرئيس بايدن شخصيات ديبلوماسية أمريكية على معرفة بالواقع اللبناني سبق وتعاون معهم مثل جيفري فيلتمان ونجل ريتشارد مورفي.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 7