السوريون في المغترب .. محاولات دعم الوطن الأم تصطدم بالنفوذ الإسرائيلي هناك و "تطنيش" السلطات هنا!

بيتي فرح _ دمشق وكالة أنباء آسيا

2020.09.18 - 11:36
Facebook Share
طباعة

 

 
كتب المؤرخ الأمريكي أكرم فؤاد خاطر، عن السوريين الذين يهاجرون من ميناء بيروت "إن معظم هؤلاء الذين كانوا يركبون البواخر من بيروت، هم يعرفون فقط أنهم ذاهبون إلى أمريكا، ليس واضحاً ما إذا كانوا يعرفون الفرق بين الولايات المتحدة والمكسيك والبرازيل، كان أملهم الوحيد هو الذهاب إلى أمريكا لجمع ثروة والعودة إلى ديارهم" .
الجاليات الأكبر في أميركا اللاتينية .. لبنانية و سورية
يقول رئيس الجمعية السورية الثقافية في الأرجنتين أنطوان كسبو في تصريحات خاصة لوكالة أنباء آسيا معرّفاً عن الجالية السورية:"جاليتنا السورية في مجتمع التانغو تسمى ( المغترب السوري اللبناني)، فالهجرة السورية اللبنانية متحدة تاريخياً و اجتماعياً ،و ذات نسيج واحد. مضيفاً أن عدد الجالية يصل إلى ٤ ملايين و نصف المليون، حيث تشكل ١٠% من سكان الدولة الأرجنتينية. مشيراً إلى دور الجالية في سير نتائج الانتخابات البرلمانية، و توزع شبابها في الوظائف الحكومية والمؤسسات الرسمية .
كسبو الذي تراجع عن تقديم برنامجه لمجلس الشعب السوري لأجلٍ غير مسمّى، ريثما يتم التعديل الحكومي، آملاً بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ،و إلا فالمشروع مصيره الموت في درج المعنيين. وينص المشروع على المطالبة بمقعد في مجلس الشعب السوري يمثل "الجالية السورية في جميع دول العالم المضيفة"، و بالتالي يكون هذا المقعد صلة وصل بين هذه الدولة المضيفة والدولة الأم، لما فيه من منفعة للطرفين .
وبحسب كسبو، فقد اقترح المشروع أيضاً دعم السياحة الشتوية في سوريا عبر تخفيض سعر بطاقة السفر و الفنادق بالتعاون مع وزارة السياحة السورية، و بالتالي دعم الاقتصاد الوطني المنهك .
وزارة الخارجية والمغتربين.. بالإسم فقط!
و يتابع كسبو :"لقد تابعت عن كثب مؤتمرات وزارة الخارجية ، التي من المفترض أن يكون اسمها الرسمي (وزارة الخارجية والمغتربين)، و لكن كل ما تقوم به هو التطبيل الإعلامي فقط، مضيفاً "نحن كجالية من حقنا أن نطّلع على الهيكلية الداخلية لهذه الوزارة المتقاعسة، والتي لا نعلم تحديداً لماذا هي موجودة!"، مشيراً إلى وجوب الفصل بين وزارة المغتربين، والسفارات ذات النهج الديبلوماسي .
و ينوه كسبو إلى اندماج الجالية السورية بشكل ملفت في البلد المضيف، و توزعها الأساسي في المحافظات الوسطى و الشمالية، مشيراً إلى أنها لم تشكل أي قوى سياسية، ولم تؤسس لوبي أو غيتو خاص بها، فاقتصر نشاطها على الحقل الرياضي ،الموسيقي، و الثقافي والتجاري.
ويستغرب كسبو بالمقابل، من تهميش أسماء سورية مشهورة أبدعت في شتى المجالات في المغترب، و لم تتم الإضاءة على أسمائهم هنا حتى الآن ، كالفنان سليم بلاّن، وهو أشهر ممثل و معد برامج للأطفال في الأرجنتين، وكذلك جورج كفروني الذي أنعش الفلكلور الأرجنتيني بغيتاره، معتبراً أن "كفروني تعادل قيمته الفنية هناك، قيمة فيروز في الشرق" .
يختتم كسبو حواره حول دور الجمعية السورية الثقافية في الأرجنتين، حيث تحول مقر الجمعية إلى دار يستقبل الوافدين لحين تحسّن وضعهم "لقد جيّشنا الجناح الإعلامي و أقمنا محاضرات ومقابلات تهدف لنقل الصورة الحقيقية للحرب على سوريا، و قمنا بمظاهرات سلمية أمام السفارة السورية في الأرجنتين" .
هيمنة صهيونية على الإعلام
من جهتها، الإعلامية السورية_الأرجنتينية تمارا للّي تحدثت لوكالة أنباء آسيا عن قِدم الجالية السورية في الأرجنتين "بدأت الهجرة منذ عام ١٨٦٠ أثناء الاحتلال العثماني، و تلاه الانتداب الفرنسي الذي قسّم سوريا ولبنان، و أسست الجالية مايقارب ٣٠٠ نادي وجمعية سورية لبنانية في المحافظات الشمالية و الجنوبية، و التي تأثرت سلباً خلال الحرب السورية في السنوات العشرة الأخيرة.
و تابعت:"خلال حكم الرئيسة الأرجنتينية كريستينا دي كيرشنر (٢٠٠٧ -٢٠١٥ ) تم توطيد العلاقات الودية بين البلدين ،تجلّت في تعاطف حكومتها مع المقيمين و الوافدين السوريين الجدد، ومساعدتهم بمنحهم الإقامة السريعة والعمل". مشيرةً إلى أنه يوجد في الجالية أسماء قوية اقتصادياً، و لكن على مستوى فردي، وأحدهم وصل إلى رئاسة البلاد ( كارلوس منعم ) الذي للأسف أثر سلبا على جاليتنا، فقد رسم الصهاينة دائرة حوله فيما يخص الجيش و وزارة الداخلية و الخارجية ، ناهيك عن امتلاكهم للمؤسسات و سيطرتهم على البنوك و الإعلام و تحكمهم بالأحزاب السياسية الحكومية "وبسبب الديون الخارجية التي تثقل كاهل البلاد تمت زيارة اسرائيل التي تتحكم بأغلب البنوك الخارجية.
وأضافت للي أن قانون الحكم بالسجن يطبق اليوم على أي شخص يسيء للحركة اليهودية بالقول أو الفعل، بحجة أنه يسيء للسامية، "وهذه العوامل تؤثر كثيرا على نشاطاتنا في الأرجنتين، خاصةً على مستوى الإعلام"
مشيرةً إلى أنه "رغم وجود مؤسساتنا الـ ٣٠٠، لكنها لم تستطيع ترك بصمة في الساحة السياسية والإعلامية، و لم نستطع أن نمارس مهامنا الداعمة للقضية السورية نتيجة لهذه الهيمنة الصهيونية" .
و تختتم للّي حوارها لآسيا بالإضاءة على إذاعة "الجذور" التي تأسست في ١٩٩٧ والناطقة باللغة الإسبانية، وهدفها أن تكون جسراً بين الجالية والوطن في المجالات الاجتماعية و السياسية و الثقافية و الفنية، و من أهدافها أيضا كسر الصورة الكاذبة للإعلام العالمي تجاه الوضع في سوريا، "وبالفعل وصل صوت إذاعة الجذور إلى الصحف و الإذاعات الأرجنتينية ،و بالتالي أصبح رأي الإذاعة بمثابة تصريح رسمي للعديد من الوكالات الإخبارية و المجلات" .
قانون قيصر يعيق الاستثمار
بدوره القنصل الفخري السوري في مقاطعة غوياز في البرازيل، الدكتور جمال يوسف، يقول في تصريح لوكالة أنباء آسيا :"قمنا بتنسيق عدة زيارات للسفراء السوريين، الذين توالوا منذ استلامي القنصلية في عام ٢٠١٠ وحتى الآن، عبر ترتيب لقاءات لهم مع الحكام والنواب في مجلس المقاطعة والسياسيين وأصحاب الرأي في البرازيل، بالتزامن مع بث مباشر لوسائل الإعلام ، لتصل الصورة الصحيحة عما يجري في الوطن، وقمنا بترتيب زيارات، فجمعنا السياسيين والمسؤولين مع السفراء السوريين لتوطيد وتطوير التعاون الثقافي والسياسي والاقتصادي، و قمنا بدعوة رجال الأعمال وكبار الشركات مع النقابات، وشرحنا لهم فرص الإستثمار، و دعيناهم لزيارة سوريا، و المشاركة في معرض دمشق الدولي، لكن العائق اللوجستي ( الدخول عبر الحدود اللبنانية إلى سوريا) سبب الريبة لدى البعض ، و نأمل النظر في هذه النقطة لاحقاً، ومؤخرا كان قانون قيصر عائق أساسي بتعليق النشاطات كافة".
ويختم يوسف حديثه بأن الجالية السورية في البرازيل جالية قوية ولها مكانتها في جميع المجالات، خاصة في المجال الطبي والتجاري، غير أن الثقافة البرازيلية هي ثقافة مستوردة من أمريكا، فوسائل الإعلام تابعة لأميركا و تؤثر بشكل كبير عليها.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7