رئيس الجمهورية: حركة 17 تشرين كانت ممتازة لو أكملت بعقلانية

2020.08.30 - 10:53
Facebook Share
طباعة

 شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على أنه لم يتغير، بل لا يزال هو نفسه، "انما القوى المتصارعة خارجيا وداخليا والارتباطات الخارجية للبعض، كانت الحاجز الذي وضع أمامي وهي ليست بقليلة". ورأى ان النظام التوافقي وشرط الاجماع "كان يشل الدولة ويوقف القرارات مهما كانت أهميتها"، مشيرا الى أنه حاليا هناك عدة جمهوريات، ويجب إعادة إحياء الجمهورية الواحدة.

واكد من جهة أخرى، أن "من يريد إسقاط ميشال عون هو كل من يلصق بنا الأخطاء التي يصنعها"، وأضاف: "ما زلت أنا نفسي، برغم كل ما تحملته من انهيار اقتصادي، وتفليسة حصلت منذ 30 سنة الى اليوم وتجمعت حتى انفجرت في عهدي، ونتائج الحرب في سوريا، وتداعيات فيروس كورونا، والكارثة الأخيرة في المرفأ".

ورأى أن لبنان كان عصيا على التغيير، "ولكن الاحداث التي حصلت الآن ستكسر هذا الواقع، فأحيانا لا يحصل إصلاح إلا بعد كارثة، ويجب على كل شخص، أكان حاكما او مواطنا مغشوشا أن يعي ان هذا الوضع يجب ان يتغير، والامراض التي كنا نعيشها يجب ان نشفى منها".

وكشف الرئيس عون أن "الغاز موجود في الحوض الرابع، وستعرف بعد حين الظروف السياسية التي أوقفت استخراجه، نظرا الى الوضع الجيوسياسي الحالي وصراع النفوذ الاقليمي والدولي ومحاولة الضغوط، فالشرق الاوسط يعيش معادلات قوة وليس معادلات حق".

وعما توصلت إليه التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، أكد ان "هذه التحقيقات هي سرية، ولكن عليها ان تبدأ ليس من فترة وجود المواد المتفجرة في المرفأ، بل أن توضح من أين وصلت الباخرة، وأين حملت بالنيترات، ولماذا وصلت الى هنا مع انها كانت متوجهة الى مكان آخر، ومن هو المسؤول عنها".

وإذ إعتبر أن من يهرب من المسؤولية غير جدير بالحكم، قال إنه "ليس خائفا من مواجهة اللبنانيين على خلفية قضية انفجار المرفأ، وإن يدي وضميري نظيفون"، لافتا الى انه لم يكن على علم بقضية المتفجرات وعندما وصله الخبر كان الامر متأخرا جدا.

وأعاد رئيس الجمهورية التأكيد على أن العدالة المتأخرة ليست بعدالة، لافتا الى "العقد التي تعترض عمل القضاء والى ان النظام الطائفي أقام في لبنان حدودا للتصرف لا سيما في موضوع محاربة الفساد".

وإذ ميز الرئيس عون بين ثورة الـ89 وثورة 17 تشرين، إعتبر أن "حركة 17 تشرين كانت ممتازة لو أكملت بعقلانية معينة، وإذا لم يأت الشعب بالإصلاح فانه لا يدوم".

وعن الاستشارات النيابية ومقومات الحكومة الجديدة، قال الرئيس عون: "لدينا برنامج كامل للإصلاحات الضرورية لكي نسترجع موقعنا وثقة العالم بنا، فإذا ما قمنا بهذه الإصلاحات يمكننا الانتقال الى مرحلة ثانية والاتيان بأرصدة تحقق البرنامج الاقتصادي"، لافتا الى انه "أعرب عن سعيه لتثميل الثوار بوزراء إلا أن أحدا لم يتقدم ليعلن عن نفسه او ليتعرف علي عن كثب".

وإذ أشار الرئيس عون الى أن اتفاق مار مخايل لم يكبله أبدا، إعتبر أنه كان بمثابة نوع من المصالحة، "وقد دعونا الجميع اليها"، وعن سبب استمراره فيما سقط تفاهم معراب، أوضح "ان القضية هي قضية التزام ولا أريد أن ادخل في الكثير من التفاصيل،ان الاتفاق ينجز عندما يلتزم الفريقان بشروط التفاهم، وأنا لا اريد الدخول في نقاش هذا الامر".

واعتبر الرئيس عون: "ان العلاقة مع بكركي طبيعية، والمواقف السياسية لبكركي متقدمة"، وعن أحوال التيار العوني، أجاب: "انا لست في قيادة التيار العوني حاليا، ولدي اليوم بصفتي "بي الكل" مسؤولية تجاه جميع اللبنانيين من 18 طائفة، والعدالة لا تفضيل فيها الا بالحق".

وعن رمزية زيارة الرئيس الفرنسي الى السيدة فيروز في دارتها في انطلياس في مستهل زيارته الى لبنان، قال الرئيس عون: "الفرنسيون يعرفون السيدة فيروز وهي غنت لهم في اكثر من مناسبة، وأحبها الجمهور الفرنسي، وهذه إلتفاتة تقديرية من رئيس فرنسا للسيدة فيروز، أجدها طبيعية."

وكيف يحب ان يذكره التاريخ، أجاب الرئيس عون: "مثلما أنا"، معتبرا "انه عندما تزول الاحداث يعود الناس الى صفائهم الذهني فسيصفني التاريخ بصوابية ولا شيء يختفي"، معربا عن ترحيبه الدائم بلقاء الشباب في قصر بعبدا في حوار مباشر لتبديد هواجسهم، آملا ان تكون بداية المئوية الثانية للبنان الكبير مميزة بوعي شعب يتطلع الى التاريخ ويفحص ضميره لمعرفة أسباب المشاكل والصدامات التي حصلت، وإعادة النظر بمواقفه الخاطئة وتصحيحها لإحداث التغيير."

مواقف رئيس الجمهورية جاءت في خلال حوار مسهب أجراه معه الاعلامي ريكاردو كرم لمناسبة المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 3