بيروت منكوبة... واللبنانيون يتكاتفون رغم هول الصدمة

وكالة أنباء آسيا- غنوة طعمة

2020.08.05 - 01:06
Facebook Share
طباعة

 
 
"انفجار لم يشهد مثله العالم منذ انفجار هيروشيما الشهير في اليابان"، كما وصفه الخبراء، وهو ما دفع الإعلام إلى وصفه ب "بيروتشيما".
"إنها كارثة بكل ما للكلمة من معنى" قالها كل من رأى وعايش الانفجار عن قرب أو عن بعد، و"مأساة حلت باللبنانيين الذين لا زالوا يتخبطون في أزماتهم الواحدة تلو الأخرى".
خلّف الانفجار سحباً كثيفةً من الدخان الأحمر والأبيض، الذي غطى مناطق العاصمة بأكملها.
وقف جميع المواطنين في الدقائق الأولى للانفجار مذهولين، فاقدين للرؤية تحت وقع الصدمة.
أصبحت بيروت بغالبية منازلها وشركاتها وفنادقها مجردة من الزجاج، الذي تناثر بشكل مرعب على رؤوس المواطنين الذين بات معظمهم في هذه الليلة الحزينة خارج منازلهم، أو أقله في منزل بلا نوافذ وبلا أبواب.
تضررت ممتلكات عامة وأخرى خاصة وأبنية وسيارات في العاصمة بشكل كامل، فلم يبق منها سوى هياكل تعكس عمق المأساة.
وشوهد مواطنون ينزفون ويهرولون ويصرخون طلبا للمساعدة، وسط سحب من الدخان والغبار السام، في حين بدت شوارع العاصمة كما لو أنها تعرضت لزلزال ضخم، ولم تقتصر الأضرار على مناطق العاصمة بل تعدتها إلى مناطق مجاورة، لم تسلم هي الأخرى من أضرار الانفجار، حيث وصلت الغيوم المحملة بالغازات السامة إلى الشمال وإلى مناطق الجبل والجنوب.
يقول يوسف نور الدين ابن ال54 عاماً، والذي فقد واجهات محل الأحذية الذي يمتلكه في منطقة الحمرا: "إنه انفجار لم نرَ مثله في عز الحروب التي عشناها، إنه انفجار مروع أفقدنا عقولنا، ولم نعد نعي على من نسأل أو نطمئن من أفراد عائلتنا و أصدقائنا".
ويضيف نور الدين: "هذا الحدث أعاد إلى أذهاننا صور الحرب الدامية التي عشناها بكل تفاصيلها، وعلى الرغم من بشاعتها، إلا اننا لم نشاهد في حياتنا مشهداً يوازي ما رأيناها في الإعلام وعلى الأرض".
أما السيدة ريم قائدبي، فقالت باكيةً: "كنت في "مارمخايل" عم بتغدى مع زوجي، وبجانبي أم و ٤ أولاد ومقابلنا ٤ شباب....اللي صار من بعدا لا أستطيع تصديقه حتى الآن.. ولا أريد تصديقه..المطعم وقع على راسنا....جروحنا طفيفة ما بينحكا فيها، لكن جرح الروح عميق كتير....بيروت يا وجعنا".
أما الشاب فراس دباغ الذي عاش لحظات عصيبة لأنه كان قريبا من موقع الانفجار، فقال : "الساعة 6:08 المسا... كنت راجع من الحمرا عالطريق البحرية مع أنستازيا صديقتي.. من حجم الدمار يللي شفتو وعم شوفه، بعدني مش مصدق إن نحنا مناح وبعدنا عايشين، حرفياً وبلا مبالغة، كان شي ما بيتصدق!
موجة الإنفجار كانت لا توصَف متل ما كلنا شفناها بالڤيديوهات! بظرف ثانية كانت مارقة كل السيناريوهات قدام عيوني، حتى تهيألي للحظة إن الكائنات الفضائية احتلونا... ويلي قال إنو بتشبه قنبلة نووية، ما عم يبالغ أبداً!"
يضيف"الحمدلله إني فتحت الشباك لصوّر شو عم يصير، وهيك ضليت عايش لخبر شو صار معي!!".
وفي سياق متصل، وعقب الانفجار الضخم، فتحت المستشفيات أبوابها للمصابين والشهداء الذين سقطوا في الانفجار.
ولكن ونظرا للأعداد الهائلة للمصابين، وجدت عدة مستشفيات نفسها عاجزة عن استقبال الجرحى، وذلك بسبب تجاوز طاقتها الاستيعابية، خصوصا في ظروف انتشار وباء الكورونا.
وقام عدد من الأطباء في المستشفيات في بيروت بالخروج إلى مداخل وساحات المستشفيات وتقديم العلاج والإسعافات والعناية الطبية اللازمة للمصابين بجروح طفيفة ومتوسطة، والذين يتوافدون لتلقي العلاج سواء من تلقاء نفسهم أو عبر سيارات الإسعاف، وذلك بعدما امتلأت الغرف وأقسام الطوارئ بالمصابين وعدم وجود أماكن لاستقبال المزيد منهم.
وإنطلقت مبادرات من المجتمع المدني والجمعيات وكذلك مبادرات فردية من كل مناطق لبنان تضامناً، في مشهد يذكرنا بأيام حرب تموز 2006، عندما فتح اللبنانيون أبواب بيوتهم للمتضررين من الحرب الذين فقدوا منازلهم.
وفي هذا الشأن، انطلقت على صفحات التواصل الإجتماعي مبادرة "بيتي هو بيتك"، فبدأت الدعوات من المواطنين في كل المناطق اللبنانية إلى استقبال المتضررين، فمنهم من فتح بيته ومنهم من فتح محله التجاري لاستقبالهم.
كما وأعلنت عدة مؤسسات تربوية وفنادق فى مناطق متفرقة من لبنان، فتح أبوابها أمام الأشخاص والعائلات المنكوبة التى تعرضت منازلهم للانهيار أو التضرر وباتت غير صالحة للسكن.
وقام أصحاب عدد من الفنادق والمدارس الخاصة داخل بيروت وخارجها و مؤسسات عامة تنشط فى تقديم خدمات مجتمعية، بالإعلان عن استقبال الأشخاص المتضررين جراء الانفجار.
كما أعلن وزير الشؤون الإجتماعية رمزي مشرفيه فتح أبواب مراكز الخدمات الإنمائية التابعة للوزارة، لتقديم المساعدة للمواطنين اللبنانيين المنكوبين.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8