أزمة "الخطوط الحمراء".. مصر تلوّح بالقوة أمام "مهدديها"

أحمد عبد الحميد - القاهرة

2020.07.14 - 01:50
Facebook Share
طباعة

 

 

 
في خضم حالة التوتر التي تشهدها جبهات القتال في ليبيا، ينعكس الأمر على الوضع الداخلي لمصر، وخاصة على الحدود الغربية لها، فضلا عن أزمة سد النهضة التي لازالت عالقة حتى الآن دون حل، وبات الحل العسكري يلوح في الأفق لكلا الأزمتين، الأمر الذي بدا واضحاً في تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، منتصف يونيو/حزيران الماضي، عند تفقده لقوات المنطقة الغربية و"الخط الأحمر" الذي تحدث عنه بين سرت والجفرة في ليبيا.
يرى العميد سمير راغب، المحلل العسكري ورئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، في تصريحات خاصة لـ "وكالة أنباء آسيا"، أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي كان واضحاً وموجهاً للجانب التركي الداعم لقوات الوفاق في ليبيا وأن حديثه للقوات بأن يستعدوا لتنفيذ أي مهام داخلية وخارجية كان الرد عليه من خلال مناورة حسم 2020 التي نفذتها القوات المسلحة خلال الأيام الماضية.
تركيا تعلن عن "مناورة ضخمة"
في يوم الأربعاء، الثامن من يوليو/تموز الماضي، كانت القوات البحرية التركية قد أعلنت، في رد غير مباشر على تصريحات الرئيس المصري، عن الاستعداد لإجراء مناورة بحرية "ضخمة" قبالة السواحل الليبية تحمل اسم "نافتيكس"، على أن يتم إجراءها في 3 مناطق مختلفة، يشارك فيها 17 طائرة حربية و8 قطع بحرية، تحاول من خلالها تركيا "إثبات قدرتها على السيطرة على المنطقة"، بحسب سلاح البحرية التركي.
وهو ما يراه المحلل العسكري سمير راغب، أمراً يتطلب من الجانب المصري أن يكون مستعداً لأي "سيناريوهات" محتملة، على اعتبار أن الجانب التركي دولة معادية.
مصر ترد بـ"حسم 2020" بعد 24 ساعة
لم يمر سوى أقل من 24 ساعة فقط على تصريحات البحرية التركية، حتى ردت مصر بما هو أقوى من مجرد تصريحات، لتخرج في يوم الخميس، التاسع من يوليو/تموز، بمناورة عسكرية كبيرة تحمل اسم "حسم 2020"، نفذتها تشكيلات ووحدات المنطق الغربية العسكرية بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية على مدار عدة أيام في المنطقة العسكرية الغربية وبالقرب من الحدود الليبية، في إطار خطة التدريب القتالي لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة.
كانت المناورات التي نفذتها مصر عقب التصريحات التركية، تهدف، بحسب بيان القوات المسلحة، إلى تدريب القوات المصرية على "القضاء على العناصر المرتزقة من الجيوش غير النظامية وتنفيذ رماية لاستهداف مناطق تجمع تلك العناصر"، بالإضافة إلى تنفيذ عملية برمائية للقوات على الساحل في منطقة حدودية على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، وكذلك التدريب على التعامل مع "الأهداف ذات العمق البعيد" والتي تتطلب التزويد بالوقود في الجو.
رسائل من المناورة لجميع الأطراف
يقول اللواء محمد نجم، الخبير الأمني، في تصريح خاص لـ "وكالة أنباء آسيا"، إن المناورات العسكرية لها في المقام الأول هدف استراتيجي وهو رفع كفاءة القوات وتدريبها على العمليات المحتمل التعرض لها، وأن تكون جاهزة لتنفيذ ما يصدر لها من أوامر من القيادة العليا، كما أن لها هدف آخر وهو إرسال رسالة إلى جميع الأطراف التي تهدد الأمن القومي بأن مصر على استعداد ولديها القوة والكفاءة للحفاظ على أمنها القومي بأي طريقة من الطرق، ولن تتوانى في اتخاذ القرار بالحفاظ على أمنها القومي سواء من ناحية الأمن المائي أو من ناحية التهديدات الموجودة في ليبيا، والإشارة إلى أنا مستعدون لكل الاحتمالات.
الحرب.. الخيار الأسوأ
حالة من الغضب والفوران يعيشها المجتمع المصري تبدو واضحة على مواقع التواصل الاجتماعي المصرية خلال الآونة الأخيرة بسبب التهديدات المختلفة التي يتعرض لها الأمن القومي، تارة من الجانب الغربي، وتارة من الجنوب حيث إثيوبيا وأزمة بناء سد النهضة، وهو الأمر الذي جعل الحديث عن الحرب حاضراً وبقوة بين المواطنين، البعض يؤيد ويدفع إلى ذلك، والبعض يراه خياراً لن يمر دون خسارة حتى لو كان ظاهره نصراً.
في هذا الصدد يقول اللواء محمد نجيب، الخبير الأمني، لـ "وكالة أنباء آسيا"، إن خيار الحرب يعد بمثابة "أبغض الحلال"، حتى أن الشاعر أحمد شوقي عندما مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قال في حقه: "الحرب في حق لديك شريعة ومن السموم الناقعات دواء"، وبالتالي فنحن قد نضطر، حفاظًا على أمننا القومي، للحرب، وإذا كانت حتمية فنحن كلنا خلف القيادة المصرية، ولكنه في كل الأحوال أسوأ الحلول مشيراً إلى أن مصر لن تلجأ إليه إلا إذا طرقت جميع الأبواب ولم تجد خياراً آخر، خاصة وأنها مسألة حياة أو موت.
المناورة آتت ثمارها
يقول العميد سمير راغب، المحلل العسكري ورئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، إن جاهزية القوات المسلحة، حتى بعد انتهاء المناورة مستمرة وموجودة في أي وقت ما لم يتم فناء التهديدات، مشيراً إلى أن التحرك التركي استفز الجميع، والدليل على ذلك وجود عدة مناورات أخرى أجريت، مثل المناورة القبرصية اليونانية الفرنسية، وأخرى إيطالية، وأخرى بين أمريكا وقبرص، لأن كل هذه الدول مهددة بوجود الجانب التركي في جنوب المتوسطي.
وعن رد الفعل حول المناورة وتصريحات الرئيس المصري، يقول "راغب" إنه قبل أن يتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي وقبل إجراء المناورة كانت القوات التابعة لحكومة الوفاق تقول إن اقتحام سرت وشيك، وهو ما لم يتم حتى الآن، فقبل ذلك كانت قوات الوفاق على بعد 25 كيلومتر من خطوط تلاقي القوات المدافعة للجيش الوطني الليبي بينما هم الآن عادوا إلى 90 كيلومترا، الأمر الذي يدل على أن تصريحات الرئيس المصري والمناورات التي أجريت آتت ثمارها.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3