محاولات لحرمان روسيا من استضافة البطولة الأروبية لكرة القدم
لولا وباء الفيروس التاجي COVID-19، الذي انتشر في جميع أنحاء العالم، لكان من المقرّر في هذه الأيام في أوروبا استضافة أهم الأحداث الرياضية وأكثرها إثارة. وهي البطولة الأوروبية لكرة القدم، والتي كان من المقرر إجراؤها في الفترة من 12 يونيو إلى 12 يوليو 2020.
تم تأجيل البطولة حتى صيف 2021، لكن الرياضيين والساحات الرياضية المختارة للمسابقة يواصلون الاستعداد للمباريات. حيث ستقام المباريات في روما وباكو وكوبنهاجن وأمستردام وبوخارست ولندن وجلاسكو وبلباو وبودابست وميونيخ ودبلن وسان بطرسبرغ. من هذه القائمة، توجد 11 مدينة في البلدان التي هي أعضاء في الاتحاد الأوروبي وفي المملكة المتحدة، والتي على الرغم من أنها قد غادرت الاتحاد الأوروبي مؤخراً ، لكنها حافظت على علاقات ودية دافئة معها. وفقط سانت بطرسبرغ الروسية تقف منفصلة.
تتنبأ وسائل الإعلام البريطانية في موادها بحظر روسيا للمشاركة في يورو 2020. وبحسب الصحفيين، فإن الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات(WADA) ستعمل على تطبيق الحظر بسبب عدم الامتثال للمدونة العالمية لمكافحة المنشطات. في الوقت نفسه، من الأمور المتدوالة مسبقاً أنَّ اللاعبين الروس لديهم العديد من المشاكل في موضع تناول المنشطات. أي سيقومون بتعميم هذا الأمر على كرة القدم أيضاً، حتى وإن كانت هذه المشاكل متعلّقة برياضات أخرى.
بعد وسائل الإعلام البريطانية، يحاول زملاؤهم من ألمانيا أيضاً، تشويه سمعة لاعبي كرة القدم الروس. حيث لا يقدم الصحفيون حقائق وإثباتات مباشرة حول استخدام الروس للمخدرات غير المشروعة. لكنهم يفسرون نجاح الفريق الروسي في كأس العالم 2018 في روسيا من خلال حقيقة أن FIFA لم يحقق في الواقع في استخدام المنشطات من قبل اللاعبين الروس. وعلى الرغم من أن الأمر مجرد تكهنات، إلا أنَّ هدفهم ليس إثبات الذنب، بل بث الشك حول البراءة.
ومع ذلك، فإنَّ مثل هذه الاتهامات محيرة في هياكل كرة القدم الروسية، ويعتبر حظر المشاركة في البطولة الأوروبية غير مرجح. لم يُشتبه في أي لاعب واحد في الفريق الوطني الحالي بتعاطي المنشطات. بالإضافة إلى ذلك، لا تمتلك الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA) سلطة حرمان البلاد من حق المشاركة في بطولة أوروبا لكرة القدم. علاوة على ذلك، فإن وسائل الإعلام لا تملكها. ولا يمكن القيام بذلك إلا من قبل صاحب حقوق الملكية للبطولة "UEFA"، لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اتخذ بالفعل قراراً نهائياً، والذي بموجبه يتم تضمين سان بطرس بورغ في عدد المدن التي تستضيف يورو 2020.
علاوة على ذلك، فإن كأس العالم الأخير الذي استضافته روسيا بطريقة رائعة من حيث التنظيم في عام 2018 يغرس الثقة في مسؤولي كرة القدم الأوروبيين بأن روسيا هذه المرة ستظهر نفس المستوى العالي الذي قدمته.
بالمناسبة، لا يمكن استبعاد أنه على وجه التحديد نجاحات روسيا في إقامة مثل هذه المسابقات الرياضية العالمية الكبرى هي السبب الحقيقي لهجمات وسائل الإعلام من دول أخرى. ونتيجة لذلك، يتم الصراع حالياً ومهاجمة روسيا من خلال الصحافة.
