الطريق إلى "التوحّش": آباء يقتلون أولادهم وأبناء يقتلون الآباء!

هيا حمارشة- وكالة أنباء آسيا

2020.07.04 - 09:21
Facebook Share
طباعة

 بعد حرب دامت تسع سنوات، وما زالت مستمرة حتى الآن، ولو بشكل مختلف، بدأ السوريون يلمسون آثار تلك الحرب قبل أن تنتهي، فلم تعد تتمثل فقط باللجوء أو فقدان الأحبة، بل انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة جرائم غريبة من نوعها، بات يستيقظ المواطن عليها مذهولاً، حيث لم تكن تحدث في سوريا في وقت سابق.

أب يقتل أطفاله

في 21 أيار الماضي، وقعت جريمة قتل مروعة في ريف دمشق، هزت الشارع السوري بأكمله، حيث أقدم أب وزوجته الثانية على قتل أطفاله الثلاثة. وتتراوح أعمار الأطفال بين السنة والأربع سنوات، وذلك بعد محاولتين لقتلهم عن طريق السم باءتا بالفشل، مما دفعهما إلى قتلهم خنقاً حتى الموت، على الرغم من أن زوجة الأب الثانية، هي خالة الأطفال، أي أخت أمهم.

أولاد يقتلوا أبيهم

وفي منتصف الشهر الماضي، وقعت جريمة عكس الجريمة السابقة، حيث قامت أم وأولادها الاثنين بقتل ابيهم في منطقة الزبداني، وذلك من خلال وضع المنوم له في العصير، و إطلاق طلقين ناريين في رأسه، بحجة معاملته السيئة.

عملية سطو

لكن الجريمة الأغرب هي التي وقعت قبل أسبوع، حيث أقدم مسلحان بعملية سطو على سوبر ماركت القصور في حي السبيل بمحافظة درعا، وسرقة الأموال منها، ولم يكن ذلك النوع من الجرائم غريبا أو نادرا، بل ما أثار الذهول لدى المواطنين، هو أن عملية السطو عادة تحدث في البنوك أو المصارف لا في سوبر ماركت !.

جريمة جماعية

وقبل أربعة أيام، استيقظ أهالي بيت سحم على خبر جريمة قتل جماعية لأم وثلاثة أطفال بعد اغتصابها، والهدف هو سرقة مبلغ مالي وقدره 260 ألف ليرة سورية، من قبل عاملي صحية كانا يعملان في المنزل، بالإضافة إلى طعن الزوج. جريمة مروعة ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، وتعليقات من قبيل: ماذا يجري .. هل وصل الحال بنا لقتل عائلة كاملة من أجل مبلغ تافه لا يكفي العائلة لشهر؟

قتل اخته واغتصبها

ومن الجرائم المقززة، والتي أثارت استياء السوريين، تلك التي وقعت قبل يومين في منطقة الحسينية بريف دمشق، حيث قام أخ بقتل أخته ذبحاً بالسكين بعد اغتصابها، بحجة أنها سيئة السمعة.

لم يكن هذا النوع من الجرائم غريبا على الشارع السوري حيث يندرج تحت مسمى "جرائم الشرف"، لكن الغريب والمثير للخوف والرعب هو اغتصابه لها، والأغرب من ذلك هو اتفاق الأب مع ابنه على الاغتصاب والقتل.

وتتواصل الجرائم الوحشية حتى صباح اليوم، حيث تم الكشف عن جريمة قتل زوجة لزوجها في منطقة مصياف، وقعت في منتصف شهر أيار الماضي للعام الجاري، من خلال وضع مادة السم له في الطعام والشراب، بعد تخطيط تم الاتفاق عليه مع جارها، الذي تم الاكتشاف فيما بعد أنها على علاقة معه، وتم قتل الزوج بعد أن علم بهذه العلاقة.

جرائم شنيعة

ترى الأخصائية الاجتماعية حنان ديابي أن أسباب الجرائم لا يمكن تحديدها بشكل كامل، لكن هناك عدة عوامل تبدو الأهم في هذا السياق: الوضع الاقتصادي والأسري بالإضافة إلى تحطم المنظومة القيمية، وآثار الحرب التي ما زالت في بدايتها، وفيما يخص جريمة الأولاد الذين قتلوا أبيهم، وأرجعوا السبب لمعاملته السيئة، أشارت ديابي إلى أننا اذا أردنا أخذ هذا السبب كمبرر وجيه فنصف أولاد العالم العربي يجب أن يقتلوا أبائهم.

المجرم قاضِ وجلاد

وعن جريمة بيت سحم الجماعية قالت ديابي : "إن السبب الظاهري كان اقتصاديا ولكن هناك شيء في الخفاء لا نعرفه، فلا يمكن لأي شخص أن يقتل أربعة أشخاص من أجل السرقة".

وأوضحت الاختصاصية الاجتماعية أن هذه الجريمة شكلت رأياً عاماً ينادي بمحاكمة القاتلين بالإعدام في ساحة المرجة، وعبرت عن رأيها حيال حكم المجتمع: " أنا مع القانون وما ينصه، ولكن هناك قضايا شنيعة يجب الخروج بها عن القانون والانصياع للرأي العام".

وأضافت أن قانون العقاب غير كافي، ويجب تعديل أنظمة القضاء، لأن هناك انسياب ملحوظ في المنظومة القضائية، فالمجرم لم يعد يخاف من العقاب، بل بات ينصب نفسه قاضيا وجلادا بذات الوقت، وأكدت أن هذه بداية آثار الحرب التي مرت على البلاد، واذا لم تتم متابعتها منذ الآن فلا يمكن تداركها لاحقاً، وسوف يتفاقم الموضوع أكثر من ذلك.

خلال شهرين متتاليين، وقعت كل تلك الجرائم التي تم ذكرها، بعضها يعود لأسباب اقتصادية، والبعض الآخر لخلل نفسي ربما، والمواطن السوري بات ينتظر مدهوشاً متسائلا الذي سيحدث أكثر من قتل أب لأولاده وأولاد لأبيهم، واغتصاب أخ لأخته، وكل جرائم القتل والاغتصاب والتحرش بحق أطفال باتت خبراً يومياً يستيقظ على هوله السوريون ؟

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10